ربما لم يكن أحد ينتظر من الأمين بوخبزة، القيادي في حزب العدالة والتنمية (الحاكم)، أن ينحرف بالنقاش في دورة الجماعة الحضرية بتطوان إلى وجهة أخرى غير منتظرة.
ربما كان يبحث عن التميز والأضواء التي قد يكون مهرجان تطوان السينمائي قد اختطفها منه،مما جعله يحس بالغبن والضيم.
ربما كان يفتش عن مشجب يعلق عليه شيئا مهما، وآثر أن يؤجله إلى حين انعقاد دورة المجلس البلدي للمدينة، والتي لا شك أنه كان ينتظرها بفارغ الصبر ليطرح أمامها أمرا جللا لا يحتمل التأجيل، فبالأحرى غض الطرف عنه.
ربما كان يبحث عن سبق يميزه عن زملائه المستشارين الذين يخوضون في الأمور العادية، أو الذين تنقصهم الجرأة لطرح قضايا مهمة..
هنا بالضبط ،بين الأمور العادية والقضايا، حل شيطان بوخبزة الذي ليس بمقدور أحد أن يطرده أو يطارده ،حتى ولو كان عبد الإله بنكيران ،رئيسه ورئيس الحكومة- الذي أعلنها كلمة صريحة قبل أن يخوض المعركة- من أنه لا قبل له بمواجهة "التماسيح والعفاريت"، فبالأحرى الشياطين، وفضل أن يترك أمر ذلك ل"قادة" آخرين ،ربما أكثر منه جرأة وشجاعة.
هكذا، استعرض بوخبزة عضلاته أمام المجتمعين في المجلس البلدي ،وعير نور الدين الصايل، رئيس المركز السينمائي المغربي، الذي يشرف ،عمليا، على مختلف المهرجانات السينمائية المقامة ببلدنا، وضم إليه زوجته، نادية لاركيط، التي وصفها بالنصرانية التي تمثل مع الإسرائيليين، ولا تتحرج من نشر صورها عارية في مجلات أجنبية،ثم أرغد وأزبد باتهام الفنانات بالدعارة والفسق؛ واستمر في "رشده" – ولا نقول غيه – يهدي – ولا نقول يهذي- بتسليط الضوء- ولا نقول الاتهام - على إدارة مهرجان تطوان السينمائي التي تعرض الأفلام الجنسية في مهرجاناتها، وهو ما يخالف شرع الله، بالإضافة إلى أنه مفسد الأخلاق.
توج بوخبزة استعراضه- ولا نقول مداخلته – بمطالبة زملائه المستشارين بالتصويت ضد الميزانية المخصصة للمهرجان، وإلا فإنهم مشاركون في هذا الفسق والمجون.
لقد فعلتها يا بوخبزة ، ولم تترك لإخوانك في الحزب والحركة أي قيمة مضافة يحتاجون إليها في الآتي من الأيام لمواجهة "الفاسقين" و"العاهرات" ،ولا نقول "التماسيح والعفاريت".
هل تريد هذا لأختك أو زوجتك أو ابنتك أوخالتك أوعمتك...؟
طبعا، الجواب سيكون لا.إذن ،"شكون انت " في ملكوت الله حتى تتعرض لأعراض عباد الله بما لا تحبه لنفسك ولصاحبتك وذويك ..؟
ماذا كنت فاعلا لو كانت بيدك سلطة ونفوذ ؟
ليس هذا من شيم المغاربة المسلمين ،ولا من خصال المنتخبين، ولا من عادة القادة المتميزين،ولا من قيم الإنسانيين،ولا من منطق الآدميين.
ذلك نور الدين الصايل وتلك زوجته.
وكل راع مسؤول عن رعيته.
حمادي التازي.