عمليات انتحارية بأحزمة متفجّرة في مساجد وأماكن مكتظة بالسكان أودت بحياة أعداد كبيرة من الناس.
ـ عبوات ناسفة وسيارات ملغومة أدّت إلى تدمير أحياء بكاملها.
ـ إحراق مزارات صوفية وتخريب كنائس مسيحية ومعابد يهودية وآثار تاريخية ومكتبات تحوي عشرات آلاف الوثائق.
ـ ارتفاع معدل اغتيال النساء بالعراق إلى 16 امرأة في الشهر بسبب اللباس، حيث لا يسمح المتطرفون لهن بالخروج بدون الرداء الأسود.
ـ إعدام التماثيل والنصب التذكارية الخاصة بالشعراء والمفكرين.
ـ المناداة بعودة نظام "أهل الذمة" و"ما ملكت أيمانكم" وكل أشكال استعباد الإنسان.
ـ الاستحواذ على أحياء ومناطق وتسييجها واعتبارها مجالا لإقامة "حكم الشريعة" بالعنف الدموي والإكراه.
ـ منع الآلات الموسيقية ومعاقبة الفنانين بقطع أيديهم.
ـ تنفيذ الاغتيالات ضدّ المعارضين اليساريين والمفكرين ووضع لوائح لاغتيال آخرين وتهديدهم.
ـ إنزال علم الدولة ورفع علم القاعدة الأسود مكانه.
ـ الجهر من أعلى منابر المساجد بالتكفير وإشاعة الكراهية والفتنة والحثّ على الاقتتال والمقاتلة واعتبار ذلك "جهادا في سبيل الله"، وتحويل بيوت العبادة إلى فضاءات للعراك والتشابك بالأيدي.
ـ مطالبة السلطة بمنع الأفلام السينمائية والحجر على الفنانين والأدباء والمفكرين ومحاكمتهم، ووضع خطوط حمراء لكل إبداع، حتى يلتزم الناس بقيم المتطرفين ورؤاهم وأذواقهم.
لست أدري إن كان السيد أحمد الريسوني يتابع هذه الأخبار يوميا في بلدان شمال إفريقيا والشرق الأوسط والعالم، والتي هي أخبار فتنة محققة. ليست مشروعا ولا وهْما من صنع الخيال، بل واقعا مريرا داميا وكئيبا تنجرّ إليه يوما عن يوم بلدان يتواجد بها مسلمون ويعتبر فيها الدين الإسلامي دين أغلبية.
لا تتمّ هذه الأفعال المنكرة باسم الأمازيغية ولا باسم العلمانية ولا باسم الاشتراكية أو الليبرالية ولا باسم الصهيونية، ولا تتم بتمويل من الغرب "الكافر" و"المنحلّ" أو من إسرائيل، بل تتم باسم الإسلام الذي ينطلق منه السيد الريسوني ويعتبره الإطار الجامع والموطد للوحدة، وبأموال عرب الخليج المسبّحين بحمد الله بكرة وأصيلا.
الذين يَقتلون ويَذبحون في هذه الفتنة المستعِرة يعتبرون أنفسهم "مجاهدين"، والذين يُقتلون من المتطرفين يُعتبرون شهداء مآلهم الجنة، بينما ضحاياهم من إخوانهم ومواطنيهم من الرجال والنساء والأطفال يعاملون مثل الحثالة، أو مثل الحطب الذي يُحرق في سبيل إقامة شرع الله على الأرض.
هل يوافق السيد الريسوني على ما يجري أم يعارضه ؟ لا ندري، ما دام لم يعطنا حتى الآن رأيه في ذلك، وكل ما فعله أنه اتهم من خارج الوطن الحركة الأمازيغية التي تعدّ سندا قويا للقوى الديمقراطية بالمغرب، بالعداء للإسلام وبالتخطيط لإحداث الفتن وتهديد البلاد والعباد والتقسيم والانفصال.
كلما أمعن الإسلاميون في قتل الناس وإشعال الفتن الرهيبة وترويع الشعوب الآمنة، زاد الإسلاميون من أمثال الريسوني ومن على شاكلته ودربه بالتلويح بالفتنة القادمة باسم الأمازيغية المفترى عليها.
في سياق هذه الأعمال المنكرة والخطيرة والتي لا أحد يعرف أين ستتوقف، وبعد استماعنا إلى تصريح السيد الريسوني ضدّ الحركة الأمازيغية، لا يسعنا إلا أن نقول بالعامية المغربية: الله إنعل لّي ما يحشم !