كان شعب الخلافة وإكليروس قُم يستعد لاستقبال شهر الغفران والعتق من النيران عندما علم أن أحد أبنائه وكوادره النجباء قد تم ترحيله من طرف السلطات الإيطالية، خلال نهاية شهر يوليوز، وتسليمه إلى نظيرتها المغربية عقب ضلوعه في قضية تزوير جوازات سفر لصالح إرهابيين مغاربة مرتبطين بتنظيم القاعدة. وقد كان هذا الإطار العدلاوي مبحوثا عنه من طرف الانتربول منذ سنة 2004 بطلب من العدالة المغربية التي تمكنت أخيرا من أن تحكم قبضتها عليه بعد عدة سنين مارس خلالها عدل الخلافيين بأوربا وطبق إحسانهم من أجل تقديم كل الدعم الممكن لدعاة سفك دماء المسلمين بدعوى استئصال الكفر
من يكون يا ترى هذا الخلافي الذي يخدم مصالح جماعته المرابطة بسلا من خلال موقعه كمغترب مغربي بالديار الإيطالية التي ينشط فيها تحت يافطة العدل والإحسان بمضمون مسكوت عنه لا يعلمه إلا الله والراسخون في العلم؟ وما هي حسنات هذه القضية بالنسبة لمن لا يستطيع سبر أغوار النشاطات الخارجية لعسكر القومة؟
عسكري قُم المجند بإيطاليا اسمه خالد موجان ينحدر من مدينة الرباط، غير بعيد عن قواعد الإكليروس الخلافي، لقد عانق الأفكار العدلاوية، وهو ما يزال يافعا يتابع دراسته الثانوية بالعاصمة لكن نباهته واستيعابه السريع لتوجيهات جماعته قد أهَّله ليصبح من النشطاء البارزين في قطاع التلاميذ، وبعده القطاع الطلابي للجماعة بكلية الحقوق السويسي
إن مزاوجته بين ممارسة النشاط العدلاوي في صفوف الطلبة وبين تناغمه مع ممارسات التخريبيين بحكم مخالطته لخاله علي العلام، الذي سبق وعاش التجربة الأفغانية، يَسَّرَتْ له توظيف نباهته في تزوير الوثائق من دبلومات وشواهد مدرسية وشهادات العمل ووثائق بنكية وغيرها، وذلك بمؤازرة خاله السالف الذكر الذي أمضى عدة سنوات بالسجن من أجل النصب والاحتيال وقضايا أخرى
هذا النبوغ الجانح قاد خالد موجان العدلاوي لتوفير جوازات سفر مزورة لصالح الإسلامي زكريا بوغرارة المحكوم بالسجن في قضية اعتداءَات 16 ماي 2003 ومحمد المحمي، وهو واحد من المغاربة الأفغان الموجود حاليا رهن الاعتقال الاحتياطي، وكذلك جوازات مزورة لفائدة مغاربة أفغان آخرين.
تجربة إجرامية كبيرة استغلها لتزوير وثائق جعلت منه مهندسا عدلاويا في الإعلاميات يتوفر على أرصدة بنكية هامة للحصول على تأشيرة الدخول إلى الأراضي الفرنسية خلال سنة 2003 بمساعدة زميل له في ميدان التزوير من مدينة سيدي قاسم.
تَنَقَّلَ خالد موجان بين عسكر الخلافة المرابط بالديار الفرنسية ثم الهولندية فالإيطالية، حيث استقر به المقام بمدينة ميلانو التي احتضنه فيها ابنٌ بار آخر من نجباء الجماعة مكلف بمهمة في هذا البلد الأوروبي، مهمة استقبال وإيواء عساكر الخلافة المبعوثين إلى إيطاليا التي يدخلونها بطريقة غير شرعية بمساعدة مجندين آخرين من قِبَل قيادتهم لهذا الغرض، من بينهم سعيد أكريم الذي كان دخل إيطاليا سنة 2006 بمساعدة أخيه علي الذي خبأه بسيارته
حسن أحمزاوي كان هو الإطار العدلاوي الذي وفر المأوى لخالد موجان بميلانو وهو من كوادر العسكر الخلافي المكلفين بتحصيل المالية عند مريدي الجماعة لإرسالها إلى القاعدة الرئيسية للإكليروس العدلاوي بسلا، بالإضافة إلى ذلك فإنه مُنَسِّق رئيسي مع شبكات الهجرة السرية لفائدة شعب الخلافة.
خالد موجان قطع أشواطا متقدمة في خدمته "الدعوية النبيلة" للتزوير واستعماله لصالح مَشْيَخَتِهِ وباسدرانها وتخطى ذلك ليضيف إلى تجاربه الثرية في إسداء "الخدمات الجليلة" تجربة أخرى ليست أقل نبلا، وذلك عندما ربط علاقات مصلحية مع أحد عناصر "البوليساريو" الذي كان متواجدا بميلانو سنة 2008 للمشاركة في لقاء للانفصاليين بهذه المدينة الإيطالية شهر نونبر من تلك السنة.
لقد تعرف في تلك المناسبة على علي سالم التامك وطلب مساعدته للحصول على وثائق تعريف شخصية باسم الجمهورية الصحراوية المزعومة، هذه العلاقة جعلته يتقرب من الانفصاليين ويقدم لهم خدمات بعد ذلك بتسهيل مهمات صحافية أجنبية معادية للمغرب داخل الأراضي الصحراوية المغربية.
قضية خالد موجان هذه، أعادت إلى الواجهة انحرافات شعب الخلافة وعدد من رموزه البارزين، سواء على المستوى الأخلاقي أو القيمي، فأين هي سلامة الذمة والعذرية والطهرانية التي تُسَوِّقُها أبواق جماعة القومة؟
إن هذه القيم التي تُعْتَبَر رأسمالها في تقديم مشروعها المجتمعي ما فتأت تهوي كقصر من رمال عندما تسبر أغوار حاملي هذا المشروع الذين يعيثون في الأرض فسادا وهم موارون خلف يافطة العفة والاستقامة.
الجماعة التي أعلنت رمضان شهرا للجهاد في المسلمين مطلوب منها أن تجاهد في نفسها وتجاهد في صبية الخلافة حتى تبن لهم دين الله الحق وجهاد الله الحق عوض أن تتركهم بين التكفير والمال الحرام الذي منه تتغذى الجماعة عبر مساهمات المريدين كحال موجان الذي كان يساهم بأكثر من 50 أورو في الشهر لدعم مالية الجماعة