سكت المهووسون بالمقارنة بين الأنظمة الغربية والنظام المغربي عندما تعلق الأمر بقمع تظاهرة في إسبانيا، خرجت للمطالبة بما هو اجتماعي، وقد أدت الاصطدامات بين المحتجين ورجال الشرطة إلى جملة اعتقالات وإصابات، وسكت أصحاب المقارنات الفارغة عن أن الشرطة في المغرب لا تقوم بتعنيف المحتجين أو اعتقالهم ولا تستعمل القوة إلا لرد الأمور إلى نصابها. فقد ألقت الشرطة الإسبانية القبض على 40 شخصا عقب اشتباكات بين مجموعة من الشباب وعناصر مكافحة الشغب٬ وقعت بعد مظاهرة العاصمة للاحتجاج على تدابير السياسة التقشفية للحكومة وأدت إلى إصابة 12 فردا بجروح. ووقعت الاصطدامات٬ التي خلفت إصابة 12 شخصا بينهم ثلاثة من رجال الأمن٬ بعيد انتهاء المظاهرة التي تمت بالأحياء المحيطة بمجلس النواب وبالقرب من محطة اتوتشا وحي لافابياز. وكان آلاف الإسبان قد نزلوا٬ السبت الماضي في عدد من المدن الإسبانية منها العاصمة مدريد للاحتجاج على سياسات التقشف التي اعتمدتها الحكومة المركزية والمطالبة بـ"ديمقراطية حقيقية" بالبلاد التي تعيش ركودا اقتصاديا منذ أربع سنوات. ودعا الائتلاف المكون من 300 جمعية وحركة اجتماعية تمثل موظفين ومنظمات غير حكومية وأحزابا سياسية صغيرة إلى تنظيم "مد جماهيري" بـ80 مدينة إسبانية بما فيها مدريد احتجاجا على سياسة التقشف الصارمة لحكومة اليمين التي تروم توفير 150 مليار أورو في ظرف ثلاث سنوات أي قبل متم 2014 وذلك لخفض العجز الذي تعاني منه البلاد. وشارك في هذه المظاهرة التي نظمت مثيلات لها في مدن إسبانية أخرى٬ وعبأت لها السلطات نحو ألفين من عناصر مكافحة الشغب موظفو القطاع العام والصحة والتعليم ونقابيون وطلاب ومنجميون وحركات نسائية وأطباء وممرضون ورجال الوقاية المدنية وضحايا إفراغ عدد من المساكن ومستخدمو شركة الطيران إيبيريا إلى جانب عاملين بتلفزيون مدريد.