بالرغم من أن المغاربة يقولون: " لي عطى الله اعطاه البقرة ضربت والفحل داه مولاه"فإن السائرين في موكي جنازة حركة 20 فبراير، لا يريدون أن يفهموا أن التاريخ لا يرتد إلى الوراء، و أن الشعارات التي رفعوها في البداية، لم يعد لها أي مضمون على أرض الواقع... لأن عجلة التاريخ لا تعود إلى الوراء.
لقد كانت حركة 20 فبراير في المغرب مجرد سحابة صيف عابرة، ولم تحرك شعرة في شجرة الاستقرار التي ينعم بها البلد، لقد صرخ الشباب ملء أشداقهم مطالبين بالإصلاح، الذي تحقق منه الكثير، في سياق المفهوم الجديد للسلطة الذي اختاره المغرب منذ أكتوبر 1999 وتوجه خطاب 9 مارس 2011... وما بين التاريخين طوى المغرب الكثير من الصفحات، ومن بينها صفحة حركة 20 فبراير.
لقد أسقطت ثورات الربيع العربي النظام في كل من تونس ومصر وليبيا، أما في المغرب، فقد قوّى الربيع النظام، وأزهر إصلاحات سياسية ودستورية وانتخابات سابقة لآوانها توجت حزبا إسلاميا في الحكم.
ولا شك أن الجزائر، التي لم يهب عليها لا نسيم الربيع العربي ولا حريق الثورات، تنظر بحذر لكل هذه التغييرات، فهي خائفة من الفتنة التي تخلط أوراق تونس، ومن الديمقراطية التي يسير فيها بثبات المغرب، ومن ترسانة الأسلحة التي يتاجر فيها ثوار ليبيا، ومن الجماعات المتطرفة التي تحتل شمال مالي.
وحين تسعى الجزائر إلى " الاحتفاء" الإعلامي بالذكرى الثانية لوفاة حركة 20 فبراير، وتخصص لها حيزا في شريط أخبار وكالة أنبائها الرسمية، فإن ذلك ينم عن رغبة في التشويش على المسار الديمقراطي الذي اختاره المغرب، وهو مسار يزعج كثيرا حكام قصر المرادية.
رشيد الأنباري