|
|
|
|
|
أضيف في 04 غشت 2011 الساعة 21 : 14
البعض لا يريد أن يميز بين الدسترة و«الضسارة»، بل يريد أن «يندم« الدولة على اليوم الذي فكرت فيه في «توسيع قشابتها»، وهذا البعض لا يخفي أنه يريد أن يبتز الدولة إلى أقصى حد،وأنه لن يمل حتى تسيل الشوارع بالدم، ليعيد توزيع وتلحين الشعار الذي طالما رفعناه في سنوات مضت « هز أكدم أو حط كدام ..شوارع عامرة بالدم، هما يقولوا هزمنا واحنا نقولوا إنتصرنا « ، في زمن كان النظام ذو بأس شديد، وكان متزعمو مظاهرات اليوم يتقنون الحديث عن نواقض الوضوء أو في « أحسن « الأحوال الجهاد فيمن يختلفون معهم في الرأي داخل أسوار الجامعة... ما جرى في أسفي أول أمس، أمر خطير جدا لا يمكن المرور عليه مرور الكرام، فالبعض يريد أن يحول أسفي إلى مصنع «للشهداء»، ويتبين يوما بعد يوم أنه يرفض أن يتقبل أن المغرب بلد مختلف عما يجري في شمال إفريقيا والشرق الأوسط، ليس من حيث أنه إستثناء بالمعنى المبتذل، ولكن من جهة طريقة تدبيره للظرفية الحالية وحاجيات البلد في تسريع مسلسل الانتقال الديمقراطي وتطهيره من الالغام التي وضعت فيه وفي طريقه، وكل ذلك وسط تأييد داخلي واسع ودولي وازن، وهو ما يعني أن بلادنا إستطاعت أن تبدع نموذجا للتغيير والإنفتاح على المستقبل، دون تقديم أخطر فاتورة وهي هز الإستقرار، فكل العقلاء في البلد كتبوا وقالوا أن على النظام أن يكون مبادرا وسباقا لقراءة التحولات الممكنة وأن يقدم ما هو ملموس لتنزيل إرادة التغيير، ويمكن القول بدون تردد أن النظام كان في مستوى اللحظة التاريخية وأخذ زمام المبادرة بشكل قوي سيسجل في تاريخ بلادنا بالكثير من الإعتزاز، وقد تبين من خلال مجريات الأحداث وآخرها خطاب العرش أن الأمور جدية وان البلاد على مسافة قصيرة من عهد جديد. يتبين يوما بعد يوم ، وبعد سيطرة العدل والإحسان على 20 فبراير العجز البنيوي الشديد لليسار الجذري الذي دخل لعبة الخطابة، بينما كان العدليون يحكمون سيطرتهم على الفكرة والمشروع في الميدان، ويحملون الحركة ما لا تحتمل ويسقطون عليها أجندتهم الخاصة وتصورهم للدولة والمجتمع وأفقدها أفقها الذي كان يمكن أن يسمح للجميع أن يستظل بظلالها، فالعديد من السياسيين والكتاب كانوا يتقاسمون مع الحركة عددا من طموحاتها، وحتى إن لم يخرجوا في مسيراتها فإنهم كانوا يدافعون عن أفقها، والذي كان هو أفق المغرب الجديد المبني على القيم الديمقراطية الإنسانية...اليوم يتضح أن الحلم قد تلاشى، ولحسن الحظ أن الدولة لم تلتفت إلى الحركة بحجمها، بل إلى مجمل التحولات الجارية في الجوار في هذه المرحلة التاريخية، وأحسنت إستثمار ما تراكم في التجربة المغربية مع نهاية مرحلة الملك الحسن الثاني. ما حدث في أسفي ليس فقط عملا لشباب لم يجدوا من وسيلة للتعبير عن مطالبهم سوى أبشع ما يمكن تصوره من وسائل للإحتجاج، لكن هو «بروفا» يعرف من يحركونها أهدافهم قبل تعميمها على الوطن، فوجود ملثمين وتحديد أهداف محددة والقيام بأعمال تخريب ممنهج، لا يدل على أننا أمام عاطلين يطلبون الشغل، بل أمام من يريد الفتنة في البلد ويختبر قوة الدولة وقدرتها على التصدي لاعمال مماثلة، وهنا لا بد من العودة إلى ما سبق وأن حذرنا منه في هذه الزاوية بخصوص الاتفاقيات الاستعراضية التي وقعها المكتب الشريف للفوسفاط وتصرفه كمؤسسة في دولة ريعية، بالالتزام بتشغيل فرد من كل أسرة، كحل من الحلول السهلة والبليدة، وقلنا بأن هذا الأمر سيشعل الوطن، فالثروات الوطنية هي حق للوطن ككل، وبالتالي ففي ظل الأزمات يجب الابتعاد ما أمكن عن الحلول الاستعراضية والتفكير في حلول ذات جدوى اقتصادي وتمتلك أسباب النجاح، بدل الارتكان إلى فائض المداخيل التي تشكل أهم موارد الدولة في ظرفية دولية اقتصادية ومالية حرجة. يا أسفي على أسفي...
عادل بن حمزة
|
|
2563 |
|
0 |
|
|
|
هام جداً قبل أن تكتبو تعليقاتكم
اضغط هنـا للكتابة بالعربية
|
|
|
|
|
|
|
|