من المواقف التي تفضح شخصية أصحابها أن يظل الشخص، طول عمره، يكذب على نفسه وهو يتوهم أنه يكذب على الناس.
هذا ما دأب عليه من يعتبرون أنفسهم قادة وزعماء في قبيلة "البوليساريو" التي تحكم بالحديد والنار،وويل لمن يجرأ على فتح فمه ،ولو في لحظة تثاؤب ،فسيقطع لسانه من طرف زبانية شداد لا يترددون في تنفيذ أوامر الطغمة المتحكمة في مصير المواطنين بمخيمات تند وف.
من هذه النماذج من لا زال يصدق نفسه أنه سفيرا ل"البوليساريو" ، وأين؟ في العاصمة الجزائر: سفير من "الثقب إلى النقب" كما يقول المثل المغربي .
ياله من وضع شاذ وغارق في السريالية : "جمهورية "في تندوف والسفارة في الجزائر.لم لا تعطيكم هذه الجزائر التي تعبر لكم عن تعلقها الشديد بكم منذ أكثر من ثلاثين سنة، تلكم تندوف لتقيموا فيها "جمهوريتكم" ، لتريحكم وتريح نفسها؟
"السفير" المعني هنا هو إبراهيم غالي الذي دفعه ولاة نعمته ليخرج بتصريح عقب صدور الأحكام في قضية مرتكبي مجزرة مخيم أكديم إيزيك بمدينة العيون المغربية،والتي راح ضحيتها 11فردا من القوات العمومية وعشرات الجرحى ، إلى جانب خسائر وأضرار كبيرة بالمباني والمنشآت والمرافق العامة والخاصة بنفس المدينة.
لم يخجل هذا ال"غالي" أن يصف الأحكام ب"الجائرة" وهو يعلم علم اليقين أنه ومن معه مسؤولون ،مسؤولية مباشرة، عن المجزرة التي عرفها مخيم أكديم إيزيك ،وبالتالي فهو والطغمة المتحكمة في مصير المواطنين بتندوف، يتحملون مسؤولية قتل أفراد القوات العمومية المغربية وغيرهم من الجرحى،لأنهم هم الذين يزودون "انفصاليي الداخل" بكل ما يحتاجون إليه من دعم مادي ومعنوي ولوجيستيكي.
كان عليه أن يفكر ألف مرة ومرة قبل أن يقول بأن المحاكمة "صورية" و"ظالمة وغير شرعية"، وأن المتهمين " لم يرتكبوا أي جرم."
هل يصدق "غالي" نفسه أنه سفير حقيقي؟ ألم تراوده يوما فكرة أنه سفير صوري لدولة صورية؟
أما عن المحاكمة التي اعتبرها "صورية" نقول : كم تمنينا أن يقيم "البوليساريو" محاكمة صورية ،بالفعل، للمناضل الصحراوي مصطفى ولد سلمى . ونذهب في التحدي بمطالبة جماعة الانفصاليين في تندوف بإجراء هذا النوع من المحاكمات في قلب المخيمات . نعرف أن "البوليساريو" لا يستطيع أن يحاكم أحدا ،لأن من شأن ذلك أن" يوقظ الشياطين من مرقدها"... هو يقتل وكفى.
أليس ما تقوم به زمرة المتحكمين في مخيمات تندوف عين الظلم ،بل قمة الإرهاب ضد المواطنين المغاربة المحتجزين هناك رغما عن إرادتهم ؟
ومن أين لهم الشرعية ،وماذا يمثلون هم الذين يتشدقون باللاشرعية ويعتبرون تحرير المغرب لأراضيه في الصحراء واسترجاعها من براثين الاستعمار الإسباني، احتلالا؟ وأين كانوا لما كان المغاربة ،منذ بداية الستينيات من القرن العشرين، يجاهدون ويناضلون من أجل استرداد أقاليمهم المغتصبة في هذه المنطقة؟
إذا كان المتهمون المتورطون في مجزرة مخيم أكديم إيزيك " لم يرتكبوا أي جرم"،فليقدم دليله؛ ثم من قتل ومثل بجثث القتلى؟ ومن حرق وخرب ودمر المنشآت والمرافق،وهلك النسل والزرع؟ هل النيازك القادمة من أعلى عليين؟
ومن كان يسعى لتحويل مدينة العيون إلى تندوف أخرى؟ ومن يسعى لتحويل الصحراء والساحل إلى ملاذ للإرهابيين ومهربي المخدرات والقراصنة والمتاجرين في البشر..؟
إن ملفك يا"غالي" وملف زملائك ثقيل ثقيل بجميع تهم القتل والحجز والتعذيب والتخريب والتآمر وزعزعة الاستقرار وانتهاكات حقوق الإنسان والإرهاب والتزوير وتهريب العملات.. وما لا نهاية له من الأفعال الإجرامية المشينة التي لا تنظر فيها المحاكم العادية ولا المحاكم العسكرية، بل يتم عرضها على أنظار المحكمة الجنائية الدولية ذات الاختصاص.
لقد حان الوقت لتقديم جرائم "البوليساريو" إلى هذه المحكمة.
حمادي التازي