|
|
|
|
|
أضيف في 17 فبراير 2013 الساعة 02 : 18
مصطفى منيغ. ما ضاع قد ضاع ، وبعد الآن لن نسمع غير طلقات المدفع، حتى متم الصراع ، إنه واقع ما وقع ولا زال يقع ، لا الحوار بات ينفع ، ولا بيان باسم مؤتمر بالأمس طلع ، والسبب نظام سوري بارتكابه أفظع الجرائم وما شبع ، سغبه مرتبط بالتخريب والدمار وإرغام جفون الأبرياء أن تبكي دما بدل الدمع ، أقفل عليه باب العودة بالسميك من القار البهيم المغلى عِوَضَ الشمع. وهناك من لا زال يحلم بالتفاوض على طاولة تتساوى فيها وعليها أعناق الطغاة برقاب من كانوا لحماسة القصاص صناع ، لكن لا خوف على الثورة فمن بالمجد والكرامة والعزة والشرف السوري شَرَّعَ ، لتنفيذه من سنتين شَرَع ، فأصبح الحصاد لمن زرع ، ومن يسعى لغير ذلك لن يكون أمره مُطاع ، ... الكلام عن اتفاق وشيك بين روسيا وأمريكا لفرض خيار تلاقي المعارضة السورية ببشار وزمرته يبقى في محيط التمني للخروج بما يتوسط الخدلان الحاصل المترتب عن تخلى المجتمع الدولي عن واجب الإطاحة بالظالم ومناصرة المظلوم ، ومن باب المستحيلات أن تتفق الولايات المتحدة الأمريكية مع دولة روسيا في هذا الملف بعينه ، الارتكاز على هذا القطع أفرزه الدفع الأمريكي لتوريط روسيا أمام العالم العربي وبخاصة الدول الملتصقة بسوريا إضافة إلى المملكة السعودية ، المتتبع للحراك السياسي أكان داخل أروقة الأمم المتحدة ، أو ضمن مؤتمرات انعقدت في أوربا وآخرها في مصر، لمس التراخي المفصود للولايات المتحدة الأمريكية تجاه تحرك روسيا المكثف ، مكتفية أغلب الأحيان بالتفرج كأن القضية مجرد مسرح تشخص فوق خشبته روايات شتى على النهاية أن توحد موضوعها إن كان يتضمن حيزا "للإرهاب" يد فيه أو مجرد ادعاءات أطلقها "عمدة الطغاة بشار" مقلدا أمريكا نفسها حينما ربطت اجتياحها للعراق على معلومة تبت بطلانها بعد فوات الأوان ليتضح أن أمريكا وحلفائها قرروا ما قرروه بغرض تكسير دولة شكلت على إسرائيل الخطر الأخطر ليس إلا . وبذلك أراد "عمدة الطغاة"أن يقوم بنفس الدور الذي تقوم به إسرائيل متفوقا عليها بالتحكم في حزب ممثل إيران الدائم حسن جنوب لبنان وتحالفه مع إيران وتقربه الأقرب لروسيا ، وتيك مزايا لا تتوفر عليها الدولة العبرية ، وكاد أن يفوز بتعاطف أمريكا معه ليصبح سيد المنطقة بلا منازع لولى ارتكابه خطأ فادحا سيطيح به رغما عن أنفه ، تجاهل شعبه بل حسبه قطيع نعاج وليس في الأصل أحسن وأشرف وأعظم منه بتعداد سكان سوريا ، هذه الأخيرة التي أتقنت الصبر لتتمكن من فضح هذا العميل الذي أراد بيعها بثمن هين قوامه الحفاظ على تربعه كرسي الحكم الذي امتطاه بالعنف والاستبداد وتمزيق أوصال من يعارض مهما كان . ... بالتأكيد ملك الأردن عبد الله الثاني يعاني مما يقع على حدود مملكته، وعليه أن يختار الاستقلال برأيه المستمد قوته من شعبه العظيم، أو يساير الأحداث لغاية نهاية وشيكة الوقوع ستجرف لا محالة من قطع أواصر التلاحم المتين مع شعبه. إن أقدم على الأولى عليه بالقضاء على الفساد وهو يعلم علم اليقين أين يكمن ، وله من الوسائل والآليات ما يجعل التدرج في الأمر ميسورا، بل يحيط به من الأوفياء المخلصين من ذوي الرواتب السامية في مختلف دواليب الحكم من يحبونه ولا يخافون منه ، وما أسعده بهذا الحب ونأي الخوف ، من كانت سمته الأول لا يخون ، أما الخائف سيظل متطلعا لليوم الذي ينزع عنه هذا الإحساس المقيت، أما إن اختار الثانية فهو أعلم من غيره لما ؟ . فثمة من دخلهم المادي مريح يدور عملهم حول التحري الدقيق المساعد على استباق أي طارئ بما يليق ، لكن في الطريق متربص غريب لا يُعرفُ بهندامه أو لسانه أو لون سحنته ، أقرب الأقربين للمسك به أن جاء فاتنا هم الشعب الأردني قبل أي قوة من أي صنف ، إذن هذا الشعب يستحق أن تنفذ مطالبه وهي حق مشروع وليست منة من أحد . ... الملك عبد الله الثاني مرضي الوالدين انشغل بذكرى والده الراحل أكثر من انشغاله بمؤتمر منظمة العالم الإسلامي لمعرفته (حسب اجتهادي الشخصي ) أن الوفاء في الأردن للسلف تقوية للخلف ومناسبة سانحة لتقييم ما أنجز طيلة الأربعة عشر عاما تحت حكم ملك شاب له ما له وعليه ما عليه ، أما المؤتمر محطة أخرى تعنون بنتائجه عن العجز البين في تمثيل طموحات ورغبات العالم الإسلامي . بالأمس كأسد أقَرَّ، وغدا كالنمس سيُقالُ فَرَّ، بعد مشاهدة الفزع الأصفر يهب كالريح الصرصار على جنده فيتركوه في ركن حقير مكشوف كأن لهم ما حكم وما أمر، دوخته حسرة الهزيمة فانبطح كالبهيمة شمَّت رائحة النهاية المرة. لا .. لن يذبحوه .. ستُشنقه المحكمة .. سيهوى جسده كما تهوى مطرقة القاضي على طاولة الإنصاف الحازمة بالحق.. الشديد صداها على الذين زعموا أنهم أبعد من العقاب بُعَْد الأرض عن الأقمار، تخيلوا أنهم فوق البشر ، مادام الشيطان الرجيم لهم اختار، ليكونوا للفساد والغلو والإجرام أثقل معيار ، غير عابئين بيوم آت بدؤه غضب ووسطه يَُدوّن كأعجب عجب وآخره ضيق تنفس لانسداد قطر حنجرة بضغط التواء حبل مع الثواني يشعل ما يغدو داخل الجسد السابح صاحبه مع العذاب جمرة .. أن يُحرق فذاك شأن من بيده الأمر، لحظة لا ينفع فيها لقب رئيس جمهورية ولا أمير إمارة أو ملك مملكة ظل تحت الثرى في أي مقبرة ، إلا من قدم ما أثقل به ميزان حسناته وخاف في حياته من تلك الوقفة المقدرة ، فهو سعيد ساعتها في الآخرة ، ... "عمدة الطغاة" لم يترك وسيلة فتك ودمار إلا واستعملها لإبادة الشعب السوري ومعها ملأ السجون عن آخرها المعروفة لدى السوريين أو السرية حتى يتصرف كالجزار مع نعاجه ولا يخاف فيما يرتكبه الله ولا يراعي للإسلام ولا الديانات السماوية الأخرى أي حرمة ، أراد أن يخرج من سوريا ومن الدنيا كلها وهو مقلد شقيقه في الإجرام أدولف هتلر في صنيعه مع اليهود المعتقلين من طرف شبيحته الألمانية " الغيستابو" بالآلاف .. كلها أرواح بشرية صنعها الباري الحي القيوم ذو الجلال والإكرام سبحانه ، لذا سيدفع الثمن غاليا في الفانية قبل الدائمة ، ولمن لازال يناشد الحوار مع زمرة الأباليس تلك محددا يوم الأحد كآخر أجل لمبادرته .. تؤكد المؤشرات بعدم تلبية مطلبه أي أحد ، وإن كانت نيته حسنة ذاهب فيها أن النظام رافض أي حوار متحضر ، وأن جزءا من المعارضة السورية تحظى بالشجاعة لتواجه "عمدة الطغيان" سياسيا ومباشرة وفي ذلك إضعاف لنظامه وتحقير لما كان يدعي بأنه لن يسمح لنفسه بالتفاوض إلا مع معارضة هو مؤسسها لتكون خاتما في أصبعه يحركه ميمنة وميسرة تضييعا للوقت حتى ينتهي من سلخ الشعب السوري أو تفريغ سوريا من أبنائها وتعويضهم بالروس والإيرانيين والارجنتينين وكل ما سانده ليبقى معربدا بلا حياء في ذاك القصر الجمهوري متطاولا على حق الشعب السوري الشريف ، لكن هيهات ، ستتحول الآهات الدفينة في صدور الأمهات إلى شطايا تصيب كل من وضع يده بيد "عمدة الطغاة" هذا وقريبا بعون الله. لقد اقترحت على أصحاب مبادرة الحوار وهم سوريون شرفاء أحرار الالتجاء للملك عبد الله الثاني الذي بيده الحل الأمثل ، ومن يشكك أو يترفع ويتمنع فذاك شأنه ، المهم ملك الأردن مدخل لمن أراد عن قناعة وإقناع للاستفادة من خبرة وموقع هذا الحاكم في جغرافية القضية برمتها ومسكه جل الخيوط للتخفيف من حدتها كأضعف الإيمان ، ولولى ذلك لما عرفت كواليس مؤتمر القاهرة طروحات تقارب التكتيك الإيراني وتلميحات بفرض ضغوطات آنية في الأفق بالنسبة للأردن وحراك ممن كان بريئا ليستغل عكس ما تشتهيه سفن الاستقرار المحلي يضيف مهمة للمهمات الطارئة الملقاة على عاثق الملك، لذا على الملك الأردني استعجال سماعه لحكماء الشعب الأردني العظيم الذين قلوبهم كعقولهم على مصلحة الأردن العليا ، وإذا كان الإخلاص للوطن يبتدئ بالإخلاص للعمل فهذا الأخير وثيق الصلة بالشفافية ليطلع الجميع على المعلومات الحقيقية التي جعلت الأردن تراوح مكانها من حيث التنمية الحقيقية وليس من كان القصد من ورائها در الرماد في العيون . تساقطت الأوراق، من شجرة التفاح ذي اللون الأزرق ، في لوحة تشكيلية معلقة في إحدى مكاتب "عمدة الطغاة" ترمز للعائلة بأبشع الأذواق ، فلا هي كما أراد الرسام ولا واضح التفسير المكتوب وبها ملحق ، بل مجرد ترف لرئيس دولة كان أحمق . قبل أن يُعَرِّضَ نفسه وتلك المسخرة للاحتراق. الشجرة المنحنية تجاه الركن الباهت ذي الخلفية الرمادية تتفرع منها الأفنان (بحسب أفراد تلك السلالة التي أراد المنافقون نحت تأريخ أفعالها في سوريا فوق مسلة على غرار الأسر الفرعونية التي حكمت أرض الكنانة ) تتدلى منها بطاقات مكتوبة بحبر صيني مقاوم للرطوبة كم نهب كل منهم على انفراد من خيرات عاصمة الشام وبالأطنان ..ولا زالت سمة من بقي منهم الارتزاق. .. المكتب نفسه يتضمن مجموعة من التحف المتبقية عن قصد من غنائم الأسد الأب يتظاهر بها الابن أمام الزوار كأنها علامات مكانة الأسرة الحاكمة عبر العالم ، وقدرتها على التأثير متى شاءت تكريس سياسة التسول لتغطية نهمها في امتلاك الثروة بعد السلطة ولأمد طويل يتولى شأنهما "الأسديون" حفيدا عن جد دون اعتراض أحد . ... حتى يتم الحفاظ على تلك الكنوز ثمة حركة في تلفيف القطع لتستقر في صناديق صُنعت خصيصا لعملية التهريب هذه تُحَمَّل لزوارق بحرية في اتجاه غير معروف إلا للروسيين تحديدا وبعض العيون المتمركزة داخل قصر "عمدة الطغاة " المكلف أصحابها بتوثيق التحركات ووضع الإجابات الدقيقة المستعان بها لا محالة لحظة التحقيق ودفع الحساب من لدن "قلة" تنعمت لأربعة عقود في الداخل السوري وتريد الاستمرار على نفس الوتيرة مع اختلاف النمط بالداخل الروسي . ... أدرك "عمدة الطغاة" بدنو استسلام نظامه للثوار الزاحفين في ثبات إلى حيث يقيم نهارا، فنراه يكابر في تغطية الاستعداد للرحيل بكل ما يتيح الإتقان لحظة الصفر لعملية الفرار ، لذا يتظاهر باستعداده محاورة المعارضين الغير التابعين له دون شروط وهو تكتيك تولت "روسيا" وفي بعض الأحيان " الإبراهيمي" حياكته كنسيج قابل لاستعماله بساطا برتوكوليا أحمرا تعبر فوقه تلك المقدمة الفاشلة ( كما نراها نحن ) لخلو اللقاء ( إن تم ) من أي بحث صادق عن حل القضية حلا ينهي نظام بشار الأسد بلا هوادة من جانب الفريق الذي يعينه " المهزوم" نفسه وهذا ما حصل بالفعل في التعديل (الحكومي ) مؤخرا . ... طبعا الموعد المضروب كشرط لإجراء اللقاء يوم الأحد جاء ارتباطا بيوم الوفاء لمرور أربعة عشر حولا على تحمل الملك عبد الله الثاني مقاليد الحكم في الأردن ، والوفاء أزيد التصاقا بالقيم الروحية من الإخلاص لمفاهيم يطول شرحها ونحن في هذا المقام نخص الأردن ملكا ومؤسسات دستورية وشعبا بأسمى آيات التهاني متضرعين إلى العلي القدير أن يحفظهم جميعا وينأي بهم عن أي شرارة ضرر يريد "عمدة الطغاة" أن تصل ربوع الخليج للتشفي ،وإنها حقا مرحلة نحياها الأردن تجعلها منارة فخار بشعبها العظيم الذي فَهِمَ ليس سطحا وإنما في الجوهر أن المسألة السورية تظل سورية داخل حدودها أما المساعدة الإنسانية فشيء آخر اقتسم فيه من خيراته مع كل طارق أرضه طالبا الرعاية والحماية وسد الرمق إلى أن يتم إحقاق الحق بفصل الرحيم الرزاق.ومع ذلك .. الشعب غير مستعد للإبقاء على الحال دون البحث بهدوء على أحسن مآل مع الملك عبد الله الثاني الذي فكر واجتهد ووقف على حقيقة غاية في الأهمية مفادها صراحة أن شعبا بقدرات الشعب الأردني يُقَصر في حقه إن لم يحظ بكل حقوق المواطنة ، وتيك قضية محورية تستوجب بداية قطع الطريق بالقانون على كل خارق لنفس القانون مهما كان وفي أي منصب أو رتبة تحمل مسؤوليتها . الشعب عالم بمن يخدم المصلحة العامة للوطن ومن يجعل الوطن في خدمته الخاصة وإنه لتناقض في أردن يُرَوج فيه أنه بلد ديمقراطي و موطن مؤسسات ودولة حق وقانون. الملايير من الدولارات التي قد تتوصل بها الأردن من داخل اتحاد دول الخليج ، وبعض الدول من الخارج ، تحديدا الولايات المتحدة الأمريكية بالإضافة لما هو قومي كناتج ، أموال إن حَسُنَ في شأنها التدبير وانمحى التبذير شهدت الأردن خلال السنوات الأربع المقبلة وبالأقصى الخمس تطورا نحو الأفضل وتبخر أي حراك هائج . التكاليف "السيادية" في حاجة لبلورة ديمقراطية الحوار في شأنها لحد اطلاع الأردنيين (بكل أطيافهم ومنظماتهم النقابية وأحزابهم السياسية ومنابرهم الإعلامية ونوابهم في البرلمان الموقر ) على أدق تفاصيلها . أعتقد أن الملك عبد الله الثاني الدارس الجيد للديمقراطية بمعانيها الأصيلة البعيدة عن إضافات الغرض منها تغطية الشمس بالغربال ، الواعي بما قد تحققه من ايجابيات إن طُُبِّقت كما ينص جوهرها بجعل القانون سيد الجميع، يسري على الحاكم كالمحكوم ، المدرك حقيقة أن الارتباط مع العالم المتقدم (كمصلحة مشتركة أو تعاون يخدم الشعوب فيما تطمح إليه من عيش آمن كريم ) من شروطه "المُحَيَّنَة" أن تكون الأمة عالمة بما يجري فوق أرضها أو ما يُتَّخَذ كقرار باسم وطنها له علاقة بالميزانيات المخصصة للتنمية كاستثمار لابد منه . طبعا الأمر غير مألوف لدى بعض الدول العربية ، وويل لمن أشارت إليه الأصابع في نقاشه من قريب أو بعيد ، لكن المحاولة تبدأ بهمسة بين اثنين وتسري صدقتيها بسرعة اشتعال النار في القش اليابس ، حتى تصل إلى صرخة تكلف النقد (بالعملات الصعبة ) المخزون النقص الهائل لإسكات صاحبها ، وهيهات أن يحصل المراد ، إذ لم يعد العصا يخيف من عصا ، إن كان العذر دفاع الشعب عن حقه المشروع . الأردن ليس سوريا هذا صحيح، لكن المظلوم فيهما واحد، إنسان محروم حتى مما ينص عليه الدستور هنا أو هناك. بالتأكيد لا يمكن مقارنة الملك عبد الله الثاني ب"عمدة الطغاة" بشار الأسد، لكن المقارنة واردة بين من أحس بالغبن (داخل المملكة الأردنية أو الجمهورية السورية ) وضياع رزقه في الحياة، يرى عياله يموتون فقرا وجهلا ومرضا حياله ولا حياة لمن ينادي ، وجماعة على قلتها تستحوذ على ما يكفي الآف الأسر لتعيش مستورة الحال. جميل أن نحتفل ونزمر ونطبل ونرقص غبطة في الطرقات بمناسبة وطنية تذكرنا بما مضى ، لكن الأجمل إذا رجع المحتفلون ،وأغلبهم من طبقات تحيا والسلام، يجدون في البيوت من يسترسلوا معهم في البهجة والفرح وليس من يعمق في صدورهم الجراح . الاحتفاء الحقيقي يتم حينما يرقى هذا الشعب العظيم لمستوى الاكتفاء الذاتي في أكثر من مجال يخص الكرامة الإنسانية والسمو الأخلاقي الراعي الأهم لتحقيق التقدم والحفاظ على الهوية الوطنية المميزة كانت ونتمنى أن تستمر لأنها القدوة بالنسبة لنا ما دمنا متعمقي الاطلاع على جذورها الطيبة الشريفة ، القارئين بتمعن شديد لتاريخها المجيد على مر العصور ، وليس من عهد الملك عبد الله الأول حتى الثاني وحسب. الديمقراطية ليست شعارات تُرًفَع من طرف حكومة للوعود الخيالية شيدت أزيد من مصنع ، موجودة عند التنقيب في الورق لكن ساعة المساءلة تعلل : كانت هنا فضاع منها ما ضاع ، ولا الديمقراطية ضجيج والظهور بمنظر بحر هائج ، من طرف حراس الانضباط ، في سلطة متدربة على آخر صيحة تحريك السياط ، لترسم على أجساد المغلوبين على أمرهم : ليومكم هذا أخدنا بكل لوازم الاحتياط .. لتتيقنوا أن لصبرنا على غوغائيكم السدود .. نبنيها في الموعد المحدود .. بسرعة المتمكنين في فن "بقدر ما تصرخ بها عليك نجود" .. لتصبح الممدود الممعود .. السابح في واقع مساحة كل مسلك للنجاة فيها مسدود. ولا الديمقراطية تصريحات في خطب الجديد فيها "التوقيت" فاليوم ليس فضاء ما عُرِفَ من أربعة عشرة سنة ، الأردن ساعتها انبهر بالتغير المقدر عليه ، وصاغ لنفسه صنف الأمل وخصوصية التفاؤل والتمسك في الأول والأخير بالصبر المنتهي على خير ، وحينما نقول الأردن نعني الشعب الأردني العظيم الذي ساير بعد ذلك الوقوف في جميع المحطات ، كما رغبت في تخطيطاتها كل الحكومات ، أكان رئيسها زيد أو عمرو أو من أتت به ضغوط المتغيرات ، ونؤكد أن الشعب الأردني الأصيل لم يتصرف ذاك التصرف النبيل بدافع من ديمقراطية أو ما شابهها ، وإنما عن تعقل حَيَّرَ السلطة الحاكمة نفسها بمستشاريها (وطنيين وأجانب ) ومع تلك الحيرة لم يشغل ذاته أي أحد (في إطار ذاك المحيط ) بأن الشعب الصابر أذكي من سواه، إذ مع سنين تجلده تظهر على السطح كفاءات حكامه من عدمها ، فإن تحرك لإنقاذ ما يراه في حاجة للإنقاذ تعاطفت معه شعوب الأرض مهما نأت بهم القارات هم في قرية واحدة والفضل بعد الله سبحانه وتعالى للإعلام الشريف والإعلاميين الشرفاء الذين على ضمائرهم الحية تقع وتنطلق الكلمة المحصنة بالحق والحقيقة جنبا لجنب مع الصورة المأخوذة مباشرة من موقع الأحداث دون خوف ولا وجل من أحد أكان حاكم أو محكوم سوى من الباري الحي القيوم ذي الجلال والإكرام . ولا الديمقراطية ابتكار بتقديم حرف "السين" على كل عمل المفروض أن يُطْرَحَ الشروع فيه بصيغة الفعل الماضي، وليس المضارع، "سنبني".. "سنوظف" "سنصحح" "سنقوم بثورة بيضاء" عوامل مبنية للمجهول عند التنفيذ المقارن بالأغلفة المالية الكافية المخصصة للإنجاز الفوري دون مماطلة أكانت موضوعة بقوانين أو العملية مجرد سياق سياسي للكلام (في مناسبة تقتضي شعور المتلقين بالاطمئنان أن الأمور على أحسن ما يرام ) وحد بين فقراته حرف " السين" المنبثق عن مفهوم : "سوف" نرى ساعتئد ما يمكن تحقيقه .. وما يُشَرَّعُ التأجيل في شأنه لأجل غير مسمى لغاية إلقاء كلمة مشابهة في مناسبة وطنية قادمة. في سوريا "عمدة الطغاة"تفوق على حكام الأردن جميعهم بالتمثيل على الشعب حينما تصور أنه أصبح النجم القادر على تقمص كل الأدوار ، وبين ليلة وضحاها رنت في أذنه حزمة من الأخبار، كانت الأسوأ منذ تربعه على كرسي الاستبداد والجور والإجرام وما لحق بالشعب السوري بسببه من أضرار ، فاكتشف بمساعدة "معلمه المفلطح المنبعج" أنه تمادى على فن "التمثيل" فالأخير له علمه وأناسه ، وعليه أن يكشر على أنيابه ويعالج أظافره ليكون ذاك الإبليس المرتدي عباءة طهران وقباعة الروس المكبرة لحجم الرؤوس يوازي بها عنق الزرافة ، ويخرج سيفه ليشرع في ضرب أي سوري يصادفه حتى الموت . والباقي معروف، موثق سيقدم للعدالة في وقت تسمح به الظروف. وللمتمعن في شريط الأحداث قبل قيام الثورة في سوريا الجارة بسنة تقريبا سيجد " الحل المسجون عند ملك الأردن" الذي أعنيه بمقالي المطول هذا، وسيدرك كم الأردن غالي علينا ، استقراره من استقرارنا ، وشرفه من شرفنا ، أما الملك عبد الله الثاني الذي أكن له الاحترام والتقدير ، فلن يكون وحده في المعركة الفاصلة بين تطبيق الديمقراطية الحقيقية أو ترسيخ الحاكم المطلق الذي يتوهم أنه المرجع الوحيد لكل سلطة والمشرع وراء الستائر لكل ما يراه مطيلا لمرحلة هو سيدها أراد الشعب أم عارض ومتصلب فيها كالصنم غير عابئ بقانون أي كان أو بحقوق الإنسان كما هو منعوت الآن "عمدة الطغاة" بشار الأسد ومسخرة هذا الزمان . بعض الشعوب والعربية الشرق أوسطية أقصد منحت حكامها ما يشتهون وأكثر، وقرتهم.. مجدتهم .. جعلت منهم الأكبر وهم الأصغر ، ركبت الرذي في امتصاص أقل القليل كي بالكاد تحيا لتضمن لهم العيش الرغيد وملبسا من الحرير وصهاريج من المحروقات كي يلفوا العالم بالمجان معززين مكرمين في كل مكان .. بنت بعرقها لهم بدل القصر القصور ، فرحت لحد القفز كالقرود في الساحات لمشاركتهم الحبور ، وحزنت إن أحست أن وجعا أصابهم قض مضجعهم الخرافي الوثير المنقطع النظير مقارنة مع ما يفترش معظمهم في قناعة من رث الحصير ، تمنوا لهم العمر المديد المفعم بالسياحة المرحة والاغتسال بأجود أصناف العطور ، ولا يهم إن ركضت بهم سوء التغذية وقصر اليد عن ابتياع الأدوية لأحقر قبور ، ترعى خرفان تائهة حتى قليل العشب النابت حولها المزينة بخضرتها مرتعهم المغمور ، وتتراقص المعز الفاقدة الوعي أكان ما تدس بحوافرها الوسخة مرقدهم ذاك بشرا أو بقايا حيوانات مقذوف بها في حفر تستر عظامهم ليوم لقاء لا ريب في وقوعه يوم النشور . ... لنكون صرحاء ولو لمرة واحدة في حياتنا، أليس "ّبشار الأسد" أحدهم ؟ ، فلما قابل شعبه بهذه الوحشية والغدر الموصوف بالترصد العمد لتنفيذ (بسوء نية مبيتة ) ما نفذه من قتل ودمار دون تمييز بين امرأة ورجل أو طفل وشيخ أو مسكن عاطل عن العمل أو مستشفى عمومي وبعض الحكام يتفرجون كأنهم أمام "سرك" أسد فيه يزدرد بشرا مباشرة أمام أعينهم وهم يتلذذون كأن المنظر لقطة في شريط معروض في الهواء الطلق متحديا كل الديانات السماوية وأولها الإسلام . أخائفون هم من حلفاء "عميد الطغاة " أو مهمة كل واحد منهم الاكتفاء بحماية نفسه وداخل حدود دولته ومن أراد أن يشرب من يم الدم أن يفعل أو أن ينغمس في هذا الهم والغم ليتدمر أو يسلم ؟ . ... ملك الأردن وحده ما سك حرمته متقن بإرادته دوره لن يستطيع تلقي المزيد من المبادرات والاختيارات ولو مُنِحَ بالدولار المليارات المعروف مصدرها وفصل الحديث في شأنها ما دام العمل له شقان السياسي والعسكري ، فإذا كانت السعودية ممدودة إمكاناتها الفكرية وما يستوجب الدفاع عن مملكة البحرين من قدرات مادية ضخمة ، تبقى الإمارات وقطر والكويت لتتحد على رؤية تسعف بها الشعب السوري دون تخفي أو انتظار الإذن من الولايات المتحدة الأمريكية لأنها في حاجة لمن ينوب عنها في الأمر واللبيب بالاشارة يفهم . جامعة الدول العربية مصممة لتبقى واجهة فخرية لا حول لها ولا قوة تنتظر كالعادة ما تسفر عليه وثبات " الإبراهيمي" التي أكرر قولها لن تأتي بأي نتيجة تُذكر ، والتحرك يقتضي في الكلام الاختصار، ما دام "بشار" دخل بنظامه مرحلة الاحتضار ، يمني نفسه (بمثل العباءة الأردنية التي لبسوه إياه أمام عدسات أبواق دعايته مجموعة من الأردنيين أحترم رأيهم ) بالانتصار ،و الواقع عكس ذلك تماما يشعر بالانهيار، وقريبا سنسمع في الشأن أصدق ألأخبار.
|
|
2451 |
|
0 |
|
|
|
هام جداً قبل أن تكتبو تعليقاتكم
اضغط هنـا للكتابة بالعربية
|
|
|
|
|
|
|
|