حميد البركاوي.
يبدو أن كل ما قيل عن توبة السلفيين وعن المراجعات الفكرية لشيوخهم ليس أمرا محسوما، فبعد الموقف غير المسبوق لعالم الدين أحمد الريسوني، الرئيس السابق لحركة التوحيد والإصلاح، والذي قال فيه إنه ضد منع التبشير المسيحي بالمغرب، وعارض فيه تطبيق حد الردة، وهو ما فهم منه باحثون دعوة إلى تحرير سوق الأديان، بمنطق “البقاء للأصلح”، نشر الشيخ السلفي حسن الكتاني، بصفحته الرسمية على الفايسبوك، تعليقا ضمنه مواقف متشددة، إلى حد اعتبر فيه حتى التنوع الديني العريق بالمغرب، “حقيقة خطيرة”، وبدا في رده كمن يكتشف ذلك لأول مرة من خلال تحقيق صحفي. ”.
وفي هذا الصدد كتب الشيخ أنه بعد اطلاعه على الملف الاسبوعي “الخارجون عن دين الدولة” لجريدة “المساء” أنه “ألقى الضوء على حقائق خطيرة عن الملل و النحل التي بدأت تنتشر بين الشباب المغربي”، معتبرا أن ما هاله “أكثر وكان اخطر"، في إشارة إلى موقف الريسوني وحامي الدين، ما ورد على لسان “رمزين مشهورين من رموز الحركة الاسلامية في المغرب زعما ان الاسلام لا يعاقب احدا ارتد عن دين الله و اختار الكفر على الايمان وان ولي امر المسلمين ليس له ان يعاقبه على ذلك ويرده لدين الله".
الكتاني، في رده الذي نحا فيه الى تكفير غير المسلمين المغاربة ولو بشكل غير صريح، اعتبر دعوة الريسوني الى تكافىء الفرص في نشر الدعوة الى الاديان، انه إجازة للمرتدين و”الكفار و الضالين ان ينشروا باطلهم بين المسلمين”، معتبرا أن ما ورد على لسان الريسوني باطل ومخالف “لإجماع المسلمين من جميع المذاهب”، متسائلا عن أي “معنى يبقى للحكم الاسلامي الذي يعني حراسة الدنيا بالدين، و ان الخليفة هو المكلف بحماية الاسلام و المسلمين، و حفظ اديانهم و ابدانهم؟”.
من جهة ثانية، وصف الكتاني، البراهين القرآنية التي أوردها الريسوني بـ”الفهم العجيب” للدين، وقال إن الآية التي “يحتج بها كثير من الناس (لا اكراه في الدين) ... وكذلك .. (فمن شاء فليؤمن و من شاء فليكفر) »، هي في فهم الكتاني “تهديد و ليس تخييرا كما هو معلوم في البلاغة و لغة العرب"، مشددا على أن “القرآن تفسره السنة الصحيحة و يفسر ذلك التطبيق العملي للنبي".