كف المغرب عن المطالبة بحقوقه في الصحراء الشرقية المعلقة منذ خروج المستعمر الفرنسي، وذلك رغبة في بناء مغرب كبير بتنوع شعوبه، وضمان الأمن والاستقرار، لكن الجزائر هي التي رعت نبتة الانفصال في المغرب وغذت المرتزقة بالمال والسلاح والإيديولوجية، ودافعت عنهم في المنتديات الدولية ودعمت جمهوريتهم الافتراضية التي فرضتها على منظمة الوحدة الإفريقية، وبعد رعاية الانفصال منذ أربعين سنة هاهي اليوم تسقط في حفرة الانفصال التي حفرتها للمغرب. ولم يعد الانفصال في الجزائر مقتصرا على منطقة القبائل التي رفعت شعارات انفصالية منذ زمن بعيد، ولكن اليوم تحول للمطالبة بانفصال الصحراء الكبرى بل شرعت مجموعات وتنظيمات في تنفيذ مخطط انفصال هذه المنطقة عن الجزائر، مستغلة التوتر الذي تعرفه منطقة الساحل والصحراء. وقد ظهرت تنظيمات في الجنوب الجزائري مستغلة الوضع في المنطقة مطالبة بالانفصال، وعلى رأس تلك التنظيمات "حركة الصحراء من أجل العدالة الإسلامية"’ وبنى هذا التنظيم مخططه على أفكار "حركة أبناء الصحراء" التي ظهرت قبل أعوام وطرحت فكرة الانفصال ثم اختفت عام7002بعد أن تمكنت الأجهزة الأمنية من استمالة عناصرها إلى هدنة ، وكانت هذه الحركة في البداية ذات مطالب اجتماعية قبل خمس سنوات قبل أن تعقد اتفاق هدنة واستسلام مع السلطات الجزائرية ثم تعلن بعد تنصل الحكومة الجزائرية عن التزاماتها تجاه منطقة الجنوب وتعلن بعد سنوات من ذلك عن التحاقها بجماعة التوحيد والجهاد التي تأسست نواتها الصلبة بداخل مخيمات تندوف قبل أن تنتقل إلى شمال مالي حيث تخوض حربا مع الجيش الفرنسي. وقد حاولت الجزائر التي رعت المخطط الانفصالي في المغرب منذ السبعينيات أن تنقل هذا المخطط إلى شمال مالي وهاهي اليوم أصبحت أول من يكتوي بنار الانفصال وهذه المرة بعد أن اختلطت الأوراق واتسعت رقعة الجماعات الإرهابية والتحالفات التي تجمع الانفصاليين بتجار المخدرات وقطاع الطرق والجماعات الإرهابية.