رغم أن "دم المسلم على المسلم حرام"، لم يعد المأسلمون الجدد يخفون تعطشهم إلى تلطيخ أقمصة المسلمين بالدماء، ولم تكفيهم أعداد القتلى الذين سقطوا في ميدان التحرير أو بور السعيد أو سيدي بوزيد وقفصة أو الذين لا يزالوا يتساقطون في حلب و أدلب ودمشق والرمادي، وقرروا استثمار هذا المنطق، بعد أن وضعت أغلب ثورات الربيع العربي أوزارها، واكتسح الإسلاميون صناديق الاقتراع.
هكذا اتخذ المتأسلون الجدد، الذين منهم من لا يجيد الوضوء على المنهاج النبوي الصحيح، الإفتاء غطاء لتصفية الخصوم الديمقراطيين، حتى ولو كانوا من الذين دافعوا عنهم بالأمس القريب، وهمهم الوحيد اليوم ( الديمقراطيون) هو جني ثمار هذا الربيع العربي الناضجة والتخلص من حباته الفاسدة من دون أن تجني أيادي المأسلمين الجدد كل الغلل من دون أدنى تمييز.
الأسلوب الجديد الذي اختاره هؤلاء الذين إما غادروا السجون أو استنشقوا نسائم الحرية التي هبت على العالم العربي، بفضل انخراط الشباب المؤمن بالديمقراطية في معركة النضال هو الإفتاء: السلاح الجديد الذين يشهرونه في وجه كل من خالفهم الرأي... والإفتاء هو رديف للقتل وهذا ما حدث في تونس حيث تم اغتيال المناضل شكري بلعيد، وقد يحدث في مصر التي هدر أحد مفتيها دم محمد البرادعي وعمرو موسى...
ما حدت في تونس، يذكر بما حدث في المغرب حين امتدت أيادي الغدر للمناضل عمر بنجلون على يد الشبيبة الإسلامية، التي أباحت لنفسها أنذاك سفك دماء من لا يشاطرها الرأي والاختيار، ورغم ذلك اختار المغرب التغيير والحسم مع التطرف، إلىأن ظهرت موجة جديدة من المفتين من شيوخ السلفية الجهادية والعدل والإحسان والتوحيد والإصلاح بمجرد السماح للمقاتلات الفرنسية بعبور أجواء المغرب في سياق الحرب على تنظيم القاعدة في بلاد الغرب الإسلامي، حيث وصل الأمر بالشيخ عمر الحدوشي حد تكفير من يساهم في المجهود الحربي للقضاء على الإرهاب... والتكفير هو بداية الاستعداد للقتل...
رشيد الأنباري.