أضيف في 01 غشت 2011 الساعة 16 : 19
يضيق صدر كثير من الذين لا يتوانون في رفع منظومة كبيرة من الديمقراطية وحقوق الإنسان، وإن كان ضيق صدورهم لا يرتب أي تأثير على هذه المنظومة ولا على الممارسة السياسية برمتها، ببساطة لأن عددهم لا يكفي لملء فضاء مخدع هاتفي صغير، ومع ذلك يهمنا أن نلتقط هذه الظاهرة لأنها تظهر حقيقة إيمانهم بالديمقراطية وبالتعددية وبحرية الرأي وبحقوق الإنسان، ولا قدر الله فإنهم إن مكنت صناديق الاقتراع بعضهم من الحكم ـ وهذا لن يحصل أبداـ فإنهم سيعيدون إنتاج نفس الأساليب التي أنتجتها قوى الرجعية في الماضي والحاضر. إن الأمر يتعلق بالـظلامية الحقيقية التي يفتقد فيها هؤلاء البعض نعمة البصر، وإنه التطرف الذي لا ينتج في نهاية المطاف غير العنف. تراهم في كثير من الأحيان يستعدون الذين يخالفونهم الرأي، ليصفوهم تارة بالعنصرية وتارة أخرى يطالبون بحل هيئاتهم وتنظيماتهم، ولم لا سينتقلون في مرحلة موالية إلى المطالبة بالتصفية الجسدية. فالغاية لدى هؤلاء تبرر الوسيلة. إن الأمر يتعلق بجذب المجتمع نحو المواجهة ليس الفكرية بل المواجهة التي يتحاور فيها الفرقاء بوسائل العنف كما حدث في تجارب عالمية كثيرة وانتهت إلى حروب أهلية، كما أن الأمر يتعلق أيضا بالعجز الفظيع في إعمال الفكر، فالعاجز الفارغ فكريا لا يجد سبيلا لتسجيل حضوره عدا امتلاك وسائل العنف، ولا يشعر أن هدفه تحقق إلا حينما يرى الأجساد تنزف دما. إن هذا البعض، يسيء للقضية التي قد تكون عادلة وينقل موضوع القضية من مجال وإثراء إغنائها وإنضاج شروط البحث لها عن آفاق رحبة، إلى خلاف حاد حول وسائل تناول هذه القضية، وبذلك يتفوقون في الإساءة إلى جوهر القضية. وآمل أن لا يكون الأمر يتعلق بدور كومبارس يقوم به هذا البعض ويتوقف حجم الغلاف الذي يتقاضاه على مدى نجاحهم في القيام بالدور . والفاهم يفهم.
عبد الله البقالي
|