عزيز الدادسي.
جاء في القول المأثور "إذا أسندت الأمور إلى غير أهلها فانتظر الساعة"، وهذا حالنا مع صحافة آخر زمن، حيث تحول "الكسال في الحمام" إلى صحفي يقوم بالتغطية الصحفية، ليس في كلامنا إهانة لمهنة الكسال لكن ليس بمقدوره أن يعرف تقنيات الكتابة الصحفية، وما قلناه ينطبق على محمد الراجي، خريج الزنقة الذي لا مستوى له، والذي تحول من مدوّن، حيث لا ضوابط ولا قواعد، إلى صحافي في صحافة آخر الزمن التي تنشر السب والشتم على أساس أنه حرية تعبير.
فهذا التافه هو الذي كلفه موقع "الهس برص" بتغطية ندوة صحفية نظمتها عائلات الانفصاليين المعتقلين في أحداث مخيم كديم إزيك واحتضنها شيوخ و"بايرات" النضال الحقوقي، ولم يجد ما يقوله سوى وصف الإرهابيين بالضحايا. ويا سبحان الله عشنا حتى شفنا صحافة آخر زمن تحول القاتل إلى ضحية والضحية إلى جلاد. ولا نعرف بماذا كان مشغولا صاحب موقع "الهس برص" عندما كانت مليشيات الانفصاليين تشعل الحرائق في المؤسسات والممتلكات العمومية والخاصة بمدينة العيون، وعندما كان عناصرها الذين تدربوا في معسكرات خاصة بالجزائر يذبحون عناصر القوات العمومية؟
إذا أراد الكسّال أن يعرف الحقائق فهي مدونة بالصوت والصورة وبالوثيقة كذلك، ومن طرف منظمات وطنية ودولية باستثناء جمعية شيوخ وبايرات النضال الحقوقي.
لقد شهد العالم باستثناء موقع "الهس برص" أن القوات العمومية المغربية لم تطلق ولو رصاصة واحدة سواء أثناء اضطرارها لتفكيك مخيم كديم إزيك أو أثناء حماية المواطنين والمؤسسات العمومية والخاصة بمدينة العيون بعد أن نقلت مليشيات الانفصاليين المعركة إلى مدينة العيون لما فشلت في تأليب ساكنة المخيم التي اقتنعت بقواعد الحوار والتزمت به.
وكرونولوجيا الأحداث أصبحت حقيقة مطلقة بعد أن جاء تأكيدها من طرف جهات متعددة. وهي الكرونولوجيا التي أكدت أنه يوم الثامن من نوبنر 2010 عندما قررت السلطات تفكيك المخيم. وأسفر تدخل القوات العمومية عن مقتل إثنى عشر فردا من القوات العمومية، من بينهم عنصر ينتمي إلى الوقاية المدنية وجرح 70 من أفراد القوات العمومية، فيما أصيب أربعة أشخاص مدنيين بجروح، وأن مدنيا واحدا توفي عندما صدمته سيارة بأحد شوارع العيون الذي كان يشهد أعمال شغب.
لقد قدم المغرب شهداء وضحايا فقط لأنه أراد ضبط النفس، ولو كان الموضوع كما يتحدث الانفصاليون وداعموهم، من شيوخ وبايرات النضال الحقوقي ومواقع الزبالة وصحافة الكسالة والأوساخ، لما كانت النتيجة كما هي معروفة، ولم يستأسد جبناء الانفصال إلا لأنهم تيقنوا من أن القوات العمومية لن تطلق الرصاص، وأنها قامت بواجبها في حماية الأمن بكل الوسائل القانونية لكن كانت في موقف حرج لأنها لم تطلق ولو رصاصة واحدة مما رفع من حجم الشهداء والضحايا.
بعد كل هذا يأتي من يقول وبين ظهرانينا وبلا حياء أن الذين قتلوا وفتكوا هم ضحايا، ومن يستمع للندوة وما دار فيها يتخيل أنها نظمت في دولة أخرى حيث تحدثت عما أسمته وأسماه الموقع القوات المغربية الغاشمة.
وما زلنا ننتظر موقف وزير الاتصال الناطق الرسمي باسم الحكومة من هذه النازلة. فما موقفه من وصف القوات المغربية بالغاشمة؟ هل يقبل الخلفي نعوتا أقل في حق حزبه والحكومة التي ينتمي إليها؟