بوحدو التودغي.
عندما يريد علي انوزلا الكتابة عن الملكية وعن الملك وعن النظام الملكي وكل ما يشكل عقدة بالنسبة لصاحب موقع لكم، فإنه يدخل بطريقة غير مباشرة متسللا على رؤوس اصابع رجليه كما يفعل اللصوص.
غالبا ما يبدأ انوزلا مقالاته هذه بالاستناد إلى اقوال الآخرين، او ادعاءات البعض الآخر، قبل ان يدخل في صلب الموضوع الذي يتقن فنون الحكي فيه شانه في ذلك شان مسقط الطائرات الذي لا يتقن إلا وصف الورود والزهور مع فرق بسيط بينهما وهو ان انوزلا يتقن حبك خيوط الكذب والبهتان بدل وصف الزهور.
مناسبة هذا القول هو ما كتبه انوزلا امس الثلاثاء حول ما فاه به كل من فتح الله أرسلان، نائب الأمين العام لجماعة "العدل والإحسان"، وكذا محمد الحمداوي، عضو مجلس الإرشاد لذات الجماعة.
ولنترك جانبا موقف انوزلا من الملكية والملك، مادام القراء يعرفون إلى أي حد يحقد فيه انوزلا على الملك والملكية، ويكره المغاربة كرها غير معهود، ولنجرب قراءة ما قاله كبيرا الملتحين وزعيما جماعة الدجالين بالمغرب في حق الملكية وبشأن الاوضاع في المغرب.
ارسلان وفي حوار له مع وكالة "أشوسايتد بريس" الأمريكية تنبأ بقيام انفجار شعبي في المغرب وقال ان الأمور عادت في المغرب إلى ما قبل "الربيع العربي"، وحذر من احتمال "اندلاع ثورة شعبية"( كذا).
وبوثوق في النفس، وكأنه من كبار المحللين والمختصين في الشؤون السياسية والاقتصادية، رفض ارسلان الاعلان عن موعد قيام هذه الثورة، مكتفيا بالقول ان جميع المؤشرات والأسباب لقيام الثورة موجودة في الواقع المغربي.
ومن غريب الكلام ان يقول ارسلان، الذي لا يؤمن بمؤسسات الدولة، بأنه كان على النظام أن يغتنم الفرصة ويحدث تغييرا على جميع المستويات السياسية والاجتماعية، إلا أنه اختار العكس، على حد قوله.
ونحن نقول للعلامة ارسلان: منذ متى كانت لكم غيرة على المؤسسات حتى تصرحون بهذا كلام؟ كيف لكم الحديث عن المؤسسات السياسية والاجتماعية وانتم لا تؤمنون إلا بدولة الخلافة التي يقودها شيخ منكم ليطبق شريعة الله في ارضه عبر إنزال الحدود وإكثار القيود على المجتمع.
الحمداوي وجريا على نهج ارسلان وكل من يدور في فلك جماعة البغي والاحلام، قال انهم زاهدون في تأسيس حزب سياسي يعتبره النظام "المستبد منحة مخزنية" وليس حقا مدينا قانونيا يضمنه الدستور. وهو كلام كله كذب وبهتان يريد التغطية على فشل الجماعة بالحديث عن القانون والدستور.
ونحن نقول للحمداوي، كما قلنا لارسلان، منذ متى احتكمتم إلى القانون والحق المدني والدستور حتى تطالب الدولة المخزنية بمعاملتكم بهذه الآليات التي يحتكم بها في البلاد؟ الستم زاهدون في المؤسسات وفي الدستور وفي كل القوانين المدنية التي لا تساير فهمكم لشريعة الله؟ كيف تتحدثون عن المؤسسات وانتم اول من يحاربها؟ كيف لا تستحيون عندما تذكرون النظام بالدستور والحقوق المدنية وانتم القائلون بدستور الشريعة وقوانينها؟
أنوزلا بعدما جرب حظه مع كل شيء من القدافي واتباعه، ثم الجنرالات الجزائرية، والمخابرات الإسبانية، ولما جرب كذلك تسكعاته الليلية في الحانات يتسول من يصب له قطرة في جوفه، هاهو اليوم يتمسح بلحي العدل والإحسان، متناسيا أنه يمتطي حمارا أعرجا.
قديما قالت العرب: إذا لم تستح فافعل ما تشاء.. وهو نفس الكلام الذي سنقوله لارسلان والحمداوي.. أما علي انوزلا فنحن نعرف انه مجرد بيدق يقوم بتنفيذ ما يحيكه اسياده في الخارج مقابل بعض الدينارات.. وكل إِناءٍ بالذي فيه يَنضَحُ..