انتهت أشغال مجلس الأممية الاشتراكية، التي استضافها الحزب الاشتراكي البرتغالي، بلشبونة، بداية الأسبوع الجاري، بمشاركة ممثلي تسعين حزبا إشتراكيا من مختلف دول العالم، بصفعة في وجه المغرب، ممثلا بوفد عن حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، إذ تبنى المجلس في بيانه الختامي، بخصوص قضية الصحراء المغربية، وجهة نظر الانفصاليين، لما عبر عن ما أسماه البيان القلق “لتدهور أوضاع حقوق الإنسان في الصحراء الغربية”.
أكثر من ذلك، وافق مجلس الأممية الاشتراكية، حسب البيان الختامي ، على “إرسال بعثة خاصة من المنظمة إلى الصحراء”، كما جددت الأممية الاشتراكية ما سمته دعمها “التام لحق الشعب الصحراوي في تقرير المصير، وتطبيق القرارات التي تضمن هذا الحق”، معتبرة أن النزاع في نظرها يدخل ضمن قضايا “تصفية الاستعمار”، وبالتالي فهي تدعم “جهود الأمين العام الأممي”، مطالبة “طرفي النزاع في الصحراء الغربية، المغرب وجبهة البوليساريو، بالعودة للمفاوضات من أجل التوصل "لحل عادل و سلمي ودائم للنزاع” حسب ما جاء في البيان المذكور.
الجزء المتعلق بالصحراء المغربية من البيان الختامي للاممية الاشتراكية.
وبينما كان المغرب، ممثلا في أشغال مجلس الأممية الاشتراكية، بوفد من حزب الاتحاد الاشتراكي، يقوده الحبيب المالكي، رئيس اللجنة الادارية للحزب، مرفوقا بأعضاء المكتب السياسي: سفيان خيرات ورقية الدرهم (نائبة برلمانية)، ووفاء حجي (رئيسة الأممية الاشتراكية للنساء)، وبعضوي لجنة العلاقات الخارجية للحزب: محمد بنعبد القادر والموساوي العجلاوي، وبأعضاء اللجنة الإدارية: محمد المهدي مزواري (نائب برلماني)، وغزلان بنعاشر، فإن جبهة البوليساريو الانفصالية، مثلها وزير الجمهورية الوهمية المكلف بأوروبا، محمد سيداتي، مرفوقا بممثل جبهة البوليساريو بالبرتغال، أحمد فال أمحمد.
وفي الوقت الذي، يبدو فيه ما جاء في البيان الختامي لمجلس الأممية الاشتراكية، انتصارا للإنفصاليين، وخيبة لوفد الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، فإن بعض معارضي إدريس لشكر، الكاتب الأول الجديد للحزب، لم يخفوا، كما اطلعت على ذلك “كود” في شبكة التواصل الاجتماعي، تحسرهم على أيام كان الحزب يمثل في أشغال وأنشطة الأممية الاشتراكية بقادته السابقين فتح الله ولعلو والعربي عجول،ونزهة الشقروني، كما تحسروا على الحقبة التي كان فيها عبد الرحمان اليوسفي قائدا للحزب، حيث تمكن بفضل علاقته بقادة مجموعة من الاحزاب الاشتراكية في الكثير من الدول إقناع حكوماتها بسحب اعترافها بالجمهورية الوهمية، ودعم المبادرة المغربية لحل نزاع الصحراء.
يشار إلى أن قادة شباب اتحاديي عشرين فبراير، الذين كانوا في المؤتمر الأخير للحزب يدعمون ترشيح فتح الله ولعلو للكتابة الأولى، كانوا يعتبرون أن من أسباب دعمهم له، استحضارهم للأدوار التي من الممكن أن يلعبها الحزب لصالح القضية الوطنية، في المحافل الدولية مثل منظمة الأممية الاشتراكية، وعلاقة المغرب بالدول التي تحكمها أحزاب اشتراكية.