بعد هدوء الضجة التي سبق أن أثارها الفيلم المسيء للرسول الكريم، والذي سعت بعض الجهات الإعلامية إلى استغلاله لضرب المسلمين، والذي لم يكن سوى حلقة من مسلسل طويل تبنته بعض هذه الوسائل في إطار حربها الإعلامية على المسلمين وعلى نبي الأمة الكريم، وذلك من خلال نشر رسومات كاريكاتورية ومقالات محرضة، عادت جريدة شارلي إيبدو للنبش في الموضوع من جديد، في محاولة لإثارة نقاش عقيم استفز حتى ثلة من الغربيين، حيث قررت الجريدة التي تقدم نفسها على أنها ساخرة، تسخير كل مجهوداتها وطاقتها لضرب الإسلام، وتحقير المسلمين.وإمعانا في عدائها للمسلمين خصصت مجلة "شارلي إيبدو" عددها لشهري يناير وفبراير للحديث عن موضوع "حياة محمد – الجزء الأول" والذي خصصته للحديث عن بدايات نبي، والواضح أنه من الموضوع الذي اختارته المجلة يتضح أن هناك نية مبيتة، خصوصا أن كتب السيرة تحدثت عن الموضوع وأظهرته تحليلا وتفصيلا، ولا نعرف ماذا ستضيفه المجلة الساخرة، التي من المؤكد أنها تجهل أي شيء عن حياة الرسول وأن ما يهمها في نهاية المطاف هو تحقيق أهداف تجارية صرفة والرفع من مبيعاتها.وإذا كان الموضوع الذي اختارته المجلة ليس جديدا، فإن المثير فيه هو أن يتم تكليف زينب الغزوي بالملف، مع أنه لا علاقة لها بالإسلام إلا الاسم الذي تحمله، وقد كان الأولى أن يتم استشارة خبراء ومتخصصين في الموضوع بدل تكليف شخص يجهل حتى الأدبيات الأولى للإسلام، بل إنها تفاخر بعدائها للإسلام، إرضاء لأسيادها الفرنسيين، وكذلك طمعا في التقرب من بعض الأطراف، إذ لم تجد سوى التهجم على المسلمين وسيلة للوصول إلى أهدافها.إن الذين يعرفون الغزوي وميولاتها الشاذة، اكتشفوا منذ اليوم الأول الذي خرجت فيه للشارع للجهر بإفطارها في رمضان ضمن حركة مالي التي ماتت كما ماتت باقي الحركات الهجينة والغريبة عن المجتمع، أن ما يعنيها من كل ذلك هو تلك المساحة من الشهرة التي حققتها، ولو عبر استفزاز مشاعر المسلمين، لكن المضحك المبكي في الآن نفسه أنها تقدم نفسها كعالمة اجتماع متخصصة في الديانات، وهي التي لا تعرف حتى أركان الإسلام وقواعد الصلاة وتلك المبادئ البسيطة، لكنها وجدت أن أقصر الطرق للوصول إلى مبتغاها هو مهاجمة الإسلام، وذلك لضمان أولا عملها في المجلة التي من شروط الالتحاق بها إعلان العداء لكل ما هو مسلم، وثانيا حيازة رضا طبقة من الساسة تهلل وتطبل لكل تحركات معادية للإسلام.إن الطريقة التي تناولت بها الغزوي ملف السيرة النبوية تدل على نوع من الابتذال والانحطاط الأخلاقي، وغياب الحس الإنساني لدى إنسانة شرعت جسدها وأباحته لكل طالب لذة بدعوى الحرية الفردية، مع أن الحرية الفردية هي أن ندافع عن الأفكار ونقهر الحجة بالحجة، لا أن نستفز الجمهور بممارسات لا أخلاقية، وهذا ما فعلته الغزوي التي أثبتت عن قصر نظرها وجهلها فحاولت تغليف ذلك عبر رسومات كاريكاتورية لم تستلهم منها سوى سلوكيات مائعة، توضح من خلالها أن مبلغ علمها لا يتجاوز تلك اللذة الشهوانية التي ما أبعد الرسول الكريم عنها.إن الهدف من مثل هذه الملفات المؤدى عنها سلفا هو استفزاز مشاعر المسلمين وإثارة مزيد من النعرات، وخلق الفتن، خدمة لأجندات ترى في المسلمين البعبع المخيف، والطوفان القادم الذي سيغرق كل أوروبا، ولا أدل على ذلك أنه كلما تناسلت الحملات التشهيرية والمسيئة للرسول كلما ازداد عدد الداخلين في ديانة الإسلام، بشكل يثير مخاوف الغربيين، لذلك فهم يلجؤون إلى حقارة وندالة أمثال الغزوي المستعدين لبيع كل شيء في سبيل تحقيق لذة عابرة، أو مصلحة مادية، لكن الخطير في مثل هذه الكتابات أنها تثير حفيظة المسلمين الذين لا يقبلون أن تمس حياة الرسول، وهو ما حصل خلال عرض فيلم مسيء عن الرسول وكانت الحصيلة ثقيلة جدا ودامية.