أعلنت وزارة الصحة في شخص الوزير الوردي على أن المغرب سجل 1006 حالات إصابة بداء التهاب السحايا خلال سنة 2012 نجم عنها 111 حالة وفاة، ما يعتبر إنخفاضا في المعدل الذي سجل خلال سنة 2011 .

ويعتبر مرض التهاب السحايا (المينانجيت) من الامراض الفتاكة التي تصيب الغلاف الواقي للدماغ والنخاع الشوكي، وينتقل عبر الهواء الملوث بالبكتيريا المسببة ، كما ان مرض الالتهاب الرئوي يعد سبابا من اسباب .

لا وباء..

وقال الدكتور حاتم السكتاني مدير مستشفى مولاي يوسف بالرباط لموقع ” صوت بلادي”، أن مرض التهاب السحايا لن يتحول الى وباء في المغرب، مؤكدا أن المغرب ” بعيد كل البعد عن حالة الوباء” وان وضع المرض مجرد ” حالات معدودة ومعزولة ” .

وأكد السكتاني أن ” النقاش الدائر في الفضاء الصحي حول مرض التهاب السحايا راجع الى سهولة الولوج الى المعلومة بالإضافة الى التداول الاعلامي الذي هول من رصد الحالات المصابة ” .

في حين اعتبر أن وزارة الصحة ” هي المعني الاول بالحالات الوبائية”، وأن الحديث عن تحول مرض التهاب السحايا الى وباء ” كلام غير منطقي و بعيد كل البعد عن الواقعية ” ، حيت انه حسب السكتاني ” تستوجب الحالات الوبائية تدخل كل من وزارة الصحة والداخلية من اجل محاصرتها وهو ما لا ينطبق على التهاب السحايا ” .

كما إستغرب السكتاني من التداول الإعلامي للمينانجت وتعامل النقابات مع قضية هذا المرض، مؤكدا أن مستشفي مولاي يوسف لم يعرف أي حالة تذكر مند 2011 الى حدود الساعة .

عدوى المرض..

ولم يخف السكتاني خطورة المرض الذي يعتبر فتاكا وقاتلا، والذي ينتقل عبر الاصابة بجرتومة “الميناجيكوك” التي تنقسم الى ثلاث اصناف A و B و C، حيث تتجلى هذه الخطورة حسب السكتاني في ” سهولة انتقال العدوى في الوسط المحيط بالمريض” كما انها تزداد في فصل الشتاء الذي يساعد الجو فيه على انتقال و تكاثر البكتيريا المسببة للمينانجيت .

غير ان السكتاني طمأن، إلى ان المرض سهل العلاج ان ثم الكشف عنه مبكرا حيث يتم القضاء عليه باستعمال المضدات الحيوية، مؤكدا أنه يمكن علاج المرض خلال الاسبوع الاول للإصابة به.

اجراءات طبية..

وأكد السكتاني أن الطبيب المعالج ملزم حال ملاحظة أعراض المرض على أحد مرضاه، والتي تتمثل في الحمى و التقيؤ و الغثيان والخوف من اشعة الشمس وتصلب في حركة الرقبة ، باتخاذ الاجراءات الازمة التي تبدأ بأخذ عينة من السائل النخاعي “يستخرج من النخاع الشوكي” وإرسالها للمختبر مع الابقاء على المريض في حالة مراقبة طبية.

وبعد ذلك يقوم الطبيب بدراسة السيرة الطبية للمريض المصاب من اجل الاحاطة بمعلومات أكثر على الفضاء الذي يعيش فيه المريض، و التأكد من خلو محيط المريض من إصابات أخرى بنفس المرض وذلك حسب معطيات الفحص السريري، كما يقوم الطبيب لحظة رصد الحالة بإلزام المريض المستشفي مع البحث في محيطه المرضي .

كما يقوم الطبيب الزاما بإعلام مصالح الادارة المركزية من أجل السيطرة على المرض، حيث اجراء الفحوصات اللازمة في محيط المريض .