|
|
|
|
|
أضيف في 31 يوليوز 2011 الساعة 23 : 11
اعتبر موسى سيراج الدين، عضو مستقل بحركة 20 فبراير تنسيقية الدار البيضاء، منعه من حضور الجمع العام ليوم الأربعاء 13 يوليوز 2011 تحصيل حاصل، بناء على الرغبة التي تكشفت منذ مدة لدى مانعيه للسيطرة الكلية على الحركة والتي لن تتم بحسبه دون التخلص من المستقلين. ونفى بالمقابل الاتهامات التي تشير إليه بالعمالة، مستدلا بأن المخزن لا يمكن أن يبني علاقاته مع مستقلين، بل يخاف هؤلاء لعجزه على ضبط تحررهم المادي والفكري. ومن جهة أخرى، تساءل مستنكرا عن سبب اختفاء صور رموز الفساد وطنيا من مسيرات 20 فبراير لو لم يكن هناك تواطؤ بين الأجهزة الأمنية وأعضاء متحزبة داخل الحركة، في الحين الذي أدارت هذه الأجهزة ظهرها، يقول سيراج الدين، للشعارات التي تدغدغ مشاعر المغاربة ولم تحرك بشأنها ساكنا وخصوصا تلك التي من قبيل «الحاكم يفهم يفهم راسو».
* كنت آخر المشمولين بقرار المنع من حضور الجموع العامة للحركة. في نظرك وبإجابة دقيقة، ماذا بعد؟ ** الدقة تقتضي تناول ما حدث من قبل والخلفيات التي حركت مجرى الأحداث إلى أن وصلنا إلى ما وصلنا إليه من تطورات. فلنتذكر بأن حركة 20 فبراير الآن ليست هي ذاتها التي كانت قبل موعد 20 مارس. هذا التاريخ الذي وقع على شهادة هجرة الجماهير الشعبية عنا، والسبب كما لم يعد يخفى هو التحول الذي طرأ في مواقف جماعة العدل والإحسان، بعد أن انتقلت من مرحلة الملاطفة إلى موقع اتخاذ القرار، مسندة في ذلك على إنزالاتها القوية واتصالاتها المكثفة مع مجموعة من الأحزاب، وأخص تحديدا الحزب الاشتراكي الموحد والطليعة والنهج الديمقراطي. فانعكس ذلك التوجه تلقائيا على أجواء الجموع العامة. لتبدأ معها خطوة تطبيق القرارات بشكل مفروض وسلطوي من خلال اجتماعات مسبقة تلتئم فيها الأحزاب المشار إليها سابقا إلى جانب جمعية "أطاك المغرب". ومن ثمة، القدوم إلى حيث تعقد اللقاءات وهم متأبطين خلاصات نهائية ومحسوم في أمر تنفيذها. هذا في الوقت الذي تقتضي مبادئ الديمقراطية وما انبنت عليه الأرضية التأسيسية للحركة امتلاك المستقلين بشتى أعضائهم لزمام اتخاذ القرارات، فيما تظل الأطراف الأخرى ممثلة بشخص واحد عن كل هيأة بصفتها داعمة لا أكثر. أما فيما يخص المنع الذي تعرضت له أثناء انعقاد الجمع العام ليوم الأربعاء 13 يوليوز والذي أعاد رقمه إلى ذاكرتي الأحداث الأليمة ليوم 13 مارس، ليس إلا تحصيل حاصل وتأكيد علني على ما تكشف منذ مدة من رغبة هذه الهيآت في الاستيلاء الكلي على الحركة من أجل توظيفها لخدمة أجندتها الخاصة. ويقينا لن أكون الأخير بعد الاعتداءات التي تعرض لها الإخوة أبو بكر وأوفراجي وبختي وقريش الذي يرقد حاليا طريح الفراش بسبب العملية الجراحية التي أجريت له يوم الخميس 7 يوليوز 2011 لإعادة ربط عصب مزقه سيف أحد أعضاء لجنة الحماية التابعين لجماعة العدل والإحسان، بمباركة الحزب الاشتراكي الموحد الذي خول هذا الفصيل مسؤولية الوقوف في وجه من يأتي عليه الدور من المستقلين بالإبعاد عما يجري داخل الجموع العامة.
* من الملاحظ أنك تراهن كثيرا على الشعب للفصل وإفراز مواقف في شكل ترخيص يثبت الشرعية لمن يستحق. ما سر هذه الثقة في خضم تبادل التهم و"الأحقية" التي انتعشت مع توالي هذه التطاحنات؟ ** المرجع سنعرفه إذا ما وقفنا على المعنى الحقيقي للاستثناء المغربي، والمتمثل في كون شعب هذا البلد حين يرفض وينبذ شخصا أو هيأة في يوم من الأيام لسبب وجيه، فإنه يعتبر موقفه لا رجعة فيه إلى الأبد. وكما ثبت بالتجربة فللمغاربة ذكاء قل نظيره لدى الشعوب الأخرى، يستدل عنه بحبهم الكبير لاكتشاف الجديد، لكن وبمجرد أن يلمسوا زيف وظلامية ادعائه فإنهم ينفضون أيديهم منه على الفور. ومشكلتنا الجوهرية في حركة 20 فبراير والتي فطن إليها المواطنون، بطبيعة الحال، هي أن جماعة العدل والإحسان وأتباعها من الأحزاب التي صارعت منذ زمان لتغيير النظام، يقيمون علاقات مع جهات خارجية تعادي الوحدة الترابية.
* ما حجتك؟ ** الدليل هو جهادهم لهدف القطع مع إمارة المؤمنين. وكلنا على علم بأن الأمل النهائي من ذلك هو استهداف الأقاليم الجنوبية، بناء على أن البيعة ليست مع ملك المغرب كملك وإنما كأمير للمؤمنين. وبالتالي، فالرغبة في إزالة تلك الإمارة تتستر وراءها مساعي إقصاء الأقاليم الجنوبية من الخريطة المغربية. وبالنسبة للجماعة، فإنها تبحث دائما عن الخلافة ولا يهمها إطلاقا الدخول في اللعبة السياسية كما يتفق عليها المغاربة جميعا. ونحن كمستقلين عندما كان اتصالنا بالعدل والإحسان والأحزاب الأخرى أول الأمر، كان بغية جمع المواطنين على الأرضية التأسيسية التي وضعتها حركة 20 فبراير، لكن مع مضي الوقت اتضح الفرق بين أن تعيش مستلهما أسس نضالك من الشعب، وأن يحلم شخص بنظام معين ويستيقظ على أمرك بتطبيقه في البلاد ضدا عن الإرادة الشعبية.
* وهل من تفسير لديك عن اختفاء تلك الصور التي يتهم أصحابها بالفساد خلال المسيرات الأخيرة؟ ** هنا سأفتح قوسا لأتحدث عن الأجهزة الأمنية في مدينة الدار البيضاء، والتي لاتحرك ساكنا حين تتصاعد شعارات تدغدغ مشاعر المغاربة كـ«الحاكم يفهم راسو». في حين أنها أقامت الدنيا وتدخلت بطرقها الخاصة إلى أن محت كل أثر لصور رموز الفساد من المسيرات، ليتحول الصراع من جماعة العدل والإحسان التي اتخذت 20 فبراير كمظلة إلى جانب الأحزاب الأخرى، إلى حرب ضد الشعب المغربي الذي يحمل صور جلالة الملك. ولذلك، أنا أتهم هذه الأجهزة الأمنية بكونها لم يكن همها الدفاع عن الوحدة الترابية وجلالة الملك بقدر ما يشغلها حماية العابثين بمصير البلد وثروات أبنائه. والأكثر من ذلك هو أن جماعة العدل والإحسان تعلم جيدا أن هناك تنافرا بين الأجهزة تحاول استغلاله. وبالتالي فقد كانت هذه الجماعة أذكى من الأجهزة. وما أتمناه في هذا السياق هو أن يتم تجاوز هذا الصراع داخل الجسد الأمني، وأن يختص في الدفاع عن الوطن بجميع مقدساته، ولا أن يشتغل كل من جهته. إذ لا يمكن في مدة قصيرة أن تغيب صور المفسدين وطنيا دون أن يكون تواطؤ ما بين الأجهزة الأمنية وأعضاء متحزبة داخل الحركة. وبتدخل المخزن داخل هذه الأحزاب الراديكالية وفي قلب الجماعة المحظورة أدى إلى أن يتحول الصراع من صراع لحركة شعبية احتضنها الشعب إلى حركة تحاول الجماعة من خلالها تغيير النظام.
* في الوقت الذي تتحدث فيه عن اختراق المخزن للجماعة والأحزاب، يتهمك البعض بكونك أنت أيضا مخزني «مزروع». ما ردك؟ ** أقول إن العقول الكبيرة تناقش الأفكار والعقول الصغيرة تناقش الأشخاص. فالمخزن لمن لا يعلم يبني علاقاته مع من ينتمي إلى هيآت ولا يمكن أن تكون له صلة بمستقلين ليست لديهم خلفيات سياسية. وما كان سبب نجاح الحركة هو تأسيسها من قبل المستقلين. لهذا، فإن المخزن يخيفه اللامنتمون لصعوبة ضبطهم وتحررهم ماديا وفكريا. ولغاية اللحظة هناك 67 مستقلا داخل الحركة جمعتنا في البداية محاربة الفساد والمفسدين في وطننا، لنجد أنفسنا نحارب الفساد والمفسدين ومحاولي قلب النظام داخل الحركة. ولعل عدم تحريك السلطات لأي دعوى قضائية رفعها المعتدى عليهم من قبل جماعة العدل والإحسان، والذين وصل عددهم إلى أربعة، دليل آخر على أن الممخزنين هم هذه الهيآت التي تصر على فرض سيطرتها على الحركة والتخلص قدر الإمكان من أي عضو مستقل.
* لننهي بالحملة التي شنت من قبل بعض مكونات الحركة ضد من صوتوا لصالح الدستور وأنت منهم. كيف تعاملت معها؟ ** أراها مفارقة غريبة. فالحركة طالما أنها شعبية تعني أن يكون المنضمون إليها بجانب الشعب. وإذا كان المغاربة قد صوتوا بنعم للدستور ووقفنا ضدهم، فأين موقعنا إذن؟ ومن نحن أصلا؟
|
|
2760 |
|
0 |
|
|
|
هام جداً قبل أن تكتبو تعليقاتكم
اضغط هنـا للكتابة بالعربية
|
|
|
|
|
|
|
|