حرمت جماعة العدل والإحسان استعمال المجال الجوي المغربي للهجوم على مالي، ورغم أن الجماعة لم تصدر بيانا رسميا في هذا الشأن، إلا أنها وظفت عددا من المنتسبين إليها للهجوم على الجهات الرسمية، من قبيل الشيخ بن سالم باهشام، عضو الهيأة العلمية التابعة لجماعة العدل والإحسان ورئيس جمعية الهداية القرآنية لتدريس العلوم الشرعية، الذي قال إن السماح للطائرات الفرنسية باستخدام المجال الجوي للمغرب للوصول إلى مالي حرام، وهو عمل "غير جائز شرعا ولا قانونا أيضا".
وهاجمت الجماعة إمارة المؤمنين حين أكدت أن دورها هو صيانة البلد برا وبحرا وجوا، للوصول إلى خلاصة مفادها أن فرنسا انتهكت المجال الجوي المغربي، مع أن المغرب شارك في إعادة السلم لبلد تنتهك حرمات سكانه يوميا من قبل جماعات إرهابية تعمل تحت غطاء الإسلام.
ومع أن جماعة العدل والإحسان اعترفت من خلال شيخها باهشام، بإمارة المؤمنين حسب الدستور، فإنها أفتت بعدم جواز مساعدة فرنسا على ما تقوم به في حق الشعب المالي. ناسية أن فرنسا تريد اجتثات الإرهاب الذي يزحف على دول شمال إفريقيا.
ولأن الجماعة لا يعنيها من أمر مالي إلا ما يسمح لها بمهاجمة مؤسسات الدولة، فإنها أكدت أن مرور طائرات فرنسا من المغرب يؤكد أنه لا يزال مستعمرة من مستعمرات فرنسا، يأتمر بأمرها وينزل عند رغبتها دون أدنى اعتراض، لكن الجماعة لم تقل لنا ماذا فعلت لدعم شعب مالي الذي ظل يئن تحت وطأة القهر والجوع وتجارة المخدرات التي برع فيها الإرهابيون، ولم تقل لنا إن كان صنيع هذه الجماعات حرام أم حلال؟ وما الفرق بين طائرات فرنسا التي قذفت القذافي وبين طائرات فرنسا التي تدك معاقل الإرهابيين؟ وهل من مصلحة الإسلام والمسلمين سيطرة جحافل الإرهابيين على شمال مالي؟
يذكر أن جماعة العدل والإحسان أيدت نجاح الثورة الليبية التي لم تتم إلا بالتدخل الأجنبي.
من يكون باهشام حتى يحق له إصدار فتوى التحريم؟ هل عالم من علماء الأصول؟ هل بمقدوره الكشف عن حكم الشرع في قضية بحجم التزامات المغرب الدولية؟ لا يمكن لمدرس التربية الإسلامية الذي يحفظ المنهاج النبوي لعبد السلام ياسين أكثر من حفظه لكتب الحديث والعلوم الإسلامية أن يصدر فتوى مهما دنا شأنها.