عادت ما تسمى بـ " حركة 20 فبراير"، التي أصبحت مجرد ذكرى، غير مأسوف عليها، للتظاهر، لكن الجماهير الشعبية التي تراهن عليها خذلتها، إذ لم يتعد مجموع الذين لا زالوا يجرون وراء السراب أو يبسطون كفهم إلى الماء حوالي 270 نفرا في كل المغرب.
في الرباط، لم يتعد عدد المتظاهرين 120يتزعمهم ـ كما العادة دائما وأبدا ـ خديجة الرياضي وعبدالحميد أمين أو بقايا الشيوعية المنقرضة من على الأرض، التي قدر الله للناس العيش فيها، أما في المدن الأخرى فلم يتجاوز عدد الذين نزلوا إلى الشارع، واكتفوا بوقفات 30 في كل من طنجة وتطوان والعرائش وأمزون بإقليم الحسيمة و20 في اخريبكة و10 في تيفلت بإقليم الخميسات.
لم يرفع هؤلاء الخارجون عن الصفوف، و إجماع الأمة، مطالب تهم الإصلاح السياسي والدستوري، لأن دستور فاتح يوليوز 2011 تجاوز سقف المطالب التي رفعتها الحركة في أول خروج لها في 20 فبراير 2011، و إنما رفعوا شعارات ذات صبغة اجتماعية تطالب بالتشغيل ( وهذا أمر طبيعي مادام ثلثا المتظاهرين في الرباط هم من حاملي الشهادات العليا العاطلين) وتندد بغلاء الأسعار، وأحيانا كانوا يرفعون شعارات تطالب بـ " إسقاط النظام" بهدف الاستفزاز لا أقل ولا أكثر، ولكن من دون أن يلتفت لهم أحد لا القوة العمومية ولا المارة.
ما يقوم به هؤلاء هو محاولة لنفخ الروح في جثة ميتة، قضت منذ حوالي سنتين، و أما اسم " 20 فبراير" فأصبح مجرد شاهد على قبر، فما الفائدة إذن من إقامةمندبة على رأسه، كل مرة، مادام " البكاء وراء الميت خسارة"... إنها أقصى درجات الاستفزاز أو البلادة أو هما معا، وإذا كان مثل هذا الاستفزاز لم يعد يثير أي انتباه، فإنه من البلادة الاستمرار في الخروج، وهذا ما يحدث بالضبط.