موحى الأطلسي.
يبدو ان مواقف الدول الغربية بدأت تتغير تجاه ما سمي بالربيع العربي، والذي صفقت له امريكا وباقي الدول واعتبرته بداية تحول هام في المنطقة على درب ارساء الديمقراطية وحقوق الانسان.
ويرجع السبب في تغير مواقف هذه الدول، وخاصة امريكا، إلى صعود التيارات المتشددة في كل من تونس ومصر بالاضافة إلى ما يقع في ليبيا وباقي دول المنطقة حيث يسود جو من العنف وعدم الاستقرار والدليل على ذلك هو احداث ومستجدات الوضع في شمال مالي وأزمة الرهائن بالجزائر، وما يقع في مخيمات تندوف من تجنيد للمحتجزين في صفوف الجماعات الاسلامية المتشددة...
وقد اتضح من خلال تصريحات بعض المسؤولين الامريكيين والفرنسيين مؤخرا حجم الوهم الذي كانت بلاد العم سام تعلقه على ثورات الربيع العربي، خاصة بعد ان انكشف وجه الاخوان المسلمين في مصر وباقي دول المنطقة.
وقد اوضح النائب الفرنسي هنري غوانو، المستشار السابق لنيكولا ساركوزي وكاتب خطبه، والنائب عن حزب "الاتحاد من أجل حركة شعبية" UMP ، أنه من الممكن ان تكون احكامنا خاطئة تجاه حركات الربيع العربي.
وقال غوانو "من الممكن ان نكون ارتكبنا جميعا اخطاء بعد التسرع في اصدار احكام بشأن ثورات الربيع العربي التي زعزعت الدول"، مضيفا "ان باقي الحكاية لم تكن جميلة كما منا نعتقد آنذاك".
اما موقف الولايات المتحدة الامريكية فقد اتضح من خلال إدانة البيت الأبيض بقوة مؤخرا تصريحات، أفادت تقارير بأن الرئيس المصرى محمد مرسى أدلى بها عام 2010، حين كان زعيما بجماعة الإخوان المسلمين، واعتبرت على نطاق واسع معادية للسامية.
وقال المتحدث باسم البيت الأبيض جاى كارنى للصحفيين، إن اللغة التى استخدمها مرسى "مهينة بشدة" وإن المسئولين الأمريكيين عبروا للحكومة المصرية عن القلق فى هذا الشأن.
وذكرت صحيفة نيويورك تايمز، أن مرسي ألقى خطبة قبل ثلاث سنوات كزعيم سياسى إسلامى، حث فيها المصريين على تربية اولادهم وأحفادهم على كراهية "اليهود والصهاينة".
وأضافت الصحيفة، أنه فى مقابلة تليفزيونية بعد ذلك بشهور وصف الصهيونيين بأنهم "مصاصو دماء هاجموا الفلسطينيين، ومثيرو حروب وأحفاد القردة والخنازير."
وأشار كارنى أشار إلى أن مرسى كرئيس ساعد فى التوسط فى وقف لإطلاق النار بين إسرائيل وحركة حماس الفلسطينية فى غزة وتعهد بدعم اتفاقية السلام بين مصر وإسرائيل.
نفس المواقف عبرت عنها المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأمريكية، فيكتوريا نولاند، حيث صرحت للصحافيين رفض امريكا لمثل هذه التصريحات التي تدعوا إلى العنف والكراهية الدينية واللاتسامح.
واضافت نولاند" نحن نحكم على مرسي من خلال ما يقوم به"، لقد ابدى التزاما لمساندة اتفاقية السلام واستمرار العمل معنا ومع الاسرائليين حول اهداف مشتركة، ومن بينها وقف اطلاق النار في غزة. إلا اننا نحكم عليه ايضا من خلال أقواله وما يصرح به، ونعتقد ان تعليقاته الاخيرة يجب ان تُسحب وبشكل حازم".
ويظهر ان تصريحات مرسي ومؤاخذات ادارة اوباما الاخيرة تعبر عن منعطف جديد في توتر العلاقات المعقدة بين الولايات المتحدة الامريكية ومصر بقيادة الاخوان المسلمين.