موحى الأطلسي.
ظل هاتف علي أنوزلا مدير موقع لكم شغالا لمدة ثلاث ساعات متسائلا عن أحوال الثورة والثوار، الذين كان يتوقع أن يخرجوا في حوالي 32 قرية ومدينة، لكن المكالمات التي أجراها الصحفي الثائر جاءته بأخبار غير مفرحة لأن الدعوة التي وجهتها جهة ما من أجل الخروج في مظاهرات عارمة اليوم الأحد بقيت افتراضية ولم يخرج أحد للشارع العام من أجل عيون ثورة علي أنوزلا، الذي ليس في عير الثورة ولا في نفيرها ولكن هو يعول على أي تحول ليملأ حساباته البنكية.
ومن المؤكد أن علي أنوزلا وبعض أمثاله جلسوا في مكاتبهم ينتظرون نتائج الثورة التي يمكن أن يركب عليها ليصبح ثائرا في الدقيقة التسعين، غير أن انتظارات الصحفي الثائر كانت مجرد أحلام يقظة بعد أن تم تسجيل غياب تام لأي تحرك في كل ربوع المملكة المغربية.
وعنون الموقع تغطيته بجملة تأكيدية "نزلت قوات الأمن وغاب المتظاهرون في "يوم الثورة المغربية"، من يقرأ هذا العنوان يتبين أن أنوزلا ومن شاكله كان متأكدا اليوم الأحد هو يوم الثورة المغربية، لكن الثورة المغربية أصبحت يتيمة حتى يتبناها من لم يجد شغلا في حياته، فالثورة المغربية تاريخية ومشتركة بين مكونات الشعب، شارك فيها مناضلون وأحزاب ومؤسسات، وما نعيشه اليوم من ديمقراطية وحرية تعبير هو من ثمرات الثورة المغربية التي هي سيرورة تاريخية وليس ريحا هبت مع صفقات أوصلت أعداء الديمقراطية لقيادة الدول والحكومات.
وكتب أنوزلا قائلا "نزلت قوات الأمن بكثافة في معظم المدن والقرى المغربية، ممثلة في عناصر الشرطة بزيها الرسمي والمدني، وفي عناصر التدخل السريع، خاصة عناصر القوات المساعدة، ورجال الدرك في القرى والبوادي، وذلك خلال يوم الأحد 13 يناير الذي يصادف نفس اليوم الذي دعت فيه نداءات نشرت على صفحات المواقع الاجتماعية المغاربة إلى التظاهر بكثافة في هذا اليوم".
لا يفهم علي أنوزلا دور قوات الأمن إلا كونها عقبة في وجه الثورة التي يحلم بها، ولا يفهم أن القوات العمومية من أمن ودرك وقوات مساعدة وجيش مهمتها الأولى حفظ أمن الوطن والمواطن من أي انجرافات قد تقود إليها دعوات متهورة من هنا وهناك.
وسجل المراقبون غيابا تاما لأي مظهر من مظاهر التظاهر في كل المدن واختفاء شيوخ المسيرات والوقفات الاحتجاجية عن الأنظار لأن الدعوة التي وجهها شخص مرتبط بجهات أجنبية ويعيش في فرنسا متنقلا بين الأماكن الفاخرة وعيش الأبهات لم ولن تجد لها صدى في بلد يعرف كيف يصنع التغيير بعيدا عن التقليد وبعيدا عن رياح ربيع تحول إلى خريف قبل الأوان.