مرة أخرى يستهدفنا الإرهاب في “الأحداث المغربية”، لقد اعتدنا على ذلك منذ موقفنا من أحداث 16 ماي الإرهابية، واعتدنا أيضا على تكفيرنا وإهدار دم البعض منا، سوى أن تهمتنا هذه المرة تبدو غريبة ومثيرة.
في آخر الحكايات، تتوعدنا “جبهة الموحدين” بالإرهاب ليس لأننا علمانيون دعاة حريات فردية وحداثة تحترم المحافظين وترفض التعايش مع الرجعية، بل تهمتنا هذه المرة، نحن والزملاء في القناتين الأولى والثانية، أننا نشتغل على تلميع صورة الملك!!.
كنا مستعدين لكل المخاطر حين يتعلق الأمر بالدفاع عن أفكارنا وقناعاتنا، والآن أيضا نحن مستعدون لأكثرها خطورة، حين يتعلق الأمر بدفاعنا عن رمز الدولة وضامن استقرارها وحريات وحقوق مواطنيها.
لنقلها بوضوح، نحن علمانيون نتمسك بإمارة المؤمنين وبالفصل بين الدين والسياسة، ونحن ديمقراطيون لا نتصور بديلا ديمقراطيا آخر خارج النظام الملكي البرلماني، ونحن بين هذا وذاك مسلمون نعتنق دينا وسطيا منفتحا.
وقد اخترنا منذ البداية أن نكون واضحين، إن الملكية في المغرب ليست دفترا للتمرين على الراديكالية والمزايدات السياسية والإديولوجية، وهي أيضا ليست سلعة إثارة لترويج الورق في سوق راكدة، إن الملكية بكل الاختصار الممكن: أمن شعب، ومستقبل بلد.
ولأننا بهذه القناعات غير القابلة للمراجعة، سنظل نتحمل وزر الدفاع عن الحداثة وتوقير الملكية، ولن تثنينا عن ذلك لا المراهقة الثورية لمناضلي الساعة الخامسة والعشرون، ولا الفحولة الدموية لحمقى الله.