بالرغم من أن رشيد غلام ( فنان العدل والإحسان المدلل)، يمارس نشاطه، ويحيي السهرات طولا وعرضا من مصر، حيث "الإخوان المسلمون" إلى تركيا حيث " العدالة والتنمية"، باعترافه نفسه، إلى المغرب في "فيلات" الجماعة، فإنه لا يجد غضاضة في ادعاء الحصار والإقصاء الفني في بلده الأم، علما أنه ليس "فنانا"، وإنما منتحل لهذه الصفة لا أقل و لا أكثر.
رشيد غلام مجرد "منشد" في أحسن الأحوال، بل الأحرى مجرد بوق للدعاية "الإديولوجية" ثؤثت به العدل والإحسان واجهتها من أجل إيهام الناس أنها تؤمن بالفن، لكنها، في العمق، تمقت كل مظاهر الفن والإبداع، وتنشد التقليد والأتباع.
رشيد غلام الذي سبق أن أدين بتهمة الخيانة الزوجية، ولم يخل سبيله إلا بعد أن تنازلت له زوجته، التي تؤمن بالتعددية... وأدين بتهمة التحريض على الفساد، يدعي، اليوم، أن المبادرات التي تُطرح عليه من أجل العودة إلى خشبات الطرب، ورفع الحصار بالمغرب هي مبادرات "بصيغة المخزن.. بأن نتوب إليه مما كنا عليه"...
وما كان عليه رشيد غلام ـ طبعا ـ هو ما حوكم من أجله، وأدين بأحكام صادرة عن القضاء.، أما خشبات الطرب فإنها لا تسع إلا الفنانين الحقيقين، الذي يؤمنون أن للفن رسالة إنسانية، وليس رسالة "خرافية" تقوم على أضغاث أحلام "القومة" المزعومة.
وحتى إذا كان هناك من يعد رشيد غلام بالعودة إلى الخشبة، فإنه يكذب عليه، لأن هذه "الفنان" لم يستطع طيلة مساره أن يشغل حيزا ضيقا من الخشبات أو يستقطب جمهورا من عشاق الفن الرفيع، بل " أغرى" أتباع الجماعة، لأنه يمثل النموذج الذي تُروج له.
رشيد غلام، يجهل أو يتعمد أن يجعل الفن لا يخضع للقيود، ولا تحكمه الصيغ، حتى ولو كانت صيغة المخزن، كما خُيل إليه، وبالتالي فإن الذي دعاه إلى العودة إلى الخشبات بهذه الصيغة قد كذب عليه، لأن المخزن لا يستطيع أن يفرض "فنانا" فاشلا أو مجرد منشد وداعية لأوهام جماعة العدل على الناس...
رشيد الانباري