|
|
|
|
|
أضيف في 10 يناير 2013 الساعة 27 : 17
موحى الاطلسي
المرواني: عناصر الموجة الثانية من الثورة أصبحت حاضرة في المغرب.
هكذا عنونت مواقع "لكم" بنسختيه العربية والفرنسية وموقع "دومان" بالفرنسية نص الحوار الذي خصهم به محمد المرواني، المنسق العام لـ "حزب الأمة" والمعتقل السابق في الملف الارهابي لما يسمى ب"مجموعة بلعيرج". وقبل الدخول في تفاصيل الحوار لا بد من إبداء بعض الملاحظات التي تكشف بالملموس هدف اصحاب المواقع السالفة الذكر من وراء هذا الحوار مع شخصية اسلامية كانت لها طموحات "زعماتية" اكثر من حجمها والتي عصفت بها في اتون ملف من اكبر ملفات الارهاب في بلادنا، قبل ان يشمله عفو ملكي بعد 3 سنوات من السجن. ملاحظنا تتعلق اساسا بالعنوان حيث اوردت المواقع مصطلح "الثورة" في الوقت الذي تحدث فيه المرواني عن الانتفاضة بالعربية la révolte بالفرنسية وهي مفاهيم لا يمكن ابدا خلطها مع المفهوم المستعمل في العنوان اي مفهوم "الثورة". ولا نظن ان "عليوات"(علي انوزلا وعلي لمرابط) يخفى عليهما الفرق مابين "الانتفاضة" و"الثورة" من اختلاف حيث الاولى حركة تروم إحداث التغيير الكامل في قمة السلطة وتغيير النظم والتشريعات والقوانين التي تحقق العلاقات الإدارية والاقتصادية والاجتماعية الجديدة وعلاقات الإنتاج، في حين أن الثانية هي حالة من التظاهر و التمرد والاحتجاج. كما ان شروط الحركتين تختلف على المستويات السياسية والاقتصادية والاجتماعية ومدى الاستناد إلى فكر ونظرية موجهة على غير ذلك من الامور التي لا نظنها خافية على "علوّات". إن الغرض إذن من وراء خلط الاوراق، وذلك بتغيير مصطلح "الانتفاضة" الذي ورد في الحوار بمصطلح "الثورة" في عناوين المواقع الالكترونية، هو نزعة الحقد والبغضاء الدفينة في نفوس انوزلا ولمرابط والتي تحولت إلى رغبة في الانتقام من النظام المغربي وتأويل كل حدث وحديث ليتماشى مع طرحهم القاضي بقلب النظام وتغييره جذريا ولو عن طريق العنف، وهو ما يظهر من خلال مجاراتهما لكل غراب نعق ضد مصالح المغرب حيث يتم فتح نوافذ مواقعهم الالكترونية لنشر غسيل لا يخفى على المغاربة نتانته وتعفنه. هذا بالنسبة للملاحظات المتعلقة بأصحاب مبادرة إجراء الحوار مع المرواني، اما بخصوص ما جاء في كلام هذا الاخير، فلا نظن انه اتى بشيء جديد حول تشخيص الوضعية المغربية بحيث ان اعمدة الجرائد والمجلات وبرامج الاذاعات والتلفازات والمواقع على الانترنيت تعج بأكثر من ذلك.. وهذا دليل على ان المغرب يسير في الطريق الصحيح وأن كل ما يقع من احتجاجات وخلافات بين الفرقاء السياسيين (وهو المصطلح العزيز على الاسلامويين امثال المرواني) تقع في "جميع التجارب المتعلقة بالانتقال السلمي إلى الديمقراطية" حيث "هناك توترات يتم تجاوزها عندما يتم وضع إطار سياسي ودستوري متوافق عليه" كما جاء في كلام المرواني إلا انه وقف عند "ويل للمصلين" ولم يكمل الآية إلى آخرها، وذلك بالاقرار بأن المغرب قد أقر بالفعل دستورا ديمقراطيا تم التوافق عليه السنة الماضية بين جميع المغاربة عدا اولائك الذين في قلوبهم غيض وفي ابصارهم غشاوة، وعلى حال المرواني.. يدافع المرواني على التجربتين التونسية والمصرية حيث يقول "ان مصر وتونس تشهدان فترة الانتقال إلى الديمقراطية (كمن يجتاز "منطقة اضطراب" جوي)، وفي هذا السياق هناك نوعان من الأحداث: هناك أحداث عادية مرتبطة بالنقاش السياسي داخل المجتمع المدني، وهو نقاش بين مشاريع سياسية ذات مرجعيات مختلفة : قومية، ليبرالية، يسارية وإسلامية. هذه الاختلافات تعكس مناخا صحيا مادامت الكلمة الأخيرة ترجع للشعب من خلال انتخابات شفافة وفي إطار من الحرية. وفي الواقع، هذا هو السبيل العادي الذي سلكته جميع الديمقراطيات في العالم. ثم هناك الأحداث المرتبطة بالاضطرابات الناجمة عن مرتزقة النظام السابق والتي تسعى لزعزعة العملية الديمقراطية." انتهى كلام المرواني. الملاحظ ان الزعيم السياسوي لا يريد الاقرار ان ما يجري في المغرب هو الطريق الصحيح إلى الديمقراطية أي كما جاء في كلامه " هذا هو السبيل العادي الذي سلكته جميع الديمقراطيات في العالم". وبالتالي يريدها انتفاضة كتلك التي وقعت في تونس ومصر واتت على الاخضر واليابس بعد ان اتت بالجماعات الاسلامية إلى سدة الحكم لتحكم بما امر الله وتكفر كل من لا يدين بمذهبها الاصولي المتشدد، والتي يسميها المرواني عنوة بـ"العملية الديمقراطية".. إذا كانت هذه هي نماذج المرواني التي يعد بها المغاربة، في برنامجه السياسي، فإن الشعب لا يريدها ولا يقبل بها والدليل على ذلك اختياره طريق الديمقراطية والإصلاح السلمي والتدرج وهو ما أشاد به الاعداء قبل الاصدقاء في الداخل والخارج.. إن فكر المرواني ومخططات حزبه، الذي تم حظره لأسباب موضوعية تستند إلى القوانين المعمول بها، والتي لا يقبل بها المرواني، قريبة من تلك التي يتبناها مريدو عبد السلام ياسين وهو الذي يشيد المرواني بفكره وشخصه ومشروعه السياسي حيث يقول أن "الشيخ ياسين، رحمه الله برحمته الواسعة، أحد القادة القلائل في هذا البلد الذين أظهروا شجاعة لا مثيل لها ومقاومة مستمرة للاستبداد والفساد." من ناحية أخرى، "كان هذا الرجل حاملا لمشروع مجتمعي و له صفات الزعيم مع القدرة لتطوير تنظيم من حجم العدل و الإحسان. أما العلاقات التي نسجناها معه ومع جماعته فإنها بنيت على الاحترام المتبادل والتعاون والتضامن". وإذا عرفنا ما يُضمره العدليون لبلادنا وكذا مواقفهم تجاه الشعب المغربي الذي لا يشاطرهم الرأي فإننا سنستنتج بكل سهولة ما يريده إخوان المرواني وما نوع "النظام الديمقراطي" الذي يحلمون ويبشرون المغاربة به، وقد عبر "الزُّوَيْعِم" عن ذلك،دون ان يدري، وذلك من خلال قوله "أما مشروعنا السياسي فينبني على شقين: أولا الشعب هو مصدر السلطة، ثم سيادة القانون. وهنا يجب التمييز بين مصدر السلطة ومصدر القانون، والشريعة يمكنها أن تكون أحد مصادر القانون وقد تكون المصدر الرئيسي للقانون، وهو حال مصر على سبيل المثال، ولا يعترض أحد على كون الشريعة أحد مصادر القانون حتى من بين المسيحيين الأقباط. الخلاصة أن إرادة الشعب هي التي تحسم الأمور وهذا هو جوهر الديمقراطية: احترام إرادة الأغلبية دون تجاهل حقوق الأقليات و حقوق المعارضة." انتهى كلام المرواني. هو إذن يريد تطبيق النموذج المصري الذي فرض فيه الاخوان، عبر الجمعية التأسيسية التي يسيطرون عليها، أن تكون الشريعة هي المصدر الرئيسي للقانون.. وهو بذلك يضرب تاريخ المغرب ومؤسساته وقوانينه التي راكمت الكثير من الجوانب المشرقة في الفكر الانساني دون ان نغفل الشريعة الاسلامية، إنه يريد الرجوع بنا إلى الوراء وذلك بضرب النظام الديمقراطي الذي يتبجح به، كما انه ينسى التجربة المغربية فيما يخص مؤسسة امارة المؤمنين التي اصبح الكل يقر بدورها في الاستقرار حتى اولائك الذين كانوا اكثر "انقلابية" في سنوات الرصاص عندما كان المرواني تلميذا يجلس بين ارداف شيوخه في الفكر الاسلاموي.. لقد تضافرت جهود "عليوّات"، من خلال نماذج الاسئلة المطروحة والتي اختيرت بكل عناية لتوجيه فكر المرواني، وكذا ميل هذا الاخير نحو الانقلابية (وهو ما لا يمكن إخفاؤه على اعتبار ان الرجل لاتزال في ذمته تهمة الارهاب التي لا يمكن بأي حال من الاحوال ان يمحيها العفو الملكي..)، والرغبة في قلب النظام لتأسيس مشروع اسلاموي يقوم على الشريعة وتطبيق حدودها كما يفهمها هو وإخوانه في باقي التنظيمات الاسلاموية السياسية، قلت لقد تضافرت هذه المعطيات لكي تلد نصّا ينم عن ما يختلج بعض النفوس من بغض وكراهية لبلادهم واستعدادهم لخدمة الاجندات الاجنبية المعادية للمغرب.. وهو ما يسري عليه قول المغاربة "كياكل النعمة وكايسب" الملّة"...
|
|
2873 |
|
0 |
|
|
|
هام جداً قبل أن تكتبو تعليقاتكم
اضغط هنـا للكتابة بالعربية
|
|
|
|
|
|
|
|