بقلم محمد أبويهدة.
ماهي مؤشرات هذه الأزمة؟ ما أعراضها؟ ما أسبابها؟ الأسئلة مقلقة وعلى السوسيولوجيين أن يجدوا لها جوابا.
ما نعنيه بالأزمة العقلية هو غياب تحكيم العقل في العديد من الأمور والقضايا التي تهم المواطنين بشكل عام وتهم أيضا مناضلي الأحزاب السياسية والنقابات والمسؤولين ومدبري الشأن العام.
لا أقصد هنا نتائج انتخابات بعض زعماء الأحزاب السياسية فقط، بل أيضا ثورة بعض النقابات على الاقتطاع من أجور المضربين الذين برروا احتجاجاتهم على هذا القرار بغياب قانون ينظمه!! وثورة العاطلين على المباريات المنظمة للتوظيف ومطالبتهم بالادماج المباشر ما يعني أن كل خريج من الجامعة عليه أن يلتحق بمكاتب الوزارات والادارات العمومية.
غياب العقل أيضا يبدو في الاعتقاد بالخرافات السياسية التي تجاوزت حدود الأحلام والرؤى التي يعتقد بها أتباع الراحل عبد السلام ياسين والتي مازالت مستمرة إلى مابعد دفنه بإشاعة أنه زار كل أعضاء الجماعة المعدون بالآلاف وودعهم فردا فردا.
غياب العقل يتجلى بوضوح في استمرار تصديق المغاربة لخرافات العديد من السياسيين لا سيما أتباع الاسلام السياسي الذين رفعوا بالأمس شعارات دينية أوصلتهم إلى الحكم واليوم صنعوا من تدبير شؤون المواطنين فرجة للمتابعة وتزجية الوقت ليس إلا.
هل وصل العقل المغربي إلى الباب المسدود؟ لاشك أن الجواب لن يكون إيجابيا بالقطع، لأن الأمل يظل قائما في الأجيال القادمة المرتبطة أكثر بالتكنولوجيا الحديثة وبالتقدم العلمي.