حميد زيد.
هكذا. فجأة. ودون أن يخبرنا، حذف خالد السفياني اسم العراق من مجموعة العمل الوطنية لمساندة العراق وفلسطين، معلنا أنه لم يعد معنيا بهذه الدولة، وأن كل جهوده منصبة الآن على دعم فلسطين وحدها وملاحقة المطبعين أينما كانوا.
لكن لماذا يا خالد. ماذا حدث كي تتخلى عن العراق. قل لنا أرجوك، لماذا حذفتها هكذا ودون سابق إنذار، مع العلم أن العراقيين مازالوا يحتاجون إليك، إنهم يقتلون بعضهم البعض ويتفجرون في وجه بعضهم البعض، ويقتل السنة الشيعة والشيعة السنة، ويريدونك أن تبقى. ألم تسمع أن عزة الدوري ظهر من جديد، وهناك أخبار تقول إن صدام لم يمت، لا، لا، هذا لا يجوز يا خالد، ومن العيب أن تتخلى عن الإخوة في العراق، فالأمريكيون لم يخرجوا كما تظن، والعراق يحتلها اليوم أوباما وإيران، ودورك أن تحررها من من الرافضة ورثة المجوس.
أمن أجل مرصد مغربي لمناهضة التطبيع تتخلى عن العراق، ماذا ستقول لصدام لو كان فعلا مازال على قيد الحياة، وماذا لو غضب عزة الدوري وخرج الناس في الفلوجة مستغربين لقرارك، وماذا ستقول للمؤتمر القومي ولبشار الأسد. شخصيا لم أعد أفهمك ياخالد، كان عليك أن تستشير قبل أن تقدم على هذه الخطوة، أو على الأقل كان عليك أن تعوض العراق بدولة أخرى، ليبيا مثلا، وسأخبرك أني شاهدت طائرات الناتو تحلق في سمائها
لن أقول لك سوريا، فأنا أعرف أن الموقف حساس، وبشار طيب وعروبي وقومي، ويقتل كل يوم مئات السوريين لأنهم تابعون للقوى الغربية وللصهيونية، ويستحقون الموت، لكن العرب سينقرضون يا خالد في سوريا إن لم تتدخل، قل لبزيز وويحمان أن يفعلا شيئا، فأنا أخاف على بشار الأسد، القائد العربي الوحيد الذي مازال ممانعا ويرفض التطبيع، أخاف عليه من الشعب السوري، وإنها لنكبة ثانية أن يقضي بشار على شعبه ويصبح زعيما بلا شعب، هيا، يا خالد، ضع بدل العراق بشار الأسد، ليصبح اسمكم المجموعة الوطنية لمساندة فلسطين وبشار الأسد، لقد تعودنا على اسم المجموعة طويلا، وعلى الاسم أن يبقى كذلك، ومن الأفضل أن توضح للناس، وتضع عنوانا فرعيا، فأنت لا تدعم فلسطين كاملة، بل فقط فلسطين غزة وإسماعيل هنية، والجهاد الإسلامي، أما الضفة وفتح ومحمود عباس، فهم مطبعون وخونة، أليس كذلك يا خالد، يا نصير الأمة العربية، وزيادة على ذلك لا يخدمون مصالح إيران وقطر. لا تصالح يا خالد، أنت ذخر لهذه الأمة والعرب يعولون عليك، ولا تخذلهم، أرى سوريين ما زالوا على قيد الحياة ويجب أن يموتوا، ليحارب بشار إسرائيل بعد أن يقضي عليهم بالكامل، ويعيد أرض العرب للعرب.
يا لها من مهمة نبيلة أن تؤسسوا مرصدا لمناهضة التطبيع وتعتبروا كل من يطبع مجرما، ولكي أكون صريحا أخبركم أني قرأت قبل أيام رواية عاموس عوز "عن الحب والظلام" مترجمة إلى العربية، وسأقول لكم من ترجمها وعن أي دار صدرت، لكن رجاء لا تقبضوا علي، وسأمزقها أمامكم قبل محاكمتي رغم أنها سيرة جميلة وممتعة، وقبل مدة التقيت في مهرجان شعري بفرنسا بشاعرة إسرائيلية، لكني والله لم أكلمها ورفضت التطبيع معها، ورغم أنها جلست لتناول وجبة الغداء بالقرب مني، فقد أدرت ظهري لها وتحملت الجوع دفاعا عن فلسطين، لذلك لا ترسلوا لي بشرى إيجورك وهشام بهلول، الذين يشتغلون معكم في المرصد، والذين أوكلتم إليهم دور ملاحقة المطبعين فنيا وأدبيا، وأنا أخاف أن تقبض علي بشرى يوما ما، وهي تمثل، رغم أني لم أكلم أحدا، وأعدكم أني كلما رأيت إسرائيليا سأهرب كي لا يرصدني المرصد بالجرم المشهود.
سأشتغل مخبرا لصالحكم، شرط أن لا تعتبروني مجرما ولا تقبض علي بشرى إيجورك، وأول خدمة أقدمها لكم، هي أني رأيت حماس تطبع ورأيت رئيس مصر مرسي يتغزل في إسرائيل ويرسل من يفاوضها، ورأيت اليهود الصهاينة في قناة الجزيرة، ورأيت محمد الساسي، السياسي والكاتب المحترم ينضم إليكم، والذي لم أفهم ماذا يفعل في هذا المرصد ومع تلك الشلة، وهل سيلاحق هو الآخر المطبعين من المغاربة مع الإسرائيليين، ويتابعهم في المحاكم، للجرائم الشنعاء التي ارتكبوها، كأن لا شيء في هذا البلد صار يستحق أن يناضل من أجله المرء، إلا الدفاع عن القتلة، وملاحقة الوهم وأمراض الماضي.