بين صفحات امتلأت في سنة مضت بآمالها و تطلعاتها و خيباتها و توقعاتها و أخرى قد بدت ملامحها ،فالحدود بين ساعات الزمن و أيامه لا يمكن حصرها في المقدمات التي نستقيها من تراث هذه الأمة التي رغم ما مر بها من كوارث وما أبانت عليه دائما على أنها جديرة بأبنائها الذين يؤكدون على وطنيتهم و سلوكهم الجيد اتجاه أي تحديات. المقياس الذي نحكم به على الأشياء وعلى سلوكنا وعلى القيم جميعا هو العدل و الإنصاف و هو محور اهتمامنا فمسارات نهضة هذه الأمة الإستراتيجية تمر عبر الإصلاح و هي محاولة جديرة بالاهتمام للوصول إلى التساند بين الأضلاع المكونة للمملكة. ومن هنا ارتأينا أن نبرز العناوين الفاعلة داخل الساحة المغربية و المؤثرة و ملاحظاتنا هي تنبيه و قراءة موضوعية من اجل الخروج بمقدمات أساسية في سبيل خدمة هذا الوطن فانطلاقا من مبادرات ملكية خلاقة للملك محمد السادس على اعتبار موقع السلطة الملكية تاريخيا و دستوريا و مسؤولياتها المنوطة بها، مرورا بالحكومة التي كان تقييمنا لحصيلتها متماشيا مع نظرتنا الطموحة و ما يجب أن تقدمه لمغرب الجميع. و حاولنا إعطاء صورة على سياسيين طبعا المشهد السياسي مؤخرا و تاريخهما و ما يمكن أن يقدماه ،لنصل إلى شخصيتين بارزتين داخل المجتمع و اثر غيابهما عن الساحة إننا نقيم الحالة بحب و بلا أجندات أو أحكام مسبقة.

مبادرات ملكية.. استمرارية في النهج والمسارات الإستراتيجية


شكلت مبادرات الملك محمد السادس طريقة للتحركات الايجابية وصياغة مفاهيم جديدة في بيئة سياسية سريعة التغير سواء على المستوى الداخلي أو الإقليمي و العالمي،فعلى المستوى الداخلي كانت سنة 2012 حافلة بمشاريع جديرة بالمتابعة و التثمين تصب في خانة سياسة القرب التي نهجها الملك منذ توليه الحكم من اجل مقاربة جديدة لمفهوم السلطة.و كان مشروع المساعدة الطبية الذي أطلقه الملك محمد السادس من المشاريع المهمة و الحساسة في مجال توفير العلاج للفئات ذوي الدخل المحدود والتي تعاني نوعا من الهشاشة هذه الفئات التي لا تتوفر على أي نوع من أنواع المساعدة الطبية.و عندما نتحدث عن هذا المشروع نجده نظاما متطورا للمساعدة الطبية يرتكز نظام المساعدة الطبية الموجه لذوي الدخل المحدود مبنيا على التضامن الوطني٬ وحق المواطنين وواجب على الدولة التي قررت تحمل تكاليف علاج ثلث المغاربة الذين يجدون صعوبة بالغة في تلقي العلاج داخل المستشفيات بسبب عدم توفرها على المال الكافي و من ثم يمكن اعتبار هذا المشروع مبادرة ملكية خلاقة لتحقيق التضامن والتكافل و يتماشى مع دور المؤسسة الملكية التاريخي و الدستوري.
على المستوى الإقليمي كانت هناك مبادرات ملكية في عدة خطب تهم القضية الوطنية الصحراء المغربية التي تؤكد على معنى التشبث بالحكم الذاتي للأقاليم الجنوبية من المملكة و مد يد التعاون بين دول المغرب العربي و بالخصوص فتح الحدود بين المملكة و الجزائر.و تعتبر الزيارة الملكية الأخيرة لدول الخليج مبادرة خلاقة لتشجيع مشاريع استثماريةالأجنبية،من اجل خلق ثروة مضافة وتفعيل التنمية فقد رصدت هذه الدول 5 مليار لتمويل مشاريع تنموية كبرى على امتداد حمس سنوات اضافة الى مساعدة سعودية بقيمة 1،25 مليار دولار تدخل في إطار المساعدات المخصصة للدول العربية التي عرفت صعوبات مالية جراء تداعيات ما سمي "الربيع العربي". زد على هذا استثمار قدره 1،5 مليار دولار خصصته مجموعة سعودية رائدة في مجالها لتوسيع وحدتين صناعيتين لإنتاج الكهرباء بالجرف الأصفر. و مساهمة مجموعة "وصال" السعودية في المجال السياحي بضخ 23،8 مليار درهم في الصندوق المغربي لتنمية السياحة.
مبادرات الملك محمد السادس المتعددة على مدى عقد من الزمن ابتداء من المبادرة الوطنية للتنمية البشرية و مشروع السكن الإجتماعي إلى مدونة الأسرة وصولا إلى خطاب 9 مارس 2011 والاستفتاء الدستوري، كل هذا كان حافزا مهما في تدشين الحوار الاستراتيجي بين المغرب و الولايات المتحدة الأمريكية ،إقرأ معي ما صرحت به كاتبة الدولة في الخارجية هيلاري كلينتون قالت:"أينما ذهبت سواء داخل المنطقة أو خارجها، إلا وتم الإعراب لي عن الرغبة في توقيع اتفاقية للتبادل الحر، على غرار تلك الموقعة بين واشنطن والرباط ، وأقول للجميع إننا لم نعط للمغرب أي شيء، لكن المملكة أبانت أنها أهل لهذا الاتفاق، كما أنها تستجيب للمعايير العالية لحساب تحدي الألفية " و أكدت في نفس السياق المتحدثة باسم الخارجية الأمريكية فيكتوريا نولاند إن الحوار الاستراتيجي بين المغرب والولايات «يأتي ليدعم دينامية الإصلاحات التي انخرطت فيها المملكة» تحت قيادة الملك محمد السادس.
في المسعى الذي دشنته المبادرات الملكية خارجيا فعلى مستوى القضية الفلسطينية تمت مواصلة المشاريع التنموية والإعمارية التي تنفذها وكالة بيت مال القدس لفائدة ساكنة المدينة المقدسة، مساهمة في تعزيز صمود أهلها في مواجهة سياسة الاستيطان الإسرائيلية و مباشرة دعم الشعب الفلسطيني سياسيا وتنمويا وإنسانيا. و كانت مبادرة الملك محمد السادس بنصب مستشفى ميداني مغربي بقطاع غزة بتنسيق مع السلطة الفلسطينية إضافة متميزة في علاقة المغرب بالقضية الفلسطينية و تتكون هذه الوحدة الاستشفائية من عناصر الوحدات الطبية المتخصصة متعددة الاختصاصات تقدم خدمات للمتضررين الفلسطينيين التابعة للقوات المسلحة الملكية٬ وكذلك من أطباء وأطر طبية مدنية مغربية،في نفس السياق كانت مبادرة ملكية أخرى متمثلة في إقامة مستشفى عسكري‮ ‬متنقـل في‮ ‬مخيم الزعترية للاجئين السوريين في‮ ‬الأردن الذين‮ ‬يزيد عددهم عن مائة وخمسين ألف لاجئ،‮ الذين ‬فـروا جميعهم من الجرائم التي‮ ‬يرتكبها النظام السوري‮ ‬الاستبدادي‮‮ ‬ضد الشعب السوري‮ ‬الذي‮ ‬انتفض ضد الديكتاتـورية وثـار من أجل الحرية والكرامة والعدالة و كانت زيارة الملك للمخيم تأكيد ميداني لتضامن المملكة المغربية مع الشعب السوري و ما يمر به من ابادة ‮.‬

الحكومة المغربية.. بين الآمال و الكفاءة و العراقيل

بعد فوزه بأغلبية غير مريحة في الانتخابات التشريعية السابقة لأوانها في 25 نوفمبر 2011 طبقا للدستور الجديد شكل حزب العدالة و التنمية جزءا من المفاجأة داخل مسرح السياسة المغربية ،و بعد مرور عام على تسلمه رئاسة الحكومة في شخص عبد الإله بن كيران الموصوف بالشعبوي نتساءل عماذا قدمت الحكومة من حصيلة بنكيران هذه الحكومة التي تعد الأولى منذ دخول الدستور الجديد حيز التنفيذ نركز أولا على الشعار الذي رفعته و المتمثل في محاربة الفساد و الذي رفع أفق الإنتظارات من هذه الحكومة ،و الذي رفع عبد الإله بنكيران في المقابل اصطلاح العفاريت و التماسيح علامة على أن عرقلة تواجه حكومته في محاربته للفساد و التي تعرف انتكاسات كبيرة.
فهناك اقتصاد الريع و المستفيدين من رخص مقالع الرمال والمقالع المعدنية و مخربي الثروة الغابوية والمستفيدين من رخص الصيد البحري ورخص النقل،فرغم بعض المحاولات التي قامت بها وزراة النقل و التجهيز إلا انه مطلوب في إطار الدستور الجديد و من اجل كسب ثقة الشعب المغربي،مطلوب تفعيل التصريحات التي أدلت بها الحكومة قبل الانتخابات تفعيل نصوص الدستور.فالمغرب تدنت رتبته العالمية بالنسبة للبلدان الأكثر ارتشاء حيث احتل مراتب متأخرة في مؤشرات العدالة وسيادة القانون، حسب نتائج دراسة أنجزتها مؤسسة “مشروع العدالة العالمية” الأمريكية، واحتل المرتبة 80 من أصل 97في مجال محاربة الرشوة و الضمانات الممنوحة لحماية الحقوق الأساسية للأشخاص.وفي ما يتعلق بمؤشر تطبيق القواعد التنظيميةو المقصود بها المساطر الإدارية احتل المغرب الرتبة 61 في الترتيب العام من أصل 97 دولة.
اعترف رئيس الحكومة عبد الإله بنكيران أنه بالرغم من الجهود المبذولة في محاربة الفساد و الرشوة فإن المغرب لم يحقق بعد النتائج المرجوة.أما على مستوى التعليم فقد فشل المخطط الاستعجالي للتربية والتكوين،و من جهة أخرى فقد صادق مجلس الحكومة على مشروع قانون رقم 1267 يتعلق بتنظيم التعاقدية بين المكري والمكتري العلاقات للمحلات المعدة للسكنى أو الاستعمال المهني مع إدراج التعديلات المقترحة و يمكن اعتبار هذا المنحى يذهب في اتجاه تطوير العلاقات التعاقدية بين المكري والمكتري بالنسبة للمحلات المعدة للسكنى أو للاستعمال المهني وذلك لإعادة الثقة للعلاقات الكرائية وتشجيع الاستثمار والمساهمة في تأمين السكن لمختلف الشرائح الاجتماعية.
بالنسبة للمالية العمومية فقد واصلت عجزها المستمر تحت ثقل النفقات إذ وصل دين الخزينة إلى 60 في المائة من الناتج الداخلي الخام،كما فقدت سوق الشغل 109 آلاف منصب مما يعني ارتفاع عدد العاطلين عن العمل. وبشأن معدل النمو فلم يصل خلال هذه السنة إلى نسبة 5.5% التي التزمت بها الحكومة،و قد أوضح الإدريسي وزير المالية أن معدل النمو 5.5% الذي تعهد به البرنامج الحكومي كمعدل سنوي أكبر بكثير مما تعهد به حزب العدالة والتنمية في برنامجه الانتخابي، و أضاف انه من الممكن الوصول إلى هذا الرقم إذا طبقت بعض المبادئ التي تضمنها البرنامج الحكومي و هذا مبرر لا يمكن الركون اليه على المدى المتوسط. لكن في نظرنا إذا تم الاهتمام بالطبقات الفقيرة وإطلاق مشاريع كبيرة متمثلة بإصلاح النظام الضريبي ونظام التقاعد وصندوق المقاصة من الممكن أن تكون دعامة أساسية في زيادة معدل النمو.
خطاب الحكومة يدافع و يؤكد على أن حصيلة 2012 من عملها مشرفة وايجابية سواء على المستويات الاقتصادية و الاجتماعية و السياسية، واعتبرت أن التقييمات المقدمة بهذا الخصوص لا تهم إلا جزءا من الصورة بشكل غير دقيق.على مستوى آخر كانت سنة 2012 حاسمة في تبوء المغرب مركزا متميزا داخل مجلس الأمن حيث انه قدم مشروع قرار إلى المجلس في شهر فبراير من هذا العام لحل الأزمة السورية،وقد ترأس في شهر دجنبر مجلس الأمن كسابقة و امتياز مهم أيضا كانت مشاركته فعالة في جميع اجتماعات ومبادرات جامعة الدول العربية و الاجتماعات الثلاث لمجموعة أصدقاء الشعب السوري و احتضانه يوم 12 ديسمبر 2012 بمراكش للدورة الرابعة لمجموعة أصدقاء الشعب السوري.
هذا الامتياز لابد للحكومة المغربية من استثماره للاستفادة اقتصاديا و سياسيا و دبلوماسيا،إذن سنة 2012 يمكن اعتبارها بالنسبة للعمل الحكومي تمرين مرهق لممارسة مسؤولية الحكم لحزب كان خطابه معارضا على طول الخط، و يعتبر التحدي الاقتصادي هاجسا كبيرا في ظل ما يعرفه العالم من انتكاسات مالية و اقتصادية و أمنية متتالية. و تعتبر الصلاحيات الجديدة التي منحها الدستور لرئيس الحكومة مفتاحا متميزا في النهج الذي سار عليه المغرب في طريق الديمقراطية الذي انخرط فيه منذ زمن بعيد،فماذا ينتظر الفريق الحكومي بعد التمارين على السلطة لسنة من الزمن السياسي الذي لا يرحم؟إننا ننتظر لكننا غير متوجسين من الغد في حين نحملكم مسؤولية الإجابة على سؤال ماذا بعد الغد؟
قيادات حزبية جديدة.. بين شعبوية الخطاب و تطلعات المستقبل


 +حميد شباط .. رحلة البحث عن الذات

نجمه أخذ في الصعود ابتداء من انتفاضة 14 دجنبر 1990 و بعد أعوام تمكن حميد شباط في ثلاث سنوات بعد دخوله إلى اللجنة التنفيذية للحزب من أن يمسك زمام نقابته ثم الحزب برمته لينهي زمن هيمنة العائلة الفاسية على الحزب، طموحه السياسي كان كبيرا و تعلم حرفة السياسة كما تعلم حرفة الدراجي و فكك ثم أعاد ربط الآلة الانتخابية و الولائية للحزب و التنظيمات الموازية بشكل يخدم هذا الطموح. و كانت نقابة حزب الاستقلال التي كان يرأسها أفيلال الذي تنحى عن رئاسته للاتحاد العام للشغالين ومن بعده محمد بنجلون الأندلسي في تسيير النقابة بتهمة الفساد، ليضع شباط يده بالقانون على النقابة و يستقل بها عن الحزب و تصبح هي الحلبة التي تدرب فيها على صرع الخصوم و قراءة نقط ضعفهم ،فهو يملك سجلا خاصا من المعارك تتسم بالجرأة و العنف.
مؤخرا خاض حربا ضروسا في انتخابات الأمانة العامة ضد أفراد العائلة الفاسية التي كانت تسيطر على الحزب منذ سنين طويلة، شعاره الغاية تبرر وسيلته في تغذية طموحه و تحقيق مبتغاه في السلطة فكانت أسلحته متنوعة فهو يقول انه ابن الشعب الذي بدأ من الصفر ليصبح أمين عام لحزب الاستقلال. إيمانه بصندوق للاقتراع قوي فهو حسب رؤيته الوصفة السرية لكل نجاحاته قال بجلب البحر حتى فاس و نادى كثيرا بمنع الخمر داخل المدينة العتيقة. رحلته من تازة إلى دكان لإصلاح وتأجير الدراجات الهوائية “بحي بن سودة” بفاس "بدون قدح"،وصولا إلى مكتب الأمين العام لحزب الاستقلال بالرباط صورة يختلط فيها الغرابة و الطموح و الاستماتة على تحقيق ما يراه لقد تخطى الحواجز و لكنها لم تنتهي لان السياسة لعبة حلزونية المسارات لابد لها من طول النفس فهل سيبقى الحظ حليفه سوف نرى؟

 +إدريس لشكر.. و شعار “استعادة المبادرة”
مقالاته التي لم يكتب ترجمت في مواقفه و خرجاته التي لها حسابات صنفها البعض في خانة البرغماتية أو الانتهازية عند البعض الآخر،لكن الملحوظ هو صراعاته المستمرة من اجل تمرير ما أراده و هو يتأبط ملف توصيات بعض من رأوا فيه الشخص الذي سوف يحارب بدلهم لكن في أوقات معينة كان يلقي بتلك التوصية و يستمر غير حافل بمن رعاه و حاله يقول لقد فُطِمْتُ أيها الناس اقرأ معي قوله في علاقته مع محمد اليازغي" لا يتعلق الأمر بأفضال لليازغي علي أو ماشابه ذلك بل كانت تجمعنا علاقات أخوية نضالية كبيرة". بَدّلَ اللوك الذي اعتدنا أن نراه عليه ليبدو مختلفا أو قريبا من نموذج الاستقلالي شباط صاحب الشارب و الطريقة الفريدة في ممارسة اللعبة و ربما إدارتها،و ها هو إدريس لشكر يبدأ في مواصلة عمله بإلقاء الحجر في البركة و انتظاره تشكل الدوائر لينتقي و يختار ما يبدو له مناسبا لتزكية موقفه أو دعمه في اجتياز الامتحانات الصعبة داخل هياكل الحزب و حين تحمله المسؤوليات داخل الاتحاد أو في البرلمان و الحكومة.
وصل إلى منصب الكاتب الأول للاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية بعد رحلة ملحمية تختزل عالما من البرغماتية و الحرب المستمرة كان في بعض الأوقات هو من يشعلها و يزيدها حطبا و زيتا، ليس زيت أركان التي يحب أن تكون فوق طاولة فطوره إلى جانب الزيتون الأسود و العسل و الخبز البلدي و الشاي الأخضر المنعنع الذي يشتريه من السويقة الشعبية القريبة من محل سكناه ،هكذا صرح ليقول هو كذلك انه من الشعب و ابن هذا الشعب و لابد من تسلق السلالم من اجل رفاهة هذا الشعب و بالتالي يكون خطابه هو أيضا شعبويا يدغدغ عواطف أبناء الشعب .إنه ابن التنظيم و الخلايا منذ صغره و تدرج داخل هياكل الحزب،وحسب مقاييس معينة دعم اليازغي ضد عبد الرحمان اليوسفي على منصب الكتابة الأولى، حسب تصريح يقول فيه:" أمر طبيعي أن أساند اليازغي ضد اليوسفي أما عبد الرحمان اليوسفي فلم أكن أعرفه لأنه كان في المنفى" لينقلب موقفه عندما يقول:" وجب القول إنني كنت أيضا من "الناس ديال اليوسفي" لما أصبح كاتبا أولا للحزب حسب مبرر انضباطه للشرعية.فهو يحمل محمد اليازغي في 2007 المسؤولية المباشرة عن ضعف حجم حضور الحزب في الحكومة كما حمل عبد الرحمان اليوسفي مسؤولية إخفاق 2003 و ها قد جاء دوره للمسؤولية و من ثم للمساءلة. أن و سوف نرى الى أي حد سيكون صدره رحبا بالنقد فهو الدي يقول بان الذي يعمل هو من يُنتقد.
أزاح ادريس لشكر كما فعل حميد شباط بطريقته و أدواته في الجراحة أسماء قيادية وازنة في الاتحاد من ضمنهم علي بوعبيد الذي استقال و استشاط الحبابي غضبا و الزايدي المنافس الأول اتهم لشكر بالشعبوية في حين أن الأشعري و عجول و بعض القيادات إلى جانب أطر أخرى انتفضت ضد تزعم لشكر للحزب.فإلى أي حد سوف تتأكد داخل حزب له جولاته و رموزه و أخطاؤه و مواقفه الوطنية ،تتأكد ما أطلق عليه الكاتب الأول الجديد الحاجة إلى “قيادة جريئة وغير مجاملة”وتؤسس حسب ما صرح به لمرحلة يكون شعارها “استعادة المبادرة” و تحافظ على وحدة الحزب من زلزال الانشقاق الذي لن تتحمله الدولة و الحزب.و ها هو الآن يخلق جبهة حرب و يحدد العدو من أجل بث الروح في حزب عرف تداعيات و سيفتح جبهة ثقافية ضد التيار الرجعي في المغرب.و نتساءل هنا أي مدى سوف يصل إليه الرقم التنظيمي الأول داخل حزب الوردة في تقعيد شروط جديدة للعبة السياسية بالحزب و البلاد ؟
فكما أن شباط ابن التنظيم داخل حزب الاستقلال فان لشكر تدرج في تنظيمات موازية لحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية فهما من أبناء حزبيهما و ليس وافدين و هما يمارسان ما درجا عليه في ربطهما للعلاقات التي يرونها تخدم طموحيهما. و قبل انتهاء السنة كان رد حزب العدالة و التنمية آتيا من انتخابات مراكش وطنجة الجزئية، فقد اكتسح حزب العدالة والتنمية الانتخابات الجزئية بدائرة انزكان أيت ملول، التي جرت يوم الخميس 20 من دجنبر 2012، بفوزه بالمقعد المتنافس عليه بأغلبية أصوات الدائرة. حيث حصد مرشح لائحة حزب العدالة والتنمية المرتبة الأولى بــ 17751 صوت، فيما حل مرشح لائحة الميزان في المرتبة الثانية ب 7378 صوت، ولائحة حزب الإتحاد الاشتراكي المرتبة الرابعة بــــ 759 صوت. إنها فوارق شاسعة فهل القيادات الجديدة داخل الحزبين العريقين متفهمة لانشغالات المواطن المغربي و ماذا يريد؟ فهاهو اليوم كما البارحة يعطي أصواته لحزب المصباح فماذا عساه فاعل بها ؟

 +شخصيات غابت بعدما أثرت و تأثرت
"ماما آسية".. المدافعة بشاعرية عن أطفال السجون



آسية الوديع الأسفي انصرفت إلى بعث الآمال في قلوب و عقول من انحصرت أحلامهم و أُجهِضَتْ حياتهم و تعطلت ساعة طموحهم،ماما آسية كما كان نزلاء السجن ينادونها اعتبرت مهمتها مقدسة في اعتبار السجن يمكن أن يكون طريق جيد لتصحيح المسار و إعادة الأمل و المعنى الحقيقي للحياة.انتقلت من مهنة القضاء إلى القضاء على الحيف الذي لحق الأحداث و دائما ما كانت مدافعة بلا هوادة عن أطفال أصبح عالمهم داخل جدران السجون وما وراء القضبان إنها الجينات التي ورثتها من أبوين عرف عنهما الدفاع عن قيم وطنية و إنسانية .و ها هي تلتحق بهما بعد صراع مستميت مع المرض الذي أنهكها و أماتها لكنها دخلت القلوب و استوطنت بها و بهذا يتحقق الخلود بالحب و الصدق و الاستماتة في الدفاع عن ما تؤمن به.

عبد السلام ياسين.. عمر طويل و انشغالات كثيرة

المرشد عبد السلام ياسين انتقل إلى عفو الله بعد 87 سنة جال خلال أكثر من نصفها بين أقطار التربية و التعليم إلى طلب النصيحة و الخلاص في الزاوية القادرية ليستقل برأيه بعدما رأى في نفسه انه أهل لتقديم النصيحة و مباشرة مشروع دعوي و إصلاحي، توفي بمضاعفات نزلة برد بعدما ملأ الدنيا المغربية جدلا حول شخصيته و مواقفه السياسية استطاع من خلالها أن يبصم في تاريخ الحركة الإسلامية كمربّ ومنظر وقد خلّف وراءه إرثا كبيرا وجماعة كبيرة ظل واقفا في مكانه وظل ثابتا على مواقفه ولم يبدل تبديلا. أرسلته رسالة نصح بعنوان "الإسلام أو الطوفان" إلى مستشفى الأمراض العقلية وقد حضر تشييع جنازته مئات الآلاف من الناس، تتقدمهم شخصيات سياسية وعلمية من المجتمع المغربي قطاع التربية والتعليم، اعتبر رجل حوار رغم صلابة مواقفه احتفظ برمزيته و بلقب المرشد من بعد وفاته عندما انتخبت جماعته العدل و الإحسان محمد العبادي الشخص الذي قال فيه عبد السلام ياسين بأنه ولي من أولياء الله الكُمَّلْ كأمين عام للجماعة.إنه سؤال المستقبل الذي صاغه هذا الموقف القائل بان الجماعة ستحافظ على خطها السلمي و غير العنيف و التزامها بمنهج المرشد عبد السلام ياسين