كأننا لسنا من هذا الشعب. كأننا صهيونيون في عيون أهل غزة أو أمة حزب الله. أو كأننا فرنسيون عند أهل مقاومة الاستعمار أيام زمان. يكفي أن تقول كلمة، أو تعبر عن رأي، حتى تنهال عليها جحافل السب، والتخوين، والتهكم، والاستهزاء، والسخرية…
كأننا غرباء عن هذا الوطن. لا يحق لنا أن نتكلم. وحدهم لهم الكلمة. وحدهم معهم الحق. بميزانهم فقط علينا أن ننظر إلى ما يحدث، فينا ومعنا وبيننا وعندنا. هم فقط يمثلون الشعب الحقيقي، ونحن شعب مزور، ندعي المغربية ونحن منها، أو هي منا، براء.
رجل الأمن ظالم دوما. الدركي تنين. الوزير لص. البرلماني مصاص دماء. الأستاذ متحرش ومغتصب. الطبيب وحش. الدولة فاسدة ظالمة جائرة لا قلب لها… أما العاطل الذي يحتج في الرباط، ويهدد بإحراق نفسه، ويعرق الترامواي، فهو الضحية، والمواطن الذي يحتج بإحراق المحلات ورشق القوات العمومية بالحجارة ضحية، والشاب الذي يسب الأمن ضحية، واللص الذي يسرق ضحية، وكل من يقول لا، عن حق أو تعسفا، لـ”المخزن”، لا يأتيه الباطل أبدا.
ما يحدث في مراكش، وما حدث قبل سنة في تازة، وما حدث قبل شهور في بني بوعياش، يجعل السؤال مشروعا: هل المواطن دوما على حق؟
للأسف لا.