سؤال وجيه، يتطلب إجابة صريحة، فهل من مجيب؟
إنه: "من يتزعم حركة 20 فبراير؟
لقد احتار الناس فيمن يحرك هذه الحركة؟ وكيف؟ وإلى أين يسير بها؟
فمن جهة التأسيس، من منا لا يذكر سعيد بنجبلي، ذلك المقدام الذي توارى عن الأنظار، بعد أن بدا له أن الأمور ما هكذا كان ينبغي أن تدار، فطلب السلة بلا عنب، وما عادت له في القضية آثار... ولعله أخذ بنصيحتي له يوم علقت عليه في بعض مقالاته المثيرة راجيا منه أن يعرض نفسه على أخصائي في الأمراض النفسية، لأن ما كان يطرحه مثير فعلا وغريب الأطوار من خلال مساره الدراسي وما رافقه من تعثرات في التفوق، وتخبطات في "النضال" الجامعي إلى أن حط الرحال في مهنة التدوين... حيث قفز منها على تمثيل دور زعيم حركة 20 فبراير على الفايسبوك برؤية لا تمت للواقعية ولااللموضوعية ولا الإستراتيجية في التغيير بصلة...وإنما كانت أقرب إلى التهور إن لم يكن هو بعينه صوتا وصورة، قلبا وقالبا...
خليط من أمثال صاحبنا، لكل منهم مأربه في القضية، تفاعلوا مع المحيط العربي الذي عرف حراكا ثوريا له ما يبرره لديهم في تونس ومصر آنذاك، فتلقفته أفئدتهم، وتشربته أنفسهم، ثم فكروا وقدروا، أن اغدوا على مغربكم، صما وعميانا، فهتفوا كما هتف أولائك، وتظاهروا، وتسابقوا على وسائل الإعلام متظاهرين يبغون شهرة توهب وما هم لها بمكتسبين، وبخطاب غير مبين، ومطالب هم عليها قافزين اختطافا للبطولة كلاعبين احتياطيين في كرة القدم يدخل أحدهم في الدقائق الأخيرة يسجل هدفا فتسلط به عليه الأضواء، والفارق كبير، لأن اللاعب معتمد لدى الفريق أصلا، ولا ينقص من قيمته كونه احتياطيا، بينما أصحابنا الفبرايريون فسيفساء لا يجمعهم ما يمكن اعتباره مصلحة عامة، ولذلك انتفض المواطنون من حولهم، ولم بولوهم أي اهتمام، بل قاوموا مسعاهم ولا يزالون، لكونهم قاصرين عن أداء دور المدافعين عن حقوق الشعب حقيقة، ولعلمهم بكراكيزيتهم وبهلوانيتهم المنتهية بإسدال الستار وانطفاء الأضواء أضواء المسرحية رديئة الإخراج لانعدام المخرج أصلا... "من الخيمة خرج مائلا" كاللقيط مجهول النسب تماما. وإلا فمن يجيب عن سؤال مطروح ومعلق في الهواء والذي لا يميل مع الأسف الشديد حيث مالت وتميل رياح أغلبية المغاربة يدا في يد نحو مستقبل أفضل.
سعيد بورجيع