سارع أنس الحلوي ( نائب رئيس لجنة الإعلام بـ "اللجنة المشتركة للدفاع عن المعتقلين الإسلاميين")، مباشرة بعد تفكيك خلية إرهابية بفاس إلى التصريح أن المتهمين : "لم يكن لهم أي نشاط مشبوه"، وكأنه كان يراقب حركاتهم وسكناتهم وعلى إطلاع بكل تفاصيل حياتهم اليومية، حتى عندما يخلو كل واحد منهم إلى جهاز الكمبيوتر للتواصل مع الجزائري زعيم الخلية المختصة في استقطاب شباب مغاربة متشبعين بالفكر الجهادي بهدف تجنيدهم وتمكينهم من التسلل إلى معاقل تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي.
وما يثير الاستغراب أن هذا الشخص أي أنس الجلوي لم ينبس بكلمة واحدة حين ادعت زوجته تعرضها للاختطاف، وحين قررت مقاضاته لأنه رفض أن يتمم معها إجراءات الزواج، بعد أن قضى منها وطره، وحين أصدرت بيانا تتراجع فيه عن قرارها بعد أن وعدها خيرا، والتزم بالخروج من الزواج العرفي والدخول في النكاح الشرعي.
والسؤال هو ما الذي جعل أنس الحلوي لا يستطيع صبرا، ويسعى إلى درئ التهمة عن أفراد الخلية الست، الموجودين بمقر الفرقة الوطنية للشرطة القضائية للتحقيق معهم؟
الجواب بسيط، هو أن من بين أفراد الخلية معتقل إسلامي سابق، ويتعلق الأمر بعبد الإله الرضواني، الذي سبق أن أدين بثلاث سنوات سجنا نافذا بعد ترحيله من الجزائر حين كان يسعى للالتحاق بمعسكرات ما كان يسمى سابقا بـ "الجماعة السلفية للدعوة والقتال" التي غيرت اسمها لاحقا إلى "تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي"، وكذا زكرياء الزهور الكاتب المحلي لفرع فاس لـ "اللجنة المشتركة للدفاع عن المعتقلين الإسلاميين"، وخالد الحميدي، مسؤول فرع الشعارات بالفرع، بالإضافة إلى رضوان حروش (سائق طاكسي)، وكلهم ينحدرون من حي بنسودة الذي يشبه في كثير من تفاصيله حي سيدي مومن بالدارالبيضاء، الذي خرجت منه فلول إرهابيي 16 ماي 2003.
وبما أن هذه اللجنة تدافع عن معتقلين اقترفوا أفعالا مادية ملموسة، وخططوا للقيام بأعمال إرهابية أو حرضوا على ذلك، وشكلوا خلايا إرهابية كانت تخطط لإثارة الفتنة، فمن الطبيعي أن يكون من بين أعضائها من يحمل نفس التفكير، وهذا هو ما حدث في هذه الحالة...حيث كان أفراد الخلية ينشطون في مجال الاستقطاب بتنسيق مع أحد عناصرها المتطرفة الذي ينشط بالجزائر من أجل تسهيل عملية تسللهم إلى الجاري الشرقي عبر الحدود المغربية الجزائرية قبل إلحاقهم بمعسكرات تنظيم القاعدة في بلاد الغرب الإسلامي.
رشيد الانباري.