طرح غياب الفاعلين والمقربين عائليا من عبد السلام ياسين عن المسؤوليات، في عهد الامين العام الجديد للجماعة، عدة استفسارات سار بعضها في اتجاه القول بالاقصاء او بداية عهد جديد داخل العدل والإحسان يمنع تحمل المسؤولية من باب القرب الاسري من المرشد او غيره.
ولعل اهم ما يمكن ان يستشفه المتتبع لجماعة العدل والإحسان ما بعد ياسين، هو الغياب الكلي لبعض الوجوه التي لمع بريقها السياسي في اكثر من مناسبة، كما هو الشأن مع ندية ياسين، التي كثيرا ما كانت دائمة التحرك في هذا الاتجاه او ذاك الى درجة كانت تغضب اصحاب القرار الاعلامي والسياسي في عهد والدها الذي اهّلها لكي تكون على رأس تنظيم يطلق عليه اسم "الأخوات الزائرات"، وهو تنظيم مستقل ماليا وإداريا عن جماعة العدل والإحسان ولا يخضع للمراقبة او المحاسبة، كما انه تنظيم كان من اقتراح عبد السلام ذاته.
و من مهام هذا التنظيم الموازي التواصل وتأطير الاخوات والقيام بزيارات خاصة للتنظيمات الموازية للجماعة، كما ان ماليته مستقلة ولا تخضع لمراقبة الجهة المسؤولة على القطاع المالي بنفس التنظيم.
واشارت بعض المصدر في تعليق على الموضوع ان ندية ياسين مبدئيا لم تكن مؤهلة لاحتلال المنصب لكونها لم تتدرج في اسلاك الجماعة وليست بخريجة مدرسة العدل والإحسان، وإنما احتلت الموقع بإيعاز من والدها وقوة شخصيتها. بيد ان تنظيم "الاخوات الزائرات" سرعان ما سيتم الحاقه بجماعة العدل والإحسان باقتراح من فتح الله ارسلان الناطق الرسمي للجماعة، الذي كان كثيرا ما يتضايق من تصريحات كريمة عبد السلام ياسين لوسائل الاعلام، على اعتبار انه المخول للحديث عنها انطلاقا من منصبه كناطق رسمي للجماعة، ما دفع ندية ياسين الى تقديم استقالتها، لتتوارى عن الانظار بمعية المقربين من عائلة ياسين، وهو ما لوحظ في انتخاب خلف لأبيها، وان كان زوجها قلل من ذلك واعتبر انشغالات العائلة بالمعزين سببا في الغياب، فيما لم تعط ندية جوابا مقنعا لغيابها في الدوائر الرسمية للجماعة، وبذلك تكون جماعة العدل والاحسان قد اثثت لحاضر ومستبقل الجماعة من خلال الكفاءة والتدرج في مسالكها بدل تحمل المسؤولية من باب الانتساب والتقرب من شخصيات وازنة فيها.
تلكسبريس