رفع محمد العبادي، الأمين العام الجديد لجماعة العدل والإحسان، ثلاث لاءات: لا للعنف، لا للسرية، لا للتبعية للخارج، وهي شعارات طالما لوّحت بها الجماعة في إطار سياسة"التقية"، إلا أن الممارسة اليومية والواقع يكذبها جميعا.
لا يحتاج المرء إلى كثير جهد من أجل إثبات هذه الحقيقة.
ماذا تسمي العدل والإحسان العنف الذين يمارسه طلبة الجماعة منذ بداية التسعينيات داخل الحرم الجامعي، والذي طال هذه السنة استاذين اثنين لعلم الاجتماع بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بمكناس، ومن قتل الطالب القاعدي المعطي بومليل بجامعة وجدة، واستحقوا عليه حكما بـ20 سنة سجنا نافذا، أليسوا 14 من أتباعها؟
إلى أي فصيل تنتمي"الملشيات" التي تزرع الرعب في الجامعات، وتمنع كل الأنشطة التي تمت للفن والإبداع بصلة، بالعصي والحجارة والقطبان الحديدية والسكاكين إن اقتضى الحال؟ من يستولي على تعاضديات الطلبة؟ و من سطا على اسم الاتحاد الوطني لطلبة المغرب ليستعمله كواجهة؟
ولماذا يحرص أنصار الجماعة على ممارسة رياضة تكوين الأجسام ورياضات فنون الحرب، ولماذا يمتلكون قاعات رياضية تفتح أبوابها مباشرة بعد صلاة الفجر؟ ألا يكفي الكثير من المشي والقليل من حركات الرشاقة لصيانة الجسم من الأمراض عوض الإصرار على فتل العضلات؟ ألا يعني ذلك أنهم يستعدون لمواجهة (ما) لمعركة أو حرب أو احتلال حرم جامعي ليس بقوة الإقناع بل بقوة الأذرع والسيقان؟
وماذا تسمي العدل والإحسان الاجتماعات التي تعقد في البيوت، التي حولتها إلى مقرات، تحت يافطة الوعظ والإرشاد، بالرغم من أنها جماعة محظورة، وأن عقد الاجتماعات يقتضي الإخبار بذلك على الأقل كما تنص على ذلك القوانين الجاري بها العمل؟
ألا تكتسي هذه الاجتماعات طابع السرية؟
لماذا ترفض الجماعة أن تخالط باقي المواطنين في الشواطئ، وتسعى إلى إقامة مخيمات خاصة بها، ما لم تكن لها أسرار تريد أن تحميها؟
لماذا انعقد مجلس الشورى في سرية تامة لم يعلم بها أحد، ولم تعمد العدل والإحسان للإعلان لمريديها وأتباعها أنها ستعقد مؤتمرا لانتخاب خلف للراحل عبدالسلام ياسين، كما تفعل كل الأحزاب والنقابات والجمعيات والجماعات والحركات، التي تُنشد العمل في وضوح تام؟ فكان من نتائج ذلك تبرؤ حركة أشبال العدل والإحسان لنصرة الصحبة، في بيان لها، من القيادة الجديدة، التي تم تهريب انتخابها عن أعين الأتباع.
وماذا تسمي الجماعة العلاقات " المتميزة" التي تربطها بسفارة الولايات المتحدة الأمريكية بالرباط، واللقاءات التي تجمع فتح الله أرسلان ومريده حسن بناجح باستمرار بالسيد السفير؟
و بماذا تُبرر إطلاق لقب "الإمام" على الراحل عبدالسلام ياسين، أليس في ذلك تيمن بملالي إيران وأئمة الحوزات الشيعية؟
لماذا عمدت الجماعة إلى طلاء صفحة موقعها بالسواد، مع صورة مميزة للمرحوم كتبت من تحتها عبارة " الإمام المجدد..." و لسنا نعلم و الله، ماذا عسى لرجل قضى أن يجدد، و قد انتقلت روحه عند الله سبحانه وتعالى، ما عدا إذا كانت المشيخة تؤمن بنظرية " الحلول"، ونحن لا نشك في ذلك ، متوقعة في كل لحظة وحين، أن تسكن روحه في قلب جسد آخر ، حتى يتمكن من استكمال دعوته الدينية و نشره للمعروف و الموعظة الحسنة و انتظار قومته الموعودة.