موحى الأطلسي.
بمجرد انتخابه أمينا لجماعة العدل والاحسان، قال محمد عبادي إنه ليس أهلا لمنصبه الجديد "لأن أدنى أخ أو أخت في الجماعة يمكن أن يسير دولة وليس حركة، وأن رئيس أكبر دولة لا يصلح لأن يكون حارس عمارة في الدولة التي ننشدها".
قول الامين العام هذا يطرح مجموعة من الاسئلة ترتبط أولا بشخص العبادي وبأعضاء الجماعة ثانيا وطبيعة الدولة التي ينشدها اعضاء العدل والاحسان.
العبادي المسكين الأمي الجاهل حتى بأمور أسرته الصغيرة المتفككة، يريد أن يشغل "بارك أوباما" رئيس الولايات المتحدة الأمريكية، حارس عمارة في الدولة التي ينشدها في "مخيخه"، ويريد أن يعين "ميركل" رئيسة دولة ألمانيا، حارسة سيارات دولة الجماعة، ولن ينسى طبعا صديقه " نجاد" رئيس الجمهورية الإيرانية في تشغيله ماسح أحذية الأمين العام الجديد، ناهيك عن "هولاند" رئيس الجمهورية الفرنسية الذي يمكن أن تكلفه الجماعة بمهمة كنس سلاليم العمارة من الأوساخ التي تخلفها جحافل الجماعة.
والله إنها اقصى درجات الحمق " والضرب بالحجر" هذا الذي اصبحنا نعيشه في المغرب، فالعبادي رجل فاشل، وتافه، ويمكن أن نضيف بأنه قليل الحياء، عندما يمد يده على أسياده الذين كدوا وجاهدوا وثابروا وتعلموا، وكابدوا الصعاب من أجل مناصب عليا يمد يده المتسخة عليهم لينزلهم الى منزلة "عساس"، ولكن المخيخ الذي تعشش فيه المهن البسيطة مثل عساس لن تنمحي منها أبدا.
بالنسبة لشخص الامين العام الجديد(أو الاول لأن الجماعة استحدثته اول مرة) فهو ينم عن مكر ويخفي بعض الغرور الذي يعتري شخص العبادي، إذ كيف القول بعدم اهليته لمنصبه الجديد والقول في نفس الوقت بان ادنى أخ أو أخت في الجماعة يمكن أن يسير دولة؟ هذه اللبس يتبدد إذا علمنا ان العبادي الذي ليس له من انتاج فكري وعلمي(بالمفهوم الديني) ما يذكر كان يطمح إلى اكثر من أن يكون مجرد امين عام للجماعة أي أنه كان يحلم بأن يكون مرشدا عاما للجماعة شأنه شأن مؤسس الجماعة عبد السلام ياسين، إلا ان ظنه خاب في ذلك واعتبره البلاغ الصحفي مجرد "داعية" و"مجاهد"، وإن كان يكتنف هذه العبارات كثير من الغموض، إذ الجهاد ضد من وفي سبيل ماذا؟ والدعوة لأي شئ؟.
يمكن القول ان العبادي يتحدث عن مدينة فاضلة او يوتوبيا لا يمكن ان تتحقق إلا على يد الجماعة التي لم تستطع حتى الاعلان عن برنامج سياسي لها وكذا انتاج شخصية اخرى يمكنها ان تعوض عبد السلام ياسين بخصائصها الكاريوماتية، والتي لا يمتلكها العبادي الذي يجب ان يكتفي بدرجة او رتبة الامين العام للجماعة ويتفرغ لأصلاح طاقم اسنانه عوض التنظير لمواصفات الدولة ورئيسها..
أما المسألة الثانية، التي ينم عنها كلام "الداعية المجاهد"، فيتمثل في تنزيه أعضاء الجماعة وجعلهم كائنات فوق العادة، بحيث ان رئيس أكبر دولة لا يصلح لأن يكون حارس عمارة في الدولة التي ننشدها، وهو قول فيه الكثير من المبالغة إذ أنه يرفع من أعضاء الجماعة إلى درجة كائنات خرافية او ما تلك التي تظهر في افلام الخيال العلمي من "سوبر مان" و"سبايدرمان" و"ايرون مان" و"باث مان"... وفي المقابل فهو يحط من درجة سائر البشر والكائنات الانسانية الاخرى..
الشعب المغربي المسكين، قدره أن يعيش حقبة أخرى من حقب الحياة مع شيخ أحمق أكثر بكثير من سالفه ياسين، وسوف نرى الأحلام والخرافات مستقبلا بالأطنان، وربما تعلن الجماعة في قريب الأيام عن تعيين الأمين العام للأمم المتحدة "بان كيمون" سائقا خاصا للشيخ العبادي، وتكون السيارة هي البوراق، والناس تصبح لها أجنحة تطير بها، والشيخ العبادي يسبح في السماء، تماما كما في قصص "سيف دو يزن" والله يلعن لي مايحشم اسي العبادي.