غرف علي أنوزلا، من قدرته اللغوية في ممارسة السب والقذف في شخصي، وهو يبدو أشد حرصا على عدم تفويت أية فرصة لنفث سمومه، واختار هذه المرة أن يقذف شخصي على موقعه الإخباري بصفة «البلطجي» وهي تسمية أضحت مقرونة على كل حال بما أفرزته التطورات السياسية التي هزت أنظمة سياسية شمولية.
وأنا متيقن أن علي أنوزلا يستخدم موقعه الإخباري البئيس لتصفية حسابات خاصة بل وحتى لممارسة الإرهاب الفكري، وأنوزلا يدرك جيدا والذين يستخدمون أنوزلا وأمثاله يدركون جيدا ويعرفون حق المعرفة أن أسلوب التصفية والترهيب لا يفيد نهائيا معنا، بل بالعكس من ذلك إن هذا الأسلوب يزيدنا حماسا في مواجهة كافة التحديات.
علي أنوزلا يتحدث عن البلطجية، عجيب وغريب جدا، وكنت أعتقد أن آخر شخص يمكنه أن يتحدث عن «البلطجة» هو علي أنوزلا بالتحديد، لأنه يدرك ويعلم جيدا أن «البلطجة» نوعان، الأول يعتمد على العنف بواسطة استئجار دروع وعضلات أشخاص معينين، وهم بذلك يسدون خدمات مقابل الدفع، وهذه الحالة لا تنطبق عما حدث في إمنتانوت، أما النوع الثاني فيتجسد في «البلطجة» السياسية وهي تتوزع بين أشكال وتصنيفات، ويهمنا أن نتحدث في هذا الصدد عن صنف معين، ويتعلق بأشخاص يتطوعون لكراء أقلامهم ويعرضون خدماتهم السياسية لمن يدفع أكثر، والمثير في هذا الصنف، أنه يسدي الخدمات لمن يدفع أكثر، ولا حرج عنده في أن يسب ويلعن من دفع له بالأمس لأنه وجد من يدفع له أكثر اليوم، وهذا الصنف له قدرة كبيرة على ترهيب الناس فكريا وسياسيا وإعلاميا، ليضمن ابتعاد الناس عنه، ويصبح الجميع ينشد اتقاء شره.
أنوزلا من هذا النوع تحديدا، وسنظل نذكر بماضيه الحافل بالإنجازات في هذا الصدد، إذ لا حرج عنده أن يشتغل مع وكالة أنباء معمر القذافي ويحصل من القذافي على حفنة من الدولارات شهريا، وما أن يضمن حفنة دولارات أخرى من إذاعة سوا الأمريكية حتى ينقلب على نظام القذافي الذي هو، من بقاياه، وما أن يحصل على مصدر آخر للدولارات حتى ينقلب على البنتاغون الأمريكي الذي كان يشتغل لفائدته مادامت إذاعة سوا تابعة للبنتاغون.
أنوزلا اغترف دولارات من الصحافة الخضراء، وما أن ضمن مصدراً آخر حتى ركب موجة الحراك العربي يلعن الأنظمة الخليجية الرجعية التي كان بالأمس القريب يتعيش منها.
هذا أخطر أصناف «البلطجة» تجليا، وهذا أخطر أنواع «البشمركة» بلغة الأشقاء في العراق، وهذا أخطر شكل من أشكال «الشبيحة» بلغة الأشقاء في سوريا.
أرأيت يا أنوزلا أنك لا تخيف أحدا، لأن نوع «البلطجة» الذي تمارسه لم ينفع القذافي صاحب الفضل عليك.