شرعت جماعة العدل والإحسان للترويج لمجموعة من المفاهيم والمعاني التي تقصد منها رفع عبد السلام ياسين، المؤسس والمرشد العام، مقامات عليا، وكان أن روجت عنه مجموعة من الرؤى بعد وفاته، في يوم التحاقه بالرفيق الأعلى قالت الجماعة إن الشيخ ودع جميع أعضاء الجماعة واحد واحدا وفي العيان وليس في المنام، واليوم يروون منامات تقول إنهم شاهدوه يركب البراق التي ركبها النبي صلى الله عليه وسلم في رحلة الإسراء من المدينة المنورة إلى المسجد الأقصى، كما رأوه يطوف بالكعبة لوحده. وهي رؤية على مقاس أولاد الجماعة حيث سبق أن رووا منامة تقول إنهم شاهدوا عبد السلام ياسين يتبع النبي صلى الله عليه وسلم في شاطئ من شواطئ المغرب وأينما وضع النبي رجله يضعها عبد السلام ياسين، في محاولة لإضفاء طابع الصواب والقداسة على المنهاج النبوي وأنه على خطى النبي صلى الله عليه وسلم. ومن باب الغلو في شيخ الجماعة أن القيادة قررت تنظيم دوريات حراسة على قبره كما أنجزت بناء كراسي حجرية جنب قبره حتى يتسنى لمن يزوره أن يجد المكان المريح للتبرك بالشيخ. وكي تضع الجماعة كل خرافة التقديس في قالب واحد أطلقت على عبد السلام ياسين لقب الإمام، وهو مفهوم قرآني ليس من اليسير إدراكه فإبراهيم الخليل جعله الله إماما بعد أن نال النبوة والرسالة، ويعتبر الشيعة الأئمة الاثنى عشر معصومين ويقومون مقام النبي في التبليغ إلا أنهم ليسوا أنبياء، كما أطلق علماء أهل السنة والجماعة لقب الإمام على المجتهدين من مؤسسي المذاهب الإسلامية ونالوا هذا اللقب نظرا لوصولهم إلى درجة الاجتهاد، وأطلق هذا اللقب على بعض أقطاب الصوفية الذين جمعوا بين العلم والورع والتقوى والتربية. فلماذا تسعى جماعة العدل والإحسان إلى أن تجعل من ياسين إماما؟ فعبد السلام ياسين يمكن تصنيفه كمثقف إسلامي لكن من غير المعقول نعته بالفقيه والمجدد والإمام وهي درجات ينالها بعض الأشخاص الذين أثبتوا باعهم في تجديد الدين في مناحي كثيرة وهو ما لم يثبت على عبد السلام ياسين. لكن الجماعة تريد أن تجعل منه رمزا تتاجر به كما تاجرت بأسماء الطلبة الذين قتلوا في الأحداث الجامعية في بداية التسعينيات وجعلت منهم شهداء الجماعة رغم أنهم لم ينتموا إليها بتاتا. وفي كل هذه المحاولات رغبة في التشبه بنظام الملالي في إيران الذي تزعمه الإمام الخميني الذي غالى فيه أتباعه بشكل كبير.