ناشدت سورية على لسان وزارة خارجيتها الأمم المتحدة وأمينها العام بان كي مون بمطالبة الدول التي دعمت المجموعات المسلحة وشجعتها على اقتحام مخيم اليرموك لإجبارها على الخروج من المخيم فورا حفاظا على حياة اللاجئين الفلسطينيين. واتهمت “الإرهابيين” بالهجوم على المخيم محملة اياهم مسؤولية تهجير الفلسطينيين منه.
وأكدت الخارجية السورية في رسالتين متطابقتين وجهتهما يوم الخميس 20 ديسمبر/كانون الاول الى رئيس مجلس الأمن الدولي والأمين العام للأمم المتحدة حول ما يجري في مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين بدمشق انه “منذ بداية الأزمة في سورية قامت بعض الدول والمنظمات المعروفة بعدائها لسورية ونهجها السياسي بقلب الحقائق وتشويه ما يجري في سورية من احداث مأساوية، وحملت هذه الدول والأطراف زورا وبهتانا الحكومة السورية مسؤولية ذلك، مدعومة من أوساط إعلامية عميلة لها ساهمت في تضليل الرأي العام العالمي وتشويه حقيقة ما يجري في سورية”.
وقالت الوزارة انه “لم يكن مفاجئا بالنسبة لسورية ان تتخذ هذه الأطراف مواقف مقلوبة إزاء الوضع الطارئ الذي مر به مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين خلال الأيام القليلة الماضية اثر هجوم قامت به جبهة النصرة ومن يدعمها من المجموعات الإرهابية الاخرى على المخيم اسفر عن كارثة تمثلت في تهجير آخر للاجئين الفلسطينيين الابرياء”.
واضافت ان “سورية تدين كل من سمح لنفسه بتوجيه أصابع الاتهام إليها وتحمله مسؤولية هذه الكارثة التي قامت بها المجموعات الإرهابية، وتوضح انها التزمت طيلة عشرات السنوات منذ نكبة الشعب الفلسطيني باستضافة اللاجئين الفلسطينيين على أرضها وتعاملت معهم كأبنائها واعطتهم كل الامتيازات التي يتمتع بها المواطن السوري.”
واشارت الى ان “سورية تعاملت مع وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين الأونرا بايجابية مطلقة ودون قيد او شرط على نشاطها، تشهد عليها سجلات الأونروا وجميع مسؤوليها في سورية وخارجها”.
ونوهت الخارجية بأن “سورية حافظت خلال هذه الفترة، على الرغم من الصعوبات التي مرت بها، على اتصالات دائمة مع مختلف الفعاليات السياسية الفلسطينية الرسمية وغير الرسمية داخل وخارج المخيم بهدف عدم زج الاشقاء الفلسطينيين بما يجري في سورية وابعادا لهم عن يد الغدر الإرهابية التي عملت على توريطهم في الاحداث منذ بدايتها ولاسباب لا تخفى على احد”.
وتابعت “كما بادرت سورية بالتعاون مع المؤسسات الفلسطينية والدولية الى تقديم كل المساعدات والتسهيلات المطلوبة للتخفيف من حدة معاناة اللاجئين الفلسطينيين التي نتجت عن احتلال جبهة النصرة وحلفائها مما يسمى بـ”الجيش الحر” لمخيم اليرموك”.
وختمت الوزارة السورية رسالتيها بالتأكيد على ان “سورية تناشد الأمم المتحدة وأمينها العام مطالبة الدول التي دعمت المجموعات الإرهابية المسلحة وشجعتها على احتلال مخيم اليرموك لغايات باتت معروفة لإجبارها على الخروج من المخيم فورا ، حفاظا على حياة اللاجئين الفلسطينيين ولمنع القتل والدمار الذي تنشره هذه المجموعات الإرهابية أينما حلت، بدلا من اعتماد الدعاية الرخيصة على حساب دم الشعب الفلسطيني ومعاناته، لأن الإرهابيين هم الذين هاجموا المخيم وهم الذين هجروا اللاجئين الفلسطينيين، وهم من يتحمل المسؤولية عن هذه الجريمة”.