بعدما كان يُلقب بـ "الشيخ" و "المرشد" و " الأستاذ"، وهي ألقاب كان أكثرها تداولا والتصاقا به لقب "الشيخ" لقرب اللفظة من الوجدان المغربي، وتداولها على نطاق واسع، أسبل الموقع الرسمي لجماعة العدل والإحسان على المرحوم عبدالسلام ياسين بعد وفاته لقب " الإمام" تشبها بـ "الملالي" بإيران ) الملالي عند أهل الشيعة مقابلها الشيوخ عند أهل السنة، والملالي يعني الملة، ويقصد بها الشخص المتدين ...) أو الأئمة كالإمام الخميني، نكاية في ابنته نادية ياسين التي كانت ترفض أن يُطلق على والدها هذا اللقب، وهو ما يكشف أن الجماعة ليست على المذهب المالكي، ولا تسير على سبيل أهل السنة، بل تتبع طريق الشعية، وتدين للأئمة حوزة مدينة قم "المقدسة".
ولعل ما يؤكد هذا التوجه هو :
أولا: اتشاح الموقع الرسمي للجماعة بسواد تتوسطه صورة "الإمام" عبدالسلام ياسين، وهو اللون الذي يُعبر به الشيعة عن الحزن، بل إنه لون راية حزب الله.
ثانيا: استمرار حراسة قبر "الإمام" عبدالسلام ياسين، المرشد العام لجماعة العدل والإحسان الذي فارق الحياة صبيحة الخميس 13 دجنبر2012، و وُري جثمانه الثرى زوال الجمعة بمقبرة الشهداء بالرباط، أي اليوم الموالي، حيث ارتأى مجلس الإرشاد أن ينهض بهذه المهمة خمسة من المريدين يسهرون منذ ليلة الجمعة الماضية إلى اليوم، بالتناوب، على القيام بهذا "الواجب". فكلما غادر فريق حل محله فريق آخر، وهكذا دواليك، والله وحده يعلم متى ستنتهي هذه الحراسة.
فهل يخشى مجلس الإرشاد أن يتم نبش قبر الشيخ واستخراج جثته؟
لا شك أن مجلس الإرشاد لا يريد لجثة الرجل أن تستريح في مثواها الأخير بعد أن سلمت الروح إلى خالقها.
ولا شك أيضا أن الفطام صعب جدا، خاصة وأن الجماعة لن تجد بديلا عن رجل جعل من الدعوة على أساس مبدأ الصحبة مبتغاه في الحياة الدنيا بينما اختار حواريوه أن يحرفوا هذا المبدأ بعد أن وجدوا أن امتطاء ظهر جماعة العدل والإحسان يمكن أن تحقق لهم مأرب أخرى.
رشيد الانباري