لم يكن مستغربا أن يسارع زعيم الانفصاليين، عبدالعزيز المراكشي، إلى تعزية قيادة جماعة العدل والإحسان في وفاة مرشدها عبد ا لسلام ياسين . إن مواقف الطرفين ، جبهة البوليساريو الانفصالية الإرهابية و جماعة ياسين الروحانية، تتقاطع في رفضها لشرعية النظام الملكي و محاولاتها اليائسة لتقويض أركان هذا البلد الأمين واجتثاث جذوره الضاربة في عمق التاريخ و الجغرافيا.
و حينما يقول عبدالعزيز المراكشي في برقية التعزية "إن الصحراويين في كل مكان ليذكرون للأستاذ المرشد عبد السلام ياسين موقفاً شهماً ونبيلاً تجلى في رفضه لما يتعرضون له من ظلم و إهانة وإذلال" ، فانه على علم أن جماعة العدل والإحسان ،و من يسير على منهاجها، انما هي بمثابة طابور خامس يعمل على هدم البيت الذي آمنهم من خوف و أطعمهم من جوع ، في جحود ونكران صارخ للمملكة التي رعتهم في أحضانها وارتووا من مائها الزلال وتشبعوا من طيب أرضها المعطاء.
ولقد كانت الجماعة، عن وعي أو عن غير وعي، تخدم بذلك أجندة المرتزقة الذين لا هم لهم سوى تجزئة تراب المملكة و ضرب تماسك و التحام أبناء الوطن الواحد . و لذلك عزف الانفصاليون على نغمة الاضطهاد المزعوم الذي يتعرض له أتباع الجماعة ، حتى يدغدغوا في دواخلهم ثورة جامحة مصطنعة ضد السلطات الشرعية والمؤسسات الدستورية القائمة ، خاصة حينما يقول المدعو عبد العزيز في نفس البرقية ، أن عبدا لسلام ياسين " ظل حتى آخر يوم من حياته مدافعاً عن الحق، منافحاً عن العدل، مناهضاً للاستبداد والطغيان".
ولا شك أن الفيروس الانفصالي و العدائي لتماسك المملكة فعل فعلته في أوصال مريدي الجماعة اياها ، حيث لم يقو القيادي في مجلس إرشاد العدل والإحسان محمد العبادي ، على تمزيق تعزية المرتزقة، مثلما كانت تتطلب منه ذلك روحه الوطنية الصادقة لو كان يمتلكها هو و أزلامه، بل بلغت الوقاحة بأحد قياديي تلك الجماعة – وما أكثر قياديي الجماعة بعد ياسين- بأن وصف برقية التعزية تلك بأنها " مرتبطة بالجانب الانساني" في محاولة لأن ينزع عنها طابعها السياسي الواضح. و يا سلام على الانسانية حينما تتجسد في شخصية دموية ارهابية يمثلها عبدالعزيز المراكشي الذي أشرف بنفسه على تعذيب المناهضين لمشروعه الانفصالي الأهوج و الأخرق .