مرحبا بكم في موقع أركانة بريس موقع اخباري إلكتروني مغربي .         ناقل الجهل جاهل: الريسوني ماكيفهمش النكليزية وجر معاه الجامعي فالفخ             علم الاقتصاد وعلاقته بالعلوم الاخرى             منهج نحو منظور حداثي لفلسفتنا التربوية للميثاق الوطني للتربية والتكوين             كيف بدأت الحياة على الأرض ومتى بدأت             اختصاصات رئيس الحكومة في القانون المغربي رئيس الحكومة             تعريف نظام الحكم في المملكة المغربية الشريفة             الشباب المغربي.. أرقام صادمة ومستقبل مقلق             صحفية “إسبانيول” تفضح القناة الإسبانية الرابعة وتطعن في مصداقيتها             العلاقة بين التلميذ والأستاذ والإدارة             الرسالة الأكملية في فَضْخِ الكتاني ونصرة الأمازيغية             التاريخ كما ترويه الامكنة :حقائق عن قضية الصحراء المغربية            ريدوان يطلق أغنية عالمية             خطاب الملك محمد السادس التاريخي في افتتاح الدورة التشريعية للبرلمان المغربي 2017            التيجيني يناقش مغربية الصحراء مع الدكتور العدناني - الجزء الأول            القناعة كنز لا يفنى            الدارجة؟؟            تعايش الأديان.            زوجات زوجات.           

  الرئيسية اتصل بنا
صوت وصورة

التاريخ كما ترويه الامكنة :حقائق عن قضية الصحراء المغربية


ريدوان يطلق أغنية عالمية


خطاب الملك محمد السادس التاريخي في افتتاح الدورة التشريعية للبرلمان المغربي 2017


التيجيني يناقش مغربية الصحراء مع الدكتور العدناني - الجزء الأول


الشاب الذي أبهر المغاربة برسمه للملك محمد السادس بطريقة لا تصدق


الخطاب الملكي بمناسبةعيد العرش المجيد


جنازة مهيبة للأسطورة الظلمي


Le Maroc vu du ciel


المغرب الإفريقي


حقيقة ناصر الزفزافي و عمالته للمخابرات العدائية للمغرب

 
اخبار عامة

المقاطعة وديكتاتورية الأغلبية.. ماذا يقول علم النفس الاجتماعي؟


حكاية "حبنا" لهذا الوطن


هواري بومدين لم يقم بالثورة وكان مختبئا في المغرب وكان يكره المجاهدين + فيديو


مضاجعة العُهر لا تحتاج إلى وضوء بل إلى عازل طبي


بركات الجزائرية.. مغربية أيضا


الصحراء مغربية حتى لو بقيت الحدود مغلقة إلى يوم القيامة


"الربيع العربي" يزحف بمعاول التقسيم والتطرف والتمذهب


الجزائر لا وجود لها في تاريخ شمال إفريقيا


أضواء على الحقيقة.. في خطاب الديكتاتور بوتفليقة


"أنتم رجال أشرار"

 
أركان خاصة

حكام الجزائر للشعوب المغاربية : تعالوا للتفرقة وبعدها نفكر في الوحدة


سمير بنيس: الإعلام الدولي تواطأ مع البوليساريو في قضية "محجوبة"


دفع الصائل الارهابي: نحو تدويل النموذج المغربي-2-


دفع الصائل الارهابي: نحو تدويل النموذج المغربي-1-


معارك إمارة المؤمنين ابتدأت


البوليساريو، القاعدة، الجزائر.. ثلاثي يهدد الاستقرار بالمنطقة


بنيس يُشَرح نزاع الصحراء أمام أكاديميي جامعة برينستون الأمريكية


سمير بنيس: جبهة البوليساريو لم يكن لها أي وجود قبل إنشائها من قبل الجزائر وقذافي ليبيا في عام 1973


الملك والصحراء التي قد تضيع!


شيزوفرينيا الجزائر ضد المغرب

 
كتب و قراءات

كتاب"سؤال العنف بين الائتمانية والحوارية" يفكك التطرف بمطرقة النقد الأخلاقي


قراءة في كتاب "الإسلام السياسي في الميزان: حالة المغرب"


السوسيولوجي والباحث محمد الشرقاوي: مفهوم “الشعب الصحراوي” أسطورة اسبانية


رغم رحيله.. الدكتور رشدي فكار يبقى من عمالقة الفكر المعاصر


الفيلسوف طه عبد الرحمن.. نقد للحداثة وتأسيس للأخلاقية الإسلامية


الطاهر بنجلون : الجزائر لها "عُقدة" مع المغرب و هَمُها هو محاربته .


انغلاق النص التشريعي خدعة سياسية وكذب على التاريخ


متى يتحرك المنتظم الدولي لوقف الانتهاكات الجسيمة لحقوق الانسان بتندوف ؟؟


الهوية العاطفية: حول مفهوم الحب كتجربة تعالٍ


طه عبد الرحمن .. من زلزال "روح الدين" إلى تسونامي "بؤس الدَّهرانيَّة"

 
ثقافات ...

الجزء 2..تفاصيل إحدى أكبر عمليات المخابرات في التاريخ التي قادها الرسول (ص)


الجزء الأول..لكل هذا كان الرسول (ص) رجل استخبارات بامتياز!


نحن والجزائر


في ذكرى رحيله..... أجمل 50 مقولة لـ"جلال الدين الرومي"


حتى لا يباع التاريخ المغربي بحفنة من حروف صخرية


حتى لا يتحول الفقه الأمازيغي الاركامي الى فقه حنبلي..


الجزائر وعقدة المغرب


بوحمارة في ورش الظهير البربري


معطيات واضحة تحكم على جبهة البوليساريو بالاندحار والزوال


الخبير الياباني ماتسوموتو :«الجمهورية الصحراوية» مجرد تنظيم اختارتوصيف نفسه بلقب «الجمهورية»

 
ترفيه

كيف وصلتنا "كذبة ابريل" او "سمكة ابريل"


الحاجة أم الإبداع


interdit aux moins de 18 ans


أنواع الأسلحة المنزلية:


أبغض الحلال...

 
ذاكرة

أقوال للحسن الثاني شغلت المغاربة طيلة 38 عاما


“رجع بخفي حنين”


المعلمة.

 
 


في فقه الروكي وسلوك الحلاّج، الشيخ ياسين من القومة إلى الدولة المدنية


أضف المقال إلى :
yahoo Facebook yahoo Twitter Myspace delicious Live Google

أضيف في 20 يوليوز 2011 الساعة 05 : 22


 إن جماعة ياسين تتحرك في صفوف حركة 20 فبراير كي لا يظهر عليها الضعف وفقدان البريق وتقلص النفوذ الجماهيري..

كان الشّيخ قد قضّى سنين من السوداوية السياسية والتّذرع بالتربوية الجماعية قبل أن يفيق الشّارع المغربي على حقيقة أخرى، وهو أنّ شاكيرا في مهرجان موازين استطاعت أن تستنفر في ليلة واحدة جمهورا عريضا فاق أنصار الشيخ المريد. لا أثر لهذا الكيان في السياسة والمجتمع، فهل يخشى إن هو قبل باللعبة السياسية أن يظهر ضعفه في الانتخابات؟ !لم يقولوا لنا إن مشكلتنا هي شخصية وهستيرية مع شخص الملك، كي لا تختلط المطالب التاريخية للشعب مع هذا الهوس الكيدي الذي أفقد الجماعة وضوحها ومصداقيتها. كما لم يقولوا لنا هل يريدونها قومة تهرق فيها دماء الشباب في الشوارع، وإذن لم تدفعون بغيركم إلى الشّارع وأنتم هاهنا قاعدون؟! كما يخشون من المستقبل، لأنّ الأوضاع الجديدة ليست في صالح عزلتهم. فمسألة التمويل مثلا، مازالت مطروحة في غياب الشفافية الكافية في تنظيم يهمّ المستضعفين من أتباعه أن يعرفوا كيف تصرف أموالهم. ومثل هذه الشّفافية تكون أولى في الأزمنة الصّعبة درءا للشبهات. كما أنّه فتحت أمامهم ملفّات تخص سمعة بعض قياداتهم، ليس آخرها ما نقل من أخبار عن السيدة نادية ياسين في وسائل الإعلام. وإذا كان من الممكن أن يلوذ البعض منهم بقياس ما حدث بواقعة الإفك، فإنّه لا غرو أنّ الرّأي العام ينتظر جوابا يرضيه. فحتّى في حادثة الإفك كان لا بدّ أن يتدخّل الوحي لتكذيب الإشاعات ولم يترك الأمر من دون إجابات في مجتمع معنيّ أخلاقا وفضولا بفهم ما يجري. وفي مثل هذه الحالة هل إنّ الجماعة تنتظر نزول آية البراءة من السماء ؟!. إنّ الوضعية السياسية والمالية والأخلاقية التي تفرض تحدّيا كبيرا على الجماعة ، تؤكّد على أنّ الآفاق باتت تضيق أمامها أكثر فأكثر. وأنّ عهد الدستور الجديد سيكون فتحا سياسيا للجميع سوى الجماعة التي كتب عليها في الزبور من بعد الذّكر أنها ستعاند عنادا سيزيفيا عبثيا.

خلطة الشيخ

كان السيد ياسين مريدا في طريقة معروفة قبل أن يعلن انشقاقه عنها بعد أن تكوّنت لديه فكرة عن دور الروكي الجامع بين الطريقتين: الصوفية والسياسية. كان يسعى لتأسيس طريقة جديدة بقيمة مضافة وجدت في ثقافة الروكي ما يميّزها عن غيرها. دخل السيد ياسين السياسة بافتعال مغامرة إعلامية ظلّ وفيّا لمفاعيلها وتبعاتها. ولا يزال مرتهنا للأثر التّاريخي لرسالة الإسلام أو الطوفان ، بينما باتت رسالته هذه متداولة في سائر الأوساط. وقد صار لهذه الرسالة الكلاسيكية وهجا خاصّا حجب شهرة باقي رسائله ، كما حجب الخبز الحافي رواية الشّطّار.كما دخل السيد ياسين السياسة من غير مدخلها الطبيعي: تدبير المدينة. فخلط بين معنى تدبير النفس وتدبير العقل وتدبير المدينة. فكان أن خلط أخماس بأسداس وأسس طريقة سياسية تعمل على منحى الدّروشة والسلوك من دون إعمال عرفان ونظر. والقارئ في تصوّره للدولة والسياسة والديمقراطية والاقتصاد وما شابه لا يقف على تخوم حقيقية بين الحقائق والمعارف والقطاعات. إذ هو إنشاء يخفي الفوضى والتّيه والالتباس الفكري والفقهي والسّرقات الأدبية، يشفع له كونه شيخ طريقة سياسية تقرأ آراؤه في العادة، بعيدا عن فريضة النّقد، ويتلقّاها أصحابها تلقّيّ المريد. وطبيعي في مثل هذه الحال لا يمكن أن ينمو الوعي السياسي، لأنّ المقام مقام تسليم الوعي والروح لشيخ الطريقة. كان قد سعى في وقت سابقا حتى لمّا كان يحضّر نفسه للانشقاق عن الطريقة البودشيشية للاتصال بكلّ من عبد الكريم مطيع و كمال ابراهيم، الذين لاحظا عليه أنه يريد جرّهما إلى مشروعه داخل الزّاوية وليس العكس. لو نجح يومها في مخطّطه الاستقطابي وفي حلمه بوراثة المشيخة، لكان قد قلب الطريقة رأسا على عقب. لكن حركيته أنذاك في الاستقطاب باءت بالفشل كما كان دائما الحظ العاثر والأحلام الكاذبة التي كانت قديمة في تاريخ هذه التجربة، أدّت إلى هذا المنعطف. ويعود الفضل في إعادة تشكيل هذه الجماعة للفراغ الحركي الذي حدث بعد انحلال الشبيبة الإسلامية، حيث ساعد جزء من بقايا الشبيبة في تحويل جمعية الشيخ ياسين المحدودة النفوذ والقليلة الحيلة إلى تنظيم حركي. فالفضل كل الفضل يعود إلى هؤلاء وليس إلى سواهم في نشأة هذا المكوّن. عكف بعدها على أعمال المودودي وسيد قطب والندوي والهضيبي والترابي والقائمة تطول. وكان لا بدّ أن يحتوي في خلطته السياسية كلّ هذا الخليط المتجانس وغير المتجانس. فحينما بدأ شيخ الطريقة التبشير بالقومة ومعالمها لا شيء من فصولها كان يشير إلى غير الخلافة على منهاج النبوة. ويومها تقلب المزاج الفكري ونطّ عبر أشكال من موديلات الحكومات.

القومة والحاكمية

ففي البدء كان الخطاب على شيء من الإجمال تحت تأثير مفهوم الحاكمية في صيغتها المودودية والقطبية. وما كتابه حول الخلافة والملك إلاّ تمثّلا للمودودي في كتابه الذي حمل العنوان ذاته. يومها ستكتشف أنّ القومة هي دعوة للحاكمية معها يكفر العوام وتصبح الدّيار جاهلية. ولأنه سعى للتّميّز بالخطاب وتلطيف نهج التكفير فضّل الحديث عن الأمة المفتونة لا الجاهلية. وأيّا كان الوصف إذ لا مشاحة في الإصطلاح، فقد كان المغزى هو نفسه أي أنه مع القومة نقبل التّوابين منهم فقط بينما نجري أحكام القومة على من لم تتحقق فيه الاستثابة. وأحسب أنّني تعرفت على هذا المعنى منهم يوم كانت القومة في إخراجها المودودي، إذ سعى من كان يروم استقطابنا في هذا التنظيم الذي لا زال يثير استفهاماتي، إلى أن لا معنى لمناقشة تلك التفاصيل من صور الحكومة، التي أجاب عنها بعد سنين شيخ الطريقة نفسه في كتابه: إمامة الأمة. كان الإجمال والالتباس يجد تعويضه أنذاك في طغيان فكرة الحاكمية بفهمها القطبي الذي كان يستبعد الحديث في تفاصيل الدولة الإسلامية المنشودة وعدم العناية بمسائلها إلاّ بعد قيامها على هذا الإجمال. وبان لأبناء الحركة الإسلامية المطّلعين على الخطاب القطبي أنّ مفهوم القومة كان يحمل المغزى ذاته. وهذا لم يمنع من تهذيب بعض سلوك جند الله المخوّلين بالقومة أن يتشرّبوا في جهة السلوك لا جهة التّصور لمفهوم القومة نهج الهضيبي في دعاة لا قضاة، لتستمرّ لعبة التّمثّلات والتماثلات لسعيد حوى في جند الله ثقافة وأخلاقا وزحفا من إخوان سوريّا غير المختلف كثيرا عن سرور، إلاّ في خلطته السلفية الصّوفية. ومنذ قيام الثورة الإيرانية حسب الشيخ ياسين قومته صنوا لولاية الفقيه باعجاب منقطع النظير رغم الفوارق الموضوعية . وقد غمر مجلته (الجماعة) بإنشاد وإكبار للثورة وقائدها قبل أن يعود ويبحث عن موضة جديدة في استعراض مشروع قومة ظلّت عالة على رؤى حركية مستعارة. ثم سرعان ما غمرته أدبيات الترابي والغنوشي واستمر به الحال على هذه الإلتقاطية إلى أن تحولت الخلافة على منهاج النبوة إلى الدولة المدنية على منهاج مونتيسكيو بين عشية وضحى الحراك الشبابي لعشرين فبراير. وبقي في أنفسنا شيء من حتّى، لأن السؤال الذي ظل يراودنا: هل هي مراجعة غير معلنة؟ أم هو طنز كلامي في السياسة والدّين أم هو تدليس كما عرف لدى بعض المحدّثين؟ وهذا هو السّبب وراء هذه المعالجة؛ إذ كان الأمر سيكون منطقيا ومقبولا لو أن جماعة العدل والإحسان توجّهت للرأي العام وأعلنت عن مراجعة الشجعان، ووضّحت لنا قبل أن توضّح للدهماء كيف نزل عليها الوحي مجدّدا بهذا التصريف العجائبي لمفهوم قومة دوّخت بها البادي والغادي. ألسنا جزءا من ذلك الرأي العام حينما يحدّثنا ناطق عنهم أنّنا لم نكن نفهم مراد الجماعة من الخلافة بأنها ليست سوى الدولة المدنية!؟ ماذا عسى الباحث أن يقول أمام هذا اللّون من الاستخفاف بالعقول والاستهانة بالأحلام. ولكنه أسلوب بوحمارة في الاستحمار. وبات واضحا أنّ هذا الصنيع هو أخ توأم للتدليس. فالخلافة التي تورط فيها خطاب الجماعة باتت ثقيلة، حتّى أنّ الإخوان المسلمين أنفسهم أدركوا ثقلها المثالي وحادوا عنها. وقد ظلّ العدل والإحسان وحزب التحرير وحدهما من لم يفطما عنها فغرقا في حرج شديد. لكن خشية منهم من فوات القطار وبعد أن رأت الجماعة في تجربة حزب الإخوان في مصر بعد الثورة ما رأت، استعارت الموقف من دون مراجعة، في مبادرة محكومة بالتقليد والتبعية، غيّروا محتوى الخلافة حتى لا يضطروا لحرق سائر تراث شيخ الطريقة المفعم بمطلب الخلافة الراشدة، فقالوا أن المغاربة بمن فيهم الخبراء بخطاب الحركة الإسلامية وحتى من أتباعهم الذين استكانوا لهذا المعنى حتى ورود 20 فبراير بأنهم لم يفهموا معناها، ما عدا بعض من الرّاسخين في العلم من هيئة الإرشاد الذين يتغيّر أعضاء الكونغريس الأمريكي ولا يتغيّرون. وكنّا في سالف عهد قد وقفنا على مفارقة هذا الاحتفاء منقطع النّظير بالخلافة على منهاج النبوّة كما نظر إليه شيخ الطريقة السياسية. فأدركنا أنّ الأمر مع تأمّل عميق فيه الكثير من المغالطات الفقهية والتّاريخية ناهيك عن السياسية. لقد فعل فعله ابن تومرت مع فارق كبير، في ادعاء المهدوية لنفسه بعد أن لم يدّعيها لنفسه إلاّ مجانين عصور الأمة والباحثين عن التّسلط الروحي على الخلق بلا حق. وهي من أنكر الدعاوى التي يمكن أن يوحي بها فكر أو شخص لنفسه بينما هي أمر جلل يخصّ في الاعتقاد المسلم كل الدنيا والعالم. ولقد منح لنفسه ما لم يدّعيه أحد لنفسه من مسألة الاختيار الإلهي حتّى أنّه استأنس كثيرا بكل البشارات التي زفّها له الحالمون من مريديه بأنّه خليفة الله في الأرض. وللأبدان أن تقشعرّ من فرط هذه الجرأة على اللّه التي لا نراها إلاّ عند كلّ روكي متحرّف أو حلاّجي مدّعي. وكلّ تمسّحاته بأهل البيت إن هي إلاّ إشهار للسّيف عليهم حينما اغتصب شأنية أئمتهم الهداة ومنح لنفسه من الخصائص ما فاق خصائص الإمام عليّ عند شيعته. فسرّاق الله من بني شيبة لهم نظائر من سرّاق الولاية. وليس في وسعنا التفصيل في هذه الهرطقة الجديدة التي تدانت بالخلافة لتجعل منها الدولة المدنية. هذا يعني أن الجماعة كانت تجهل طيلة هذه السنين المعنى العظيم للخلافة التي هي شأن له صلة بالمثل الأعلى، وبأنّها فوق الدولة وشأن يفوق كل الحلول الدنيا التي جعلت للسياسة والدول. فالذّين ابتكروا الديمقراطية والدولة المدنية إنّما فعلوا ذلك من باب الحدّ الأدنى من الحلول لأزمات الاجتماع السياسي وليس الحلول الأمثل. وأرجئ القارئ للوقوف عند ظاهرة الخلافوبيا إلى مقالتنا حول التّسلط كملهاة من مجلة وجهة نظر (العدد 49) للوقوف على هشاشة المنظور الذي حمله هؤلاء عن الخلافة بهتانا وزورا.

حكاية الشيخ والعشرين فبراير

كيف يقبل الشيخ الذي ألف عقدة الشيخ والمريد بشباب لا يحمل في نفسه ولاء للشيخ وجماعته المعنية بالقومة اليوم!؟ لقد حدث تراجع في حرارة الاحتجاجات عشية الخطاب الملكي في 9 من مارس 2011م. كان منطقيا أن يحدث كلّ ذلك، نتيجة الوعود التي جاء بها الخطاب بسقف لم تكن الجماعة تتوقّعه. وحينها أدركت الجماعة أنّ نهايتها قد اقتربت ، فلم يكن لها من خيار سوى أن تدخل على خطّ الحراك بتصعيد احتقان لم يكن منسجما مع توتر الأحداث. فقد كان موقف الجماعة منذ البداية قبل الخطاب وبعده هو نفسه بالمقدار نفسه، موقفا رفضويا استباقيا. بينما حصل أن تراجع بعض شباب 20 فبراير بعد أن أطلعوا على الوثيقة المعدّلة للدستور. كان شباب 20 فبراير قد تجندوا لتعبئة أتباعهم للتصويت على الدستور الجديد. وهم أنفسهم يعتبرون أن الطّعنة جاءتهم من العدالة والتنمية التي ساهمت بنفوذها في تغيير بعض من تلك البنود التي تتعلّق خاصة بحرية الاعتقاد. وكان أولى أن تحمّل المسؤولية إذن لهذا الفصيل لا للدستور الذي رضيت عنه الحركة قبل أن يعرض على الأحزاب. لكن ما لم يدركه الكثيرون، أن العدل والإحسان لا يخالف العدالة والتنمية في هذا المطلب. كما أن نفوذ هؤلاء نابع من التعبوية العدلاوية ضدّ الدستور المعدّل مسبقا بما فيه الدستور الذي كانت حركة 20 فبراير عازمة على القبول به قبل عرضه على الأحزاب. كانت جماعة العدل والإحسان وبخلاف غيرها قد وجدت نفسها أمام خيارين أحلاهما مرّ. ففضّلت الهروب إلى الأمام وفعّلت بندا من بنود أدبيات القومة في اقتحام العقبة ومسايرة دهماء العوام قبيل القومة قبل أن يتحوّلوا إلى جند الله. لذا سلّموا لمطالب عشرين فبراير وأمضوا على بياض في كل مطالبهم بما في ذلك المطالب التي تهزّ المعنى اليوتوبي للقومة والخلافة على نهج السيد ياسين. شباب عشرين فبراير قبلوا بانخراط شباب العدل والإحسان لأنهم يشاركونهم اللّغة السياسية ولا يتقدّمونهم في مطالبهم. وهذا تكتيك عدلاوي لجند الله قبيل القومة. إن شيخ الجماعة لا يعتقد أن القومة يصنعها عامة الناس من المستضعفين. ألم نقرأ في آخر طلاّته:» إننا إن تصوّرنا أن العامة التي يعتمد عليها في الملمات هي الأعداد الضخمة والفوضوية العفوية الهائجة ، فما نظنّ إلاّ غرورا. إنما العامة النافعة في ملمات الزحف ومشاغل البناء هي الأمة المحلّقة حول القيادة والجماعة النصيرة لها المنتظمة معها بنظام الولاية السائرة بأمرها المنتهية بنهيها. عندئذ يكون الكل جند الله ويكون النصر في القومة والبناء والجهاد محققا بإذن الله القوي العزيز. وإذا تصورنا أنّ العامة هم المستضعفون اليوم، ينتصرون غدا كما تنتصر أي طبقة ثورية فتردي الخاصة من أهل الخبرة والكفاءة والعلم وتطيح بهم وتدوسهم، فإنما نروم ثبورا «(إمامة الأمة: 35). هل شباب العشرين فبراير اليوم هم من هؤلاء أو من أولئك؟! جند الله عند ياسين يعيش عزلة شعورية كما تحدّث سيد قطب في جيل قرآني فريد من معالم في الطريق. لكن بتعبير ياسين جند الله هم «من هذا الشباب الطاهر الناشيء في محاضن الإيمان المضطهدة منعزل عن الشّعب بواقع الحال» (م، ن 39). لكنه رسم لهم طريقا للتعاطي مع عموم الشعب والمجتمع على قاعدة الشعور بالتّميز، متسائلا: «كيف يميّزون بين أهل المروءة الصالحين لمزيد من الصلاح وبين الدهماء الذين يرضى منهم بالموافقة» (م، ن 40). بل إن «تملّق العامة ليس من شأننا. لكن الرفق حتى يعرف الناس لم نقوم وما نريد وتأليف الناس على الحق المرّ بالمخالقة الحلوة فنّ لا غنى عنه لنا عن إتقانه» (م، ن 40). فلا «يمكن أن يتبعنا الشعب في مسيرة القومة الإسلامية المحفوفة بالأخطار الجسام ولا أن يشاركنا في معارك البناء، وهي تريد بذل الجهود ولا أن يصمد أمام الأزمات الداخلية والهجمات الخارجية إن لم يحصل بيننا وبين العامة تلاحم» (م، ن 41). هي إذن مصانعة ومجاملة إلى حين استحكام القبضة وتمكّن أمة العدل والإحسان المتحلّقة حول الشيخ لا سواه. فلا يرجى من حراك العامة والدهماء أي خير. لقد أدركت الجماعة أنّه لو لم يطلق سراح هؤلاء الشّباب في هذه اللحظة التاريخية، فكانوا سيخسرونهم. ومن هنا كان لا بد من التأكيد على أن العدل والإحسان قبل 20 فبراير لن تكون هي نفسها بعد 20 فبراير. قسم كبير من شبيبتها لن يعود ليدخل قفص الإنتظارية بعد أن تضع الحرب أوزارها.

إدريس هاني



3343

0






 

 

 

 

 

 

 

 
هام جداً قبل أن تكتبو تعليقاتكم

اضغط هنـا للكتابة بالعربية

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

أضف تعليقك على الخبر
* كاتب التعليق
* عنوان التعليق
  * الدولة
* التعليق
  * كود التحقق



عبدة الفرج المقدس ودقَايقية العهود القديمة: كبر مقتا عند الله أن تقولوا ما لا تفعلون

المغرب في العالم العربي اللحظات الجوهرية

عميل للوطن

الزمزمي يطلق النار على العدل والإحسان

الاحتجاج المضر بمصالح الناس عمل محرم وحركة 20 فبراير لا فائدة منها والسلطة ستقاومهم

الزمزامي: 20 فبراير مفسدون في الأرض

الزمزمي: عبد السلام ياسين يتعلق بحديث المُلك العاض لحاجة في نفس يعقوب وجماعته ليس لها مشروع يمكن أن

في فقه الروكي وسلوك الحلاّج، الشيخ ياسين من القومة إلى الدولة المدنية

الدين ليس قفصا، الدين باب السماء:الريسوني ،الفيزازي والعدالة والتنمية

العلامة وجاج... هذه انحرافات التصوف بالمغرب وهذا ما نصحت به عبد السلام ياسين

في فقه الروكي وسلوك الحلاّج، الشيخ ياسين من القومة إلى الدولة المدنية

في فقه الروكي وسلوك الحلاّج - 1-

كبرياء الشيخ وزقاقية المريد(1/4)





 
القائمة الرئيسية
 

» الرئيسية

 
 

»  الجديد بالموقع

 
 

»  صحافة و صحافيون

 
 

»  الحياة الاجتماعيةوالسياسية بالمغرب

 
 

»  كتاب الرأي

 
 

»  أركان خاصة

 
 

»  كتب و قراءات

 
 

»  حول العالم

 
 

»  موجات و أحداث

 
 

»  صوت وصورة

 
 

»  الحياة الفنية و الأدبية والعلمية

 
 

»  دبلوماسية

 
 

»  كاريكاتير و صورة

 
 

»  أحزاب نقابات وجمعيات

 
 

»  جولة حول بعض الصحف الوطنية و العالمية

 
 

»  دين و دنيا

 
 

»  صحة، تربية و علم النفس

 
 

»  ترفيه

 
 

»  أعلام مغربية

 
 

»  ثقافات ...

 
 

»  اخبار عامة

 
 

»  ذاكرة

 
 

»  القسم الرياضي

 
 

»  الطبخ المغربي

 
 

»  الموارد النباتية بالمغرب

 
 

»  منوعات

 
 

»  مختارات

 
 

»  تكنولوجيا علوم واكتشافات

 
 

»  عدالة ومحاكم

 
 

»  تاريخ فلسفة وعلوم

 
 

»  

 
 
كتاب الرأي

علم الاقتصاد وعلاقته بالعلوم الاخرى


كيف بدأت الحياة على الأرض ومتى بدأت


اختصاصات رئيس الحكومة في القانون المغربي رئيس الحكومة


تعريف نظام الحكم في المملكة المغربية الشريفة


الشباب المغربي.. أرقام صادمة ومستقبل مقلق

 
صحافة و صحافيون

الكحص: هذا الفيديو القديم..!


أخشى أن يصبح الحقد مغربيا


المغرب والخليج بين ثورتين


هل سَيَسْـتَـرِدُّ الشعبُ الجزائري سُلْطَـتَهُ التي سَرَقَـتْهَا منه عصابة بومدين يوم 15 جويلية 1961


ماهية الثّورة التي تسْتحِقّ شرَف لقبِها؟


الشرعي يكتب: الهوية المتعددة..


كيف نشكّل حكوماتِنا وننتقي وزراءَنا ونطوّر دولتَنا؟


منظمة تكتب رواية مائة عام من العزلة... ترهات جديدة على هامش قضية "أبو حجرين"


باحث يكذّب (ابن بطّوطة) بخصوص زيارته لبلاد (الصّين)


الكلاب تعرف بعضها... مدير موقع "هسبريس" يتكلبن في الإمارات


ملحوظات_لغزيوي: متفرقات من منطقة متفرقة!

 
تاريخ فلسفة وعلوم

الإسلام السياسي المفهوم والدلالات

 
الجديد بالموقع

الأمير هشام العلوي: من لا يقبل قمم الجبال يعش دائما بين الحفر..


أي شيء مُهْـتَرِئٍ و"بَالِي" أكثر من عصابتين في الجزائر :عصابة المرادية وعصابة الرابوني


مِنَ الظُّلم لتاريخ الجزائر الحديث اعتبارُ الذين اغْتَصًبُوا السُّلطة فيها ( نِظَاماً ) فَهُمْ مُجَر


حقائق حول قضية الصحراء المغربية تصيب حكام الجزائر والبوليساريو بالجنون


السعودية وسياسة نقيق الضفادع المزعج


أندية المعارضة


ملف الصحراء وما يحمله من تهديد خطير للأمن القومي المغربي


(ع.ن) مرحاض متنقل في خدمة الجماعة


تأملات في ظلال الطواحين الحمراء


معالم في طريق البناء: من "نظرية الحاكمية" إلى "الخمار والبيكيني"


بين الأب عبد السلام ياسين والأم تريزا


جريمة امليل: المنهج الإخواني في إدارة التوحش وبسط النفوذ


الشمهروشيون والشمهروشيات.. بعضهم أولياء بعض


نصف دستة من الديمقراطيين في ضيافة الإسلاميين.. ومنيب بين أنياب الخميني!


كائنات انتهازية حاولت الركوب على قضية بوعشرين


مافيا الكوكايين الحاكمة في الجزائر تضع تطبيع العلاقة مع المغرب مقابل تسليمهم الصحراء المغربية


جون بولتون الأمريكي هو"سوبرمان" الشبح الذي يتعلق به البوليساريو ليطرد لهم المغرب من الصحراء


الجزائر تشتري منتوجات من الخارج وتبيعها للأفارقة بالخسارة حتى يقال بأنها تغزو إفريقيا كالمغرب


هل يحلم حكام الجزائر والبوليساريو أن يقدم لهم المغرب صحراءه المغربية على طبق من ذهب ؟


لماذا أغلقت مفوضية الاتحاد الأوروبي الباب في وجه البوليساريو أثناء مفاوضاته مع المغرب؟


المعطي و”التشيار” الأكاديمي بالأرقام الغرائبية !!

 
الأكثر مشاهدة

التهاب السحايا أو المينانجيت.. الوقاية لتجنب الوفاة أوالإعاقة


فضيحة جنسية جديدة تهز جماعة العدل والإحسان


أقوال مأثورة.


غلام زْوَايْزُو العدل والإحسان رشيد الموتشو في بوح حقيقي


خبر عاجل: العدل والإحسان تصدر بيان مقاطعة الدستور ومقاطعة الزنا حتا هوا وحتا هيا


"العدل والإحسان "هاذي كذبة باينة


قيادة العدل والإحسان بين تجديد الوضوء وتجديد الخط السياسي


عبدة الفرج المقدس ودقَايقية العهود القديمة: كبر مقتا عند الله أن تقولوا ما لا تفعلون


هؤلاء أعداؤك يا وطني :وانتظر من أركانة المزيد إن شاء الله وليس المخزن كما سيدعون


طلاق نادية ياسين:حقيقة أم إشاعة أم رجم بالغيب


هوانم دار الخلافة في نفق أُكِلْتُ يَوْمَ أُكِلَ الثَّوْرُ الأَبْيَضُ


لن ترض عنك أمريكا حتى تتبع ملتها،وشوف تشوف


صحافة الرداءة تطلق كلابها على العدل والإحسان


كلام للوطن


فضائح أخلاقية تهز عرش الخلافة الحالمة على مشارف سلا أو السويسي


في فقه الروكي وسلوك الحلاّج - 1-


هشام و حواريوه،مقابل ولدات المغرب الاحرار


إذا اختلى عدلاوي بعدلاوية متزوجة بغيره فثالثهما المخابرات!!!

 
 

*جميع المقالات والمواضيع المنشورة في الموقع تعبر عن رأي أصحابها وليس للموقع أي مسؤولية إعلامية أو أدبية أو قانونية

 شركة وصلة