|
|
|
|
|
أضيف في 20 يوليوز 2011 الساعة 05 : 22
إن جماعة ياسين تتحرك في صفوف حركة 20 فبراير كي لا يظهر عليها الضعف وفقدان البريق وتقلص النفوذ الجماهيري..
كان الشّيخ قد قضّى سنين من السوداوية السياسية والتّذرع بالتربوية الجماعية قبل أن يفيق الشّارع المغربي على حقيقة أخرى، وهو أنّ شاكيرا في مهرجان موازين استطاعت أن تستنفر في ليلة واحدة جمهورا عريضا فاق أنصار الشيخ المريد. لا أثر لهذا الكيان في السياسة والمجتمع، فهل يخشى إن هو قبل باللعبة السياسية أن يظهر ضعفه في الانتخابات؟ !لم يقولوا لنا إن مشكلتنا هي شخصية وهستيرية مع شخص الملك، كي لا تختلط المطالب التاريخية للشعب مع هذا الهوس الكيدي الذي أفقد الجماعة وضوحها ومصداقيتها. كما لم يقولوا لنا هل يريدونها قومة تهرق فيها دماء الشباب في الشوارع، وإذن لم تدفعون بغيركم إلى الشّارع وأنتم هاهنا قاعدون؟! كما يخشون من المستقبل، لأنّ الأوضاع الجديدة ليست في صالح عزلتهم. فمسألة التمويل مثلا، مازالت مطروحة في غياب الشفافية الكافية في تنظيم يهمّ المستضعفين من أتباعه أن يعرفوا كيف تصرف أموالهم. ومثل هذه الشّفافية تكون أولى في الأزمنة الصّعبة درءا للشبهات. كما أنّه فتحت أمامهم ملفّات تخص سمعة بعض قياداتهم، ليس آخرها ما نقل من أخبار عن السيدة نادية ياسين في وسائل الإعلام. وإذا كان من الممكن أن يلوذ البعض منهم بقياس ما حدث بواقعة الإفك، فإنّه لا غرو أنّ الرّأي العام ينتظر جوابا يرضيه. فحتّى في حادثة الإفك كان لا بدّ أن يتدخّل الوحي لتكذيب الإشاعات ولم يترك الأمر من دون إجابات في مجتمع معنيّ أخلاقا وفضولا بفهم ما يجري. وفي مثل هذه الحالة هل إنّ الجماعة تنتظر نزول آية البراءة من السماء ؟!. إنّ الوضعية السياسية والمالية والأخلاقية التي تفرض تحدّيا كبيرا على الجماعة ، تؤكّد على أنّ الآفاق باتت تضيق أمامها أكثر فأكثر. وأنّ عهد الدستور الجديد سيكون فتحا سياسيا للجميع سوى الجماعة التي كتب عليها في الزبور من بعد الذّكر أنها ستعاند عنادا سيزيفيا عبثيا.
خلطة الشيخ
كان السيد ياسين مريدا في طريقة معروفة قبل أن يعلن انشقاقه عنها بعد أن تكوّنت لديه فكرة عن دور الروكي الجامع بين الطريقتين: الصوفية والسياسية. كان يسعى لتأسيس طريقة جديدة بقيمة مضافة وجدت في ثقافة الروكي ما يميّزها عن غيرها. دخل السيد ياسين السياسة بافتعال مغامرة إعلامية ظلّ وفيّا لمفاعيلها وتبعاتها. ولا يزال مرتهنا للأثر التّاريخي لرسالة الإسلام أو الطوفان ، بينما باتت رسالته هذه متداولة في سائر الأوساط. وقد صار لهذه الرسالة الكلاسيكية وهجا خاصّا حجب شهرة باقي رسائله ، كما حجب الخبز الحافي رواية الشّطّار.كما دخل السيد ياسين السياسة من غير مدخلها الطبيعي: تدبير المدينة. فخلط بين معنى تدبير النفس وتدبير العقل وتدبير المدينة. فكان أن خلط أخماس بأسداس وأسس طريقة سياسية تعمل على منحى الدّروشة والسلوك من دون إعمال عرفان ونظر. والقارئ في تصوّره للدولة والسياسة والديمقراطية والاقتصاد وما شابه لا يقف على تخوم حقيقية بين الحقائق والمعارف والقطاعات. إذ هو إنشاء يخفي الفوضى والتّيه والالتباس الفكري والفقهي والسّرقات الأدبية، يشفع له كونه شيخ طريقة سياسية تقرأ آراؤه في العادة، بعيدا عن فريضة النّقد، ويتلقّاها أصحابها تلقّيّ المريد. وطبيعي في مثل هذه الحال لا يمكن أن ينمو الوعي السياسي، لأنّ المقام مقام تسليم الوعي والروح لشيخ الطريقة. كان قد سعى في وقت سابقا حتى لمّا كان يحضّر نفسه للانشقاق عن الطريقة البودشيشية للاتصال بكلّ من عبد الكريم مطيع و كمال ابراهيم، الذين لاحظا عليه أنه يريد جرّهما إلى مشروعه داخل الزّاوية وليس العكس. لو نجح يومها في مخطّطه الاستقطابي وفي حلمه بوراثة المشيخة، لكان قد قلب الطريقة رأسا على عقب. لكن حركيته أنذاك في الاستقطاب باءت بالفشل كما كان دائما الحظ العاثر والأحلام الكاذبة التي كانت قديمة في تاريخ هذه التجربة، أدّت إلى هذا المنعطف. ويعود الفضل في إعادة تشكيل هذه الجماعة للفراغ الحركي الذي حدث بعد انحلال الشبيبة الإسلامية، حيث ساعد جزء من بقايا الشبيبة في تحويل جمعية الشيخ ياسين المحدودة النفوذ والقليلة الحيلة إلى تنظيم حركي. فالفضل كل الفضل يعود إلى هؤلاء وليس إلى سواهم في نشأة هذا المكوّن. عكف بعدها على أعمال المودودي وسيد قطب والندوي والهضيبي والترابي والقائمة تطول. وكان لا بدّ أن يحتوي في خلطته السياسية كلّ هذا الخليط المتجانس وغير المتجانس. فحينما بدأ شيخ الطريقة التبشير بالقومة ومعالمها لا شيء من فصولها كان يشير إلى غير الخلافة على منهاج النبوة. ويومها تقلب المزاج الفكري ونطّ عبر أشكال من موديلات الحكومات.
القومة والحاكمية
ففي البدء كان الخطاب على شيء من الإجمال تحت تأثير مفهوم الحاكمية في صيغتها المودودية والقطبية. وما كتابه حول الخلافة والملك إلاّ تمثّلا للمودودي في كتابه الذي حمل العنوان ذاته. يومها ستكتشف أنّ القومة هي دعوة للحاكمية معها يكفر العوام وتصبح الدّيار جاهلية. ولأنه سعى للتّميّز بالخطاب وتلطيف نهج التكفير فضّل الحديث عن الأمة المفتونة لا الجاهلية. وأيّا كان الوصف إذ لا مشاحة في الإصطلاح، فقد كان المغزى هو نفسه أي أنه مع القومة نقبل التّوابين منهم فقط بينما نجري أحكام القومة على من لم تتحقق فيه الاستثابة. وأحسب أنّني تعرفت على هذا المعنى منهم يوم كانت القومة في إخراجها المودودي، إذ سعى من كان يروم استقطابنا في هذا التنظيم الذي لا زال يثير استفهاماتي، إلى أن لا معنى لمناقشة تلك التفاصيل من صور الحكومة، التي أجاب عنها بعد سنين شيخ الطريقة نفسه في كتابه: إمامة الأمة. كان الإجمال والالتباس يجد تعويضه أنذاك في طغيان فكرة الحاكمية بفهمها القطبي الذي كان يستبعد الحديث في تفاصيل الدولة الإسلامية المنشودة وعدم العناية بمسائلها إلاّ بعد قيامها على هذا الإجمال. وبان لأبناء الحركة الإسلامية المطّلعين على الخطاب القطبي أنّ مفهوم القومة كان يحمل المغزى ذاته. وهذا لم يمنع من تهذيب بعض سلوك جند الله المخوّلين بالقومة أن يتشرّبوا في جهة السلوك لا جهة التّصور لمفهوم القومة نهج الهضيبي في دعاة لا قضاة، لتستمرّ لعبة التّمثّلات والتماثلات لسعيد حوى في جند الله ثقافة وأخلاقا وزحفا من إخوان سوريّا غير المختلف كثيرا عن سرور، إلاّ في خلطته السلفية الصّوفية. ومنذ قيام الثورة الإيرانية حسب الشيخ ياسين قومته صنوا لولاية الفقيه باعجاب منقطع النظير رغم الفوارق الموضوعية . وقد غمر مجلته (الجماعة) بإنشاد وإكبار للثورة وقائدها قبل أن يعود ويبحث عن موضة جديدة في استعراض مشروع قومة ظلّت عالة على رؤى حركية مستعارة. ثم سرعان ما غمرته أدبيات الترابي والغنوشي واستمر به الحال على هذه الإلتقاطية إلى أن تحولت الخلافة على منهاج النبوة إلى الدولة المدنية على منهاج مونتيسكيو بين عشية وضحى الحراك الشبابي لعشرين فبراير. وبقي في أنفسنا شيء من حتّى، لأن السؤال الذي ظل يراودنا: هل هي مراجعة غير معلنة؟ أم هو طنز كلامي في السياسة والدّين أم هو تدليس كما عرف لدى بعض المحدّثين؟ وهذا هو السّبب وراء هذه المعالجة؛ إذ كان الأمر سيكون منطقيا ومقبولا لو أن جماعة العدل والإحسان توجّهت للرأي العام وأعلنت عن مراجعة الشجعان، ووضّحت لنا قبل أن توضّح للدهماء كيف نزل عليها الوحي مجدّدا بهذا التصريف العجائبي لمفهوم قومة دوّخت بها البادي والغادي. ألسنا جزءا من ذلك الرأي العام حينما يحدّثنا ناطق عنهم أنّنا لم نكن نفهم مراد الجماعة من الخلافة بأنها ليست سوى الدولة المدنية!؟ ماذا عسى الباحث أن يقول أمام هذا اللّون من الاستخفاف بالعقول والاستهانة بالأحلام. ولكنه أسلوب بوحمارة في الاستحمار. وبات واضحا أنّ هذا الصنيع هو أخ توأم للتدليس. فالخلافة التي تورط فيها خطاب الجماعة باتت ثقيلة، حتّى أنّ الإخوان المسلمين أنفسهم أدركوا ثقلها المثالي وحادوا عنها. وقد ظلّ العدل والإحسان وحزب التحرير وحدهما من لم يفطما عنها فغرقا في حرج شديد. لكن خشية منهم من فوات القطار وبعد أن رأت الجماعة في تجربة حزب الإخوان في مصر بعد الثورة ما رأت، استعارت الموقف من دون مراجعة، في مبادرة محكومة بالتقليد والتبعية، غيّروا محتوى الخلافة حتى لا يضطروا لحرق سائر تراث شيخ الطريقة المفعم بمطلب الخلافة الراشدة، فقالوا أن المغاربة بمن فيهم الخبراء بخطاب الحركة الإسلامية وحتى من أتباعهم الذين استكانوا لهذا المعنى حتى ورود 20 فبراير بأنهم لم يفهموا معناها، ما عدا بعض من الرّاسخين في العلم من هيئة الإرشاد الذين يتغيّر أعضاء الكونغريس الأمريكي ولا يتغيّرون. وكنّا في سالف عهد قد وقفنا على مفارقة هذا الاحتفاء منقطع النّظير بالخلافة على منهاج النبوّة كما نظر إليه شيخ الطريقة السياسية. فأدركنا أنّ الأمر مع تأمّل عميق فيه الكثير من المغالطات الفقهية والتّاريخية ناهيك عن السياسية. لقد فعل فعله ابن تومرت مع فارق كبير، في ادعاء المهدوية لنفسه بعد أن لم يدّعيها لنفسه إلاّ مجانين عصور الأمة والباحثين عن التّسلط الروحي على الخلق بلا حق. وهي من أنكر الدعاوى التي يمكن أن يوحي بها فكر أو شخص لنفسه بينما هي أمر جلل يخصّ في الاعتقاد المسلم كل الدنيا والعالم. ولقد منح لنفسه ما لم يدّعيه أحد لنفسه من مسألة الاختيار الإلهي حتّى أنّه استأنس كثيرا بكل البشارات التي زفّها له الحالمون من مريديه بأنّه خليفة الله في الأرض. وللأبدان أن تقشعرّ من فرط هذه الجرأة على اللّه التي لا نراها إلاّ عند كلّ روكي متحرّف أو حلاّجي مدّعي. وكلّ تمسّحاته بأهل البيت إن هي إلاّ إشهار للسّيف عليهم حينما اغتصب شأنية أئمتهم الهداة ومنح لنفسه من الخصائص ما فاق خصائص الإمام عليّ عند شيعته. فسرّاق الله من بني شيبة لهم نظائر من سرّاق الولاية. وليس في وسعنا التفصيل في هذه الهرطقة الجديدة التي تدانت بالخلافة لتجعل منها الدولة المدنية. هذا يعني أن الجماعة كانت تجهل طيلة هذه السنين المعنى العظيم للخلافة التي هي شأن له صلة بالمثل الأعلى، وبأنّها فوق الدولة وشأن يفوق كل الحلول الدنيا التي جعلت للسياسة والدول. فالذّين ابتكروا الديمقراطية والدولة المدنية إنّما فعلوا ذلك من باب الحدّ الأدنى من الحلول لأزمات الاجتماع السياسي وليس الحلول الأمثل. وأرجئ القارئ للوقوف عند ظاهرة الخلافوبيا إلى مقالتنا حول التّسلط كملهاة من مجلة وجهة نظر (العدد 49) للوقوف على هشاشة المنظور الذي حمله هؤلاء عن الخلافة بهتانا وزورا.
حكاية الشيخ والعشرين فبراير
كيف يقبل الشيخ الذي ألف عقدة الشيخ والمريد بشباب لا يحمل في نفسه ولاء للشيخ وجماعته المعنية بالقومة اليوم!؟ لقد حدث تراجع في حرارة الاحتجاجات عشية الخطاب الملكي في 9 من مارس 2011م. كان منطقيا أن يحدث كلّ ذلك، نتيجة الوعود التي جاء بها الخطاب بسقف لم تكن الجماعة تتوقّعه. وحينها أدركت الجماعة أنّ نهايتها قد اقتربت ، فلم يكن لها من خيار سوى أن تدخل على خطّ الحراك بتصعيد احتقان لم يكن منسجما مع توتر الأحداث. فقد كان موقف الجماعة منذ البداية قبل الخطاب وبعده هو نفسه بالمقدار نفسه، موقفا رفضويا استباقيا. بينما حصل أن تراجع بعض شباب 20 فبراير بعد أن أطلعوا على الوثيقة المعدّلة للدستور. كان شباب 20 فبراير قد تجندوا لتعبئة أتباعهم للتصويت على الدستور الجديد. وهم أنفسهم يعتبرون أن الطّعنة جاءتهم من العدالة والتنمية التي ساهمت بنفوذها في تغيير بعض من تلك البنود التي تتعلّق خاصة بحرية الاعتقاد. وكان أولى أن تحمّل المسؤولية إذن لهذا الفصيل لا للدستور الذي رضيت عنه الحركة قبل أن يعرض على الأحزاب. لكن ما لم يدركه الكثيرون، أن العدل والإحسان لا يخالف العدالة والتنمية في هذا المطلب. كما أن نفوذ هؤلاء نابع من التعبوية العدلاوية ضدّ الدستور المعدّل مسبقا بما فيه الدستور الذي كانت حركة 20 فبراير عازمة على القبول به قبل عرضه على الأحزاب. كانت جماعة العدل والإحسان وبخلاف غيرها قد وجدت نفسها أمام خيارين أحلاهما مرّ. ففضّلت الهروب إلى الأمام وفعّلت بندا من بنود أدبيات القومة في اقتحام العقبة ومسايرة دهماء العوام قبيل القومة قبل أن يتحوّلوا إلى جند الله. لذا سلّموا لمطالب عشرين فبراير وأمضوا على بياض في كل مطالبهم بما في ذلك المطالب التي تهزّ المعنى اليوتوبي للقومة والخلافة على نهج السيد ياسين. شباب عشرين فبراير قبلوا بانخراط شباب العدل والإحسان لأنهم يشاركونهم اللّغة السياسية ولا يتقدّمونهم في مطالبهم. وهذا تكتيك عدلاوي لجند الله قبيل القومة. إن شيخ الجماعة لا يعتقد أن القومة يصنعها عامة الناس من المستضعفين. ألم نقرأ في آخر طلاّته:» إننا إن تصوّرنا أن العامة التي يعتمد عليها في الملمات هي الأعداد الضخمة والفوضوية العفوية الهائجة ، فما نظنّ إلاّ غرورا. إنما العامة النافعة في ملمات الزحف ومشاغل البناء هي الأمة المحلّقة حول القيادة والجماعة النصيرة لها المنتظمة معها بنظام الولاية السائرة بأمرها المنتهية بنهيها. عندئذ يكون الكل جند الله ويكون النصر في القومة والبناء والجهاد محققا بإذن الله القوي العزيز. وإذا تصورنا أنّ العامة هم المستضعفون اليوم، ينتصرون غدا كما تنتصر أي طبقة ثورية فتردي الخاصة من أهل الخبرة والكفاءة والعلم وتطيح بهم وتدوسهم، فإنما نروم ثبورا «(إمامة الأمة: 35). هل شباب العشرين فبراير اليوم هم من هؤلاء أو من أولئك؟! جند الله عند ياسين يعيش عزلة شعورية كما تحدّث سيد قطب في جيل قرآني فريد من معالم في الطريق. لكن بتعبير ياسين جند الله هم «من هذا الشباب الطاهر الناشيء في محاضن الإيمان المضطهدة منعزل عن الشّعب بواقع الحال» (م، ن 39). لكنه رسم لهم طريقا للتعاطي مع عموم الشعب والمجتمع على قاعدة الشعور بالتّميز، متسائلا: «كيف يميّزون بين أهل المروءة الصالحين لمزيد من الصلاح وبين الدهماء الذين يرضى منهم بالموافقة» (م، ن 40). بل إن «تملّق العامة ليس من شأننا. لكن الرفق حتى يعرف الناس لم نقوم وما نريد وتأليف الناس على الحق المرّ بالمخالقة الحلوة فنّ لا غنى عنه لنا عن إتقانه» (م، ن 40). فلا «يمكن أن يتبعنا الشعب في مسيرة القومة الإسلامية المحفوفة بالأخطار الجسام ولا أن يشاركنا في معارك البناء، وهي تريد بذل الجهود ولا أن يصمد أمام الأزمات الداخلية والهجمات الخارجية إن لم يحصل بيننا وبين العامة تلاحم» (م، ن 41). هي إذن مصانعة ومجاملة إلى حين استحكام القبضة وتمكّن أمة العدل والإحسان المتحلّقة حول الشيخ لا سواه. فلا يرجى من حراك العامة والدهماء أي خير. لقد أدركت الجماعة أنّه لو لم يطلق سراح هؤلاء الشّباب في هذه اللحظة التاريخية، فكانوا سيخسرونهم. ومن هنا كان لا بد من التأكيد على أن العدل والإحسان قبل 20 فبراير لن تكون هي نفسها بعد 20 فبراير. قسم كبير من شبيبتها لن يعود ليدخل قفص الإنتظارية بعد أن تضع الحرب أوزارها.
إدريس هاني
|
|
3343 |
|
0 |
|
|
|
هام جداً قبل أن تكتبو تعليقاتكم
اضغط هنـا للكتابة بالعربية
|
|
|
|
|
|
|
|