"لفراق صعيب" كما يقول المثل الشعبي، لكن صعوبة الفراق لا يمكن أن تصل حد حراسة القبر... قبر الشيخ عبدالسلام ياسين، المرشد العام لجماعة العدل والإحسان الذي فارق الحياة صبيحة الخميس، و وُوري جثمانه الثرى زوال الجمعة بمقبرة الشهداء بالرباط.
لقد شوهد مجموعة من الحراس التابعين للجماعة يتناوبون على حراسة قبر الراحل، حيث عمدت الجماعة الى تعيين عشرات الحراس التابعين لها خمسة بالليل وخمسة بالنهار.
انها قمة البدع والسخافة بأن لايترك جثمان رجل يرقد في أمن وأمان.
فهل عملية الحراسة هذه ذكرت في الكتاب والسنة، أم أن ياسين هو من أوصى بذلك، او أن التماهي والتباهي بالشخص جعل بعض مريديه يشتهون الرقود الى جانبه وعدم مفارقته ، او أن مجلس الإرشاد يخشى أن يتم نبش قبر الشيخ واستخراج جثته، بالرغم من أن المقبرة محروسة أصلا، وعلما أن العاصمة الرباط خالية من الضباع التي كان يخشى الناس، إلى زمن قريب في البوادي، أن تنبش قبور ذويهم وتنهش وتقتات من لحم الجثث أم أن مريدي المرحوم عبدالسلام ياسين، لا زالوا تحت وقع صدمة الفراق، ولم يصدقوا أن الرجل قد انتقل إلى دار البقاء كأي كائن حي، ولم يستوعبوا أن الحياة حق والموت حق، وأن لكل بداية نهاية، وأن لكل أمة أجل؟