بإعلان وفاة الشيخ عبد السلام، تكون جماعة العدل والإحسان قد طوت صفحة ماضيها البئيس الذي أراد أن يجعل من المغرب بلد الصحوة والقومة والزحف في زمن بناء الدولة الحديثة التي قوامها الديمقراطية
مات الشيخ، وهي نهاية طبيعية فوق هذه الأرض لكل إنسان، غير أن موت عبدالسلام ياسين، ليست طبيعية باعتباره المرشد العام لجماعة العدل والإحسان...
مات الشيخ وبموته تموت الجماعة، التي مارست كل التناقضات في مسارها الدعوي والسياسي...
مات الشيخ وترك مريديه تائهين بين رجل غادر إلى دار البقاء ورجال يريدون الانقضاض على منصب المرشد العام.
فهل سيتم اختيار الخلف عن طريق الانتخاب الديمقراطي أم أنه ستتحكم فيه أسرة آل ياسين، والأصهار والمقربون، ومجلس الإرشاد؟
وهل سيتم إبعاد المنتقدين من الأشبال والنساء وغيرهم، وتستفرد القيادة " الأرتودكسية" في تقرير المصير، فيصيب الجماعة الضمور، وتتوزع إلى شيع وطوائف.
بموت الشيخ، تموت الجماعة، التي اختارت العمل "السري" خارج المؤسسات، فحكمت على نفسها، منذ مدة بالموت السريري، في انتظار رحيل الشيخ.
مات الشيخ رمزيا قبل أن يموت طبيعيا، بعد أن فشل مشروع "القومة"، وبعد فشل أتباعه في تحويل المغرب الى إمارة مزعومة، وفشلوا في ركوب موجة " الربيع"، بعد أن أصاب فكرهم الخريف، وجسدهم الوهن رغم بعض محاولات الإنعاش بالصعقات الكهربائية...
إنها بداية نهاية جماعة أصابها الخرف، وضاعت في مسالك التيه والحلم، وتنخرها الصراعات من الداخل، التي لا شك أنها ستتفجر على نحو مدوي بعد أن غيّب الموت مرشدها العام الشيخ عبدالسلام ياسين.
رشيد لمسلم.