سأكون جد صريح في هذا المقال : السيد بنكيران وصل إلى الطريق المسدود، والآن يحاول خلق سيناريو يظهر فيه هو وحزبه ضحية للتحكم والتسلط والاستبداد الذي يدعي أن حزب الأصالة و المعاصرة مارسه و يمارسه. كيف ؟
كل المغاربة تابعوا السيد حميد شباط على قنوات التلفزة وعلى صفائح الجرائد ينتقد حكومة السي بنكيران ويطالب بتعديل حكومي، وهو سيناريو لم يضرب له السي بنكيران والسي باها) العلبة السوداء ديالو( أي حساب. فاخر شيء توقعه رئيس الحكومة بعد تشكيل حكومته هو أن تنفجر أغلبيته من الداخل، وهو فعلاً ما حدث بوصول السيد شباط إلى رئاسة حزب الاستقلال.
الأغلبية اليوم في خبر كان، فحزب الاستقلال القطب الثاني في الأغلبية يطالب بتعديل حكومي وينتقد أداء الحكومة وبرلمانييه يجلدون الحكومة داخل قاعات البرلمان صباح مساء.
و عبد الإله بنكيران اليوم في مأزق، فعندما ينتقده البام أو الأحرار يثور في وجههم ويهددهم بالنزول إلى الشارع و عودة الربيع العربي الذي لم يأتي أصلا في يوم من الأيام إلى المغرب. لكن اليوم من ينتقد السي بنكيران وحكومته هو أكبر حليف له داخل الأغلبية، وبالتالي سقطت أسلحة بنكيران الشهيرة ولا يمكنه أن يتهم حلفاءه بالتسلط والتحكم ويصفهم هم كذلك بالتماسيح والعفاريت.
لذلك فهدف السيد رئيس الحكومة المحترم اليوم هو اختلاق أي صراع مع الأصالة والمعاصرة لتبرير عجزه، ومحاولة كسب تضامن المغاربة معه ضد التسلط والتحكم المزعوم. فإذا حاول حميد شباط اسقاط الحكومة، وهذا حقه الشرعي كمكون للأغلبية الحاكمة، سيظهر على أنه يخدم أجندة خفية للتماسيح والعفاريت.
لعبة رئيس الحكومة هذه قديمة جداً، لأن المغاربة "عاقو" ولم يعد بالإمكان استغباؤهم. ما يتذكره المغاربة للسيد بنكيران وحكومته بعد عام كامل من الحكم هو قرار وحيد بالزيادة في أسعار المحروقات وبالتالي الزيادة في أسعار كل المواد الأساسية، وخير دليل على ذلك هو ارتفاع معدل التضخم ب 1,9% حسب آخر تقرير للمندوبية السامية للتخطيط.
ما يتذكره المعطلون بعد عام كامل من الحكم هو الجلد الذي تعرضوا له في شوارع المملكة، وما يتذكره الموظفون بعد عام كامل من الحكم هي الاقتطاعات. ما ترسخ في ذهن المغاربة خلال سنة 2012 هو تهريج رئيس الحكومة داخل البرلمان، وما لن ينساه المغاربة هي الوعود الخرافية التي اطلقها رئيس حكومتهم خلال حملته الانتخابية.
وصدق الله تعالى في كتابه حين قال : "وإذا قيل لهم لا تفسدوا في الأرض، قالوا انما نحن مصلحون، الا انهم هم المفسدون ولكن لا يشعرون" ... فهمتيها ولا لا أ سي بنكيران ؟
خالد أشيبان.