خطوة عظيمة أخرى تلك التي خطاها الشعب المغربي يوم فاتح يوليوز عندما صوت وبنسبة ساحقة على مشروع الدستور الجديد الذي يرسخ لعهد آخر من الديمقراطية والحكامة والحرية.
لقد بصم المغاربة بيد قوية للتأكيد على تشبثهم بثوابتهم الراسخة والمتمثلة في استمساكهم الوثيق بالإسلام كدين يدعو إلى الوسطية والاعتدال والتعايش مع الآخر في إطار من التعاون والاحترام المتبادل , وتمسكهم كذالك بالملكية كمؤسسة شرعية وقانونية تضمن تلاحم المغاربة وتوحدهم على اختلاف مشاربهم وأعراقهم وتمسكهم أخيرا بالوحدة الوطنية للمغرب من طنجة إلى الكويرة دون التفريط في شبر من ترابه.
إن الدستور الجديد جاء استجابة لمطالب وانتظارات شرائح واسعة من الشعب المغربي وكذالك للنظر المتفحص الواسع للملك محمد السادس الذي أبى إلا أن يخرج هذا الدستور الجديد ولأول مرة في تاريخ المغرب المعاصر على يد مغاربة أكفاء قضوا عدة أشهر في مشاورات مراتونية مع كافة الفرقاء السياسيين أحزابا وجمعيات وممثلين للمجتمع المدني , فتم اثر ذالك إقرار مجموعات كبيرة من الفصول والمفاهيم والقرارات والقوانين والمبادرات التي تمت دسترتها للمرة الأولى.
لقد كرس الدستور الجديد مفهوم الحكامة الذي يجمع بين المساواة بين جميع أفراد الشعب في تقلد المسؤوليات والمحاسبة على التفريط في إطار القانون وهكذا لزم الأحزاب السياسية ألا تقوم بتزكية الأشخاص النزهاء والأكفاء لأنهم معرضون للمحاسبة من طرف الشعب في كل وقت.
لقد اختار 97 في المائة من الشعب في الداخل والخارج التصويت بنعم للدستور الجديد قناعة منهم انه أفضل بكثير من وانتظارات الشعب المغربي وأعلى سقفا من مطالب الفرقاء السياسيين وما ذلك إلا لتميز المغرب بقيادة ملك شاب شجاع وطموح يريد أن يصل ببلده إلى مصاف الدول المتقدمة أما المصوتون بلا فهذا دليل على جو الانفتاح وحرية التعبير التي يتمتع بها المغاربة .
آما المقاطعون للاستفتاء فهم بعض قوى اليسار العدمي اللاديني وهو غير ممثلين في البرلمان وليست لهم شعبية نظرا لشدود مواقفهم الغريبة عن الشعب المغربي,من المقاطعين كذالك حركة 20 فبراير التي ابتدأت بوقفات شبابية سلمية تدعو إلى إسقاط الفساد وإصلاح الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية وانتهت بالتحالف الغريب مع اليسار العدمي الرادكلي من جهة ومن جهة أخرى مع جماعة العدل والإحسان ,هذا التحالف صار يرفع شعارات غوغائية صار الهدف منها نسف الخيارات الوطنية المجمع عليها ومس ثوابت البلاد والانتقاص منها وخدمة أجندة خارجية لتشبيه المغرب ببعض الدول العربية المجاورة له والتي دفعت بها الثورات والصراعات إلى مدارك كانت في عنى عنها.
إن المغرب بملكه وبوطنييه ورجالاته لعصي على الفرقة والتشرذم والقبيلة فالمغاربة كانوا ولازالوا وسيضلون مجتمعين حول إمارة المؤمنين المكرسة بمبدأ البيعة الشرعي وان حب الأوطان جزء من دمائهم ولمن قرأ التاريخ سيجد انه مرت بالمغرب أحداث عظيمة لم تزد المغاربة إلا تشبثا والتفافا حول شرعيتهم التاريخية المثمتلة في الملك.
عضو بالمجلس الايطالي للديانة الاسلامية
سفير السلام قسم حوار الاديان والحضارات
رئيس المنظمة الاسلامية للعالم العربي واوربا
عضو بجمعية كوكب الصحراء من اجل الحقيقة والعمل الانساني
كاتب وصحفي