وصف محسن بومسعود رئيس فرع الرباط للنقابة الوطنية لمحترفي المسرح لقاء رئيس الحكومة عبد الإله بنكيران وتلة من الفنانين والمثقفين بالمشبوه، والذي تم توظيفه لأغراض سياسوية ضيقة، متهما في تصريح للنهار المغربية، لوبيات اقتصادية بالدخول على الخط في أفق فرض وصايتها على الفنانين والمثقفين، وقال بومسعود إن اجتماعا سيعقد في القريب العاجل للمكتب التنفيذي للنقابة سيناقش التدابير اللازمة للرد على الوثيقة التي صدرت عن الإجتماع، وكذا موقف النقابة من لجنة التتبع التي أسفر عنها هذا الإجتماع، موضحا أن النقابة ترفض أي وصاية من أحد، وتطالب بإخراج الوثيقة الحقيقية التي تم التوافق حولها مع وزارة الثقافة، والتي اعتبر أرضية لتأهيل القطاع الفني، وأطلق عليها "المغرب الثقافي رؤية 2020". وكانت النقابة المغربية لمحترفي المسرح أصدرت بيانا شديد اللهجة، توصلت "النهار المغربية" بنسخة منه انتقدت من خلاله رئيس الحكومة عبد الإله بنكيران على خلفية لقاءه مع مجموعة من الفنانين المغاربة، رافضة أن يتحدث هؤلاء باسم الفنانين المغاربة، واستغربت النقابة في بيانها، تعامل رئيس الحكومة بشكل رسمي مع هذه المجموعة و تغييب المنظمات التمثيلية للفنانين والمبدعين المغاربة، معتبرة أن هذا اللقاء هو عرقلة لمسلسل الإصلاح الذي دشنته الحكومة في قطاعات الثقافة والفنون والاتصال، وتحدث بومسعود عما أسماها "الصيغة الإحتوائية" وتوظيفها بشكل مريب في خرجات إعلامية غير محسوبة، مشيرا إلى أن المبادرة الفردية سعى البعض إلى تحويلها إلى مبادرة متوافق عليها، وهو الأمر الذي رفضه بومسعود جملة وتفصيلا، ودعا إلى إلى مواجهة أي محاولة لقرصنة عمل المنظمات والنقابات الفنية والثقافية، وتقزيم دورها. وكانت النقابة أكدت في بيانها "أن مضامين وخلاصات هذا اللقاء بالشكل الذي تم الترويج له إعلاميا، لا تعنيها من الناحية المنهجية الاستراتيجية، إذ أن النقابة شرعت، منذ تنصيب الحكومة الجديدة في نهج شراكة تفاعلية وإيجابية بينها وبين السلطات الحكومية الوصية على قطاعي الثقافة والاتصال المتمثل في وزارة الثقافة." ودعا بومسعود إلى إبراز الخلفية التي تحكمت في هذا اللقاء، مشددا على ضرورة اعتماد مقاربة قطاعية تؤدي إلى تصور شمولي، وتقوم على أساس شراكة حقيقية بين الحكومة وبين المعنيين والمهنيين، موضحا أن اللقاء تحمت فيه خلفيات سياسية ضيقة، وأن الفنانين كانوا أقلية في هذا الإجتماع، كما أكد أن الوثيقة تضمنت بعض النقط التي لا يمكن أن يقع حولها إجماع خاصة النقطتين المتعلقتين بالتخفيض الضريبي وتفويت الفضاءات العمومية لبعض الجمعيات. حين أن هذا الأمر يتعلق بمبادرة محدودة ومعزولة لا تعدو أن تكون مجرد وجهة نظر خاصة بفئة غير مؤثرة في المشهد الثقافي والفني الوطني. ورفض عضو المكتب التنفيذي للنقابة ما أسماه التوظيف السياسوي للفن والفنانين خدمة لأجندة معينة باسم الحريات، سواء من طرف المستثمرين في قطاع الثقافة والاتصال أو من طرف الحكومة، معتبرة أن حرية التعبير والديمقراطية، مبادئ وقيم مقدسة تهم جميع التعبيرات والتيارات الثقافية والفنية ولا تحتاج إلى مزايدات أو أي استخدام للضغط أو تلميع صورة طرف سياسي ما على حساب القضايا المشتركة للفنانين والمبدعين، محذرا في الوقت نفسه من وقوع انزلاقات خطيرة لن تكون في مصلحة الوطن.
عبد المجيد أشرف