تنتظر جماعة العدل والإحسان أياما عصيبة، بعدما قرر التيار التصحيحي المسمى "أشبال جماعة العدل والإحسان لنصرة الصحبة" الانتقال إلى مرحلة جديدة من المقارعة خاصة بعد الخطوات الإجرائية الأخيرة التي كشفت عنها في بلاغ في 27 من نونبر الماضي.
ويدعو هذا التيار إلى ضرورة العودة إلى التوجه الأول الذي قامت عليه الجماعة أي الدعوة على خلفية ترسيخ مبدأ "الصحبة"، كما سطرها عبدالسلام ياسين في كتابه "المنهاج النبوي"، وهو المنهاج الذي تم تحريفه من طرف ثلة من حواريي الشيخ، الذين أفرغوه من مبناه ومعناه، حبا في السلطة والثروة والكراسي.
وتنطلق هذه الخطوات الإجرائية باعتماد أسلوب التواصل المباشر مع أتباع الجماعة من خلال تنظيم لقاءات مخصصة لنقاشات تطرح خلالها أسئلة مزعجة حول مبدأ الصحبة الذي تنوه به عقيدة عبدالسلام ياسينن وسيتلو ذلك تعبئة أنصار هذا التيار للقيام بوقفات أمام مقر جماعة العدل والإحسان بالدارالبيضاء.مع نشر ملفات توصف بالحساسة بهدف الإفصاح عن الحقائق التي من شأنها وضع حد للمشاكل التي تتخبط فيها الجماعة، خاصة بعد اعتماد العدل والإحسان بناء يسمى بالجديد ( مجلس الإرشاد، والدائرة السياسية، ومجلس الشورى) تم تفصيله على المقاس من أجل إجهاض مفهوم الإرشاد العام، وهو الانقلاب الذي يقوده فتح الله أرسلان الذي لم يعد يخفي طموحاته السياسية.
وتعتبر هذه القرارات بمثابة ثورة أخلاقية ضد الاستبداد الممارس من قبل "القيادة الأرتودكسية" ، الذين عملوا على تحويلها من جماعة ذات طابع دعوي إلى جماعة ذات طابع سياسي، وفضلوا التضحية بالديمقراطية الداخلية خوفا من الأصوات التي تشجب هذا الاختيار والتي كان أولها المرحوم، محمد البشيري.
يؤشر كل هذا إلى بداية مواجهة مفتوحة بين تيار الإسلام الدعوي وتيار الإسلام السياسي.
رشيد الانباري