تفضح الممارسة على أرض الواقع العديد من المفارقات التي تطبع سلوك "السلفيين الجهادين" مما يشي بوجود انفصام عميق في الشخصية.
ولا تقتضي الأخلاق "الفاضلة"، التي يدعو هؤلاء لسيادتها، ويجعلون منها ميدان معركتهم المتميزة، ترك امرأة عرضة للضياع بمجرد إشباع نزوة جنسية، في يوم أو شهر أو سنة، ولكن صون كرامتها، واستحضار المغامرات التي ركبتها، عندما كانت واقعة تحت تأثير الخداع، ولو بادعاء التعرض لاختطاف بدأ يتضح أنه كان بإيعاز ممن استباح جسدها تحت يافطة زواج مشبوه يسمى ظلما وعدوانيا بالزواج "عرفي"، وحولها إلى" لعبة" يتحكم فيها بالضغط على الأزرار.
وكان من الممكن أن تركب هذه المرأة مغامرات أخرى، لولا أنها اكتشفت أنها كانت ضحية نزوة طائشة لـ "معتقل إسلامي" سابق، وأداة لتفريغ الشهوة.
ومن حسن حظ كريمة البرحيحي، الشابة التي تنحدر من مدينة العرائش، أن توقفت عند هذا الحد: زواج عرفي، ونجت مما كان يمكن أن يقنعها به أنس الحلوي، ( مسؤول مساعد للإعلام داخل "اللجنة المشتركة للدفاع عن المعتقلين الإسلاميين".
لقد وضع أنس، كريمة، اليوم، وجها لوجه مع الطلاق، ليس الطلاق بمفهومه الشرعي، ولكن الطلاق بمفهومه العرفي، والذي هو مجرد تخلي عن الجسد.
إن التشدد في مجال الأخلاق، خصوصا منه الجنسي، الذي يتباهى به أنصار هذه الحركة الإسلاموية، يساهم بعمق في مزايدة متطرفة، عندما تكون نواياهم التخليقية، مزينة بحلي أخلاقية زائفة وكاذبة لا تصمد أمام حقيقة الأمور والوقائع التي تعين على إثبات أن السلفيين الجهاديين ليسوا طاهرين كما يدعون.
ورغم المساعي الذي تقوم بها كريمة لدى اللجنة التي هو عضو فيها، فإن تحركاتها لم تثمر أية نتيجة لحد الآن، ذلك أن السيد أنس لا يتضايق ولا تصيبه أية حيرة أو أزمة ضمير حين يتعلق الأمر بالارتواء من رجفته ورغبته الجنسية.
وإحساسا منها بالغبن فإن كريمة البحيحي عاقدة العزم، أكثر من أي وقت مضى، على رفع دعوى قضائية ضد أنس الحلوي، بل أكثر من ذلك الفضح والتنديد بشدوده وفساده أمام الإعلام، فهل سيكون في موقفها ما يدفعه إلا التشبث بها في انتظار البحث عن الحل الأمثل لكي يتخلص منها بهدوء؟
رشيد الانباري