ما هي الغاية من تكثير شعب تهجير"المتطوعين" المغاربة إلى شمال مالي، ولماذا تخطط جماعة القاعدة بالمغرب الإسلامي والحركة من أجل الوحدة والجهاد بإفريقيا الغربية لإنشاء مشتل للمقاتلين المغاربة؟
هل ستنتهي "مهمة" المتطوعين بمجرد انتهاء القتال في شمال مالي ( إذا ما انتهى القتال) أم أن مهاما أخرى تنتظر "المقاتلين" بعد عودتهم إلى المغرب؟
نهاية القتال في شمال مالي، هي مجرد فصل، لأن الفصل الأهم في هذه القصة يبدأ بعد إرجاعهم ( المتطوعين) إلى المغرب للقيام بعمليات إرهابية بعد أن يكونوا استكملوا كل مراحل التكوين بشقيه النظري والعملي مع وضع هذا التكوين على محك التجربة الميدانية بالقتال في شمال مالي.
وحين وضعت الأجهزة الأمنية يدها في 24 من نونبر 2012، على خلية لتجنيد المتطوعين، كان 20 مغربيا قد تمكنوا من التسلل إلى شمال مالي عبر ليبيا أو الحدود المغربية ـ الجزائرية أو مروا عبر موريطانيا، ومن بين أفراد هذه المجموعة حميد مريدي، إبراهيم قدوري، يونس زازا، إدريس ميْشو، الذين استفادوا، في أول الأمر، و خلال شهر نونبر 2011 من تداريب عسكرية بمعسكر " بنجيازي"، المسمى "أنصار الشريعة" بليبيا، فيما تمكن مغاربة آخرون من الالتحاق بمالي عبر رحلة جوية إلى الجزائر من بينهم فؤاد عمران، سعيد دقداق، ومحمد المرابط.
وقد مكنت التحريات من التعرف على رشيد الجابري ( مبحوث عنه)، المكلف بالاستقطاب لصالح القاعدة بالمغرب العربي، وتوقيف كل من هشام العوني ورشيد أخوص، واللذان كانا يضطلعان بنفس المهمة، وكذا اعتقال المهاجر السري المالي المسمى دامبل نوهو الذي كان مكلفا بعملية صرف العملة مقابل نسبة 20 في المائة، كان يسلمها لمعارفه المتطوعين للسفر إلى شمال مالي للمشاركة في القتال. وأكثر من ذلك فقد عرى التحقيق على الدور الخطير الذي كان يقوم به المغربي ذي الأصول الصحراوية، وأحد انفصاليي الداخل المسمى علوات بابا والموجود، حاليا، بمالي والمتزوج بامرأة تنحدر من هذا البلد، في الاستقطاب، حيث نجح في "إغراء" أربعة من معارفه بمدينة العيون، كان بصدد ترحيلهم إلى تندوف من أجل تزويدهم بمستندات تثبت هويتهم باسم ما يسمى "الجمهورية الصحراوية" قبل ترحيلهم إلى دول الساحل الصحراوي.
ومن بين هؤلاء الذين تم اعتقالهم بالعيون محمد سالم خيا ( كهربائي)، والذي كان يستعد لجعل خبرته في خدمة مساعي الإرهابيين في صنع المتفجرات، وقد تمكن سنة 2007 من صنع صاعق.
يبدو من هذا المخطط أن محطة مالي هي مجرد محطة للعبور، لأن الأهداف والمرامي البعيدة تروم زعزعة استقرار المنطقة ككل، وإدخال دولها في دوامة الإرهاب، الذي اتسعت رقعته في دول الساحل على نحو لم يكن متوقعا، وهو ما انتبه له المجتمع الدولي متأخرا، بعد أن بدأ مواطنوه يتعرضون للاختطاف ومصالحه للضرب، فانتبه متأخرا إلى أن هناك حاضنة لتفريخ الإرهابيين تحمل اسم "البوليساريو" ترعاها الجزائر.
رشيد الانباري