بعد مرور أزيد من ثلاثة أسابيع على جولة كريستوفر روس الممثل الخاص للأمين العام الأممي المكلف بملف الصحراء لكل من المغرب وتندوف (الجنوب الشرقي للجزائر) وموريطانيا، ادعت أمينتو حيدر أنها نجت من محاولة اغتيال، بالسلاح الأبيض، بالعيون، بتزامن مع حلول روس بالمدينة، ومباشرة بعد لقائها به.
وزعمت هذه السيدة الانفصالية بامتياز، بالرغم من أنها لا تنحدر من الأقاليم المسترجعة سنة 1975 أن أشخاصا ( من دون أن تحدد عددهم) حبسوها مع ابنتها في منزلها من دون أن يتمكنوا من النيل منهما ( من الأم وابنتها)، وهو أمر لا يستقيم مع المنطق السليم، ويدفع إلى طرح السؤال التالي:
كيف تمكن هؤلاء الأشخاص "المجهولين" من حبس أميناتو ومع ذلك لم يغتالوها، بأسلحتهم البيضاء، مادامت أصبحت أسيرة بين أياديهم ؟
وهو سؤال يقود إلى سؤالين آخرين هما: كيف تمكنت هذه السيدة من الإفلات من قبضتهم من دون أن تصاب بخدش سكين؟ وكيف تحولت محاولة الاغتيال إلى مجرد تكسير للسيارة.
ولا شك أن كل من قرأ تصريح أميناتو حيدر لوكالة الأنباء الجزائرية سيفهم المقاصد والغايات من هذا الادعاء، وسيفهم لماذا لم تعلن عن هذه الواقعة في الحين مادام في الجسم الإعلامي من تربطه بها وشائج وصلات، ولماذا لم تتقدم هذه السيدة بشكاية في الموضوع إلى الضابطة القضائية بأمن العيون أو لدى الوكيل العام للملك باستئنافية المدينة؟ ولماذا انتظرت حتى تسافر إلى إيطاليا؟ ولماذا اختارت الوكالة الرسمية للجزائر؟
الجواب هو أن أميناتو حيدر تؤدي الدور الموكول لها الذي تدربت عليه في سراديب المخابرات الإسبانية وأقبية جنيرالات الجزائر، وتكرر، بنفس النبرة، نشرات إذاعة "البوليساريو"، لا أقل ولا أكثر.
لقد التقت هذه السيدة وانفصاليو الداخل بالسيد كريستوفر روس، وسعت إلى تجنيد الأطفال والشباب للتظاهر مقابل 200 درهم. ولا شك أنه بعد فشل مظاهرتها بدأت تتنصل من دفع تلك المبالغ لأصحابها، وأن من بين هؤلاء من قصد منزلها من أجل الحصول على مستحقاته، وطرق الباب بقوة واقتحم المنزل، لأنه أحس أنه كان مجرد ألعوبة في يد أميناتو حيدر التي تتوصل بالأموال بانتظام من أجل افتعال مثل هذه المحاولات الاغتيالية.
رشيد الأنباري.