ما الذي دفع بالشرطة القضائية للتدخل في مرتيل بتلك الطريقة؟ هل عجزت شرطة مرتيل وكان لابد من دعم لها، أم في الأمر سر؟، الجواب الذي يعرفه الكثيرون “في الأمر سر كبير وخطير”، فرغم الشكايات الكثيرة والتبليغات المتكررة، عن انتشار ظاهرة البغاء في مرتيل، وانتشار منازل وشقق منظمة لذلك، لا تحرك شرطة مرتيل ساكنها إلا بين الفينة والأخرى، فقد كشفت مصادر حسنة الإطلاع عن تواطؤات وعلاقات مشبوهة بين تلك الأطراف.. وتتوفر الجريدة على تقرير سري عن تلك العلاقات بأسماء محددة وأرقام وهواتف وعناوين، تشير لبعض الاسماء الوازنة وعلاقاتها ببعض “الوسيطات” هناك، ومن يحميهم وكيف يتم ذلك.كل ذلك حرك الشرطة القضائية بتطوان لتنوب على نظيرتها بمرتيل، في عملية قبل انها واسعة وضربت الشبكات المنظمة لتجارة الجنس بهاته المدينة الساحلية، وليس حملة موسمية عابرة كالتي يتم القيام بها بين الفينة والأخرى، بطريقة محكمة تبين أن المتدخلين كانوا على علم بتلك الشقق والأماكن المعنية، حيث توجهوا مباشرة لحيث يريدون وفي توقيت موحد تقريبا، لكن ما كان مثيرا للإنتباه حسب ما كشفه مصدر جد مقرب، أنه لم يتم إشعار مصالح الأمن بمرتيل بهاته العملية، والتي علمت بالخبر لحظات بعد بدء التنفيذ، حيث كانت تلك الشقق تحت مراقبة وأعين عناصر الشرطة التطوانية، باحياء متفرقة بمدينة مرتيل…
أربع شقق تلك التي همتها عملية الإقتحام والتفتيش، كانت تعد ل”القصاير” والدعارة، حيث تم اعتقال 13 متورطا في هاته العملية، من بينهم وسيطتين للدعارة وخمسة فتيات ممتهنات لها. أولى الشقق التي فاجأتها المصالح الأمنية تلك المتواجدة بحي كريمة وهي لإحدى “الباطرونات” المعروفة هناك باسم “ح”، حيث كانت تعد منزلها للدعارة لصالح الفتيات اللواتي يصطدن زبائنهم بالخارج ويعدن للمنزل لممارسة الدعارة به. في نفس التوقيت تقريبا كانت فرقة اخرى تداهم المنزل الثاني بشارع الدار البيضاء، والذي تديره “ش.ق” وهي من مدينة تازة تعد منزلها بمرتيل لهاته الأمور.
“س,ق” تمكنت من الفرار حيث لم تكن متواجدة بشقتها تلك لحظة المداهمة، فيما اعتقل إبنها الذي كان يدير الشقة في تلك الفترة وعمره 19 سنة تقريبا، إذ تبن أن هاته الشقة التي تعددت بها الشكايات هي وكر حقيقي للدعارة المنظمة، حيث تم إعداد غرف لهذا الغرض بكل ما يمكن ان تحمله الكلمة من معنى، وقد كانت كل غرفة من تلك الغرف تضم فتاة للإختيار من طرف الزبون، على شاكلة تلك الشقق التي تظهر في بعض الأفلام… فيما لم تبتعد عناصر الشرطة بعيدا بحيث داهمت منزلين بنفس العمارة حيث شقة “ش.ق”، ليتم اعتقال رجل وشابة بمنزل هناك، واعتقال خمسة آخرين في حالة سكر بمعيتهم فتاة كان أحدهم يضاجعها لحظة المداهمة.
تحرك غريب في هذا التوقيت لمصالح الامن بتطوان ،في منطقة تدخل ضمن نفوذ عمالة آخرى لكنها تابعة لولاية الأمن، هل هي تصفية حسابات أم ان تعليمات صارمة وجهت من النيابة العامة للفرقة الولائية للقيام بالعملية، لكن بين هذا وذاك، لابد انها أحرجت بعض المنتفعين لهذا الوضع…
الاحداث المغربية : مصطفى العباسي.